في زمن "كورونا".. بقاء الأطفال في المنزل يضر بجهازهم المناعي

النظافة التامة والعزلة، ليست بالأمر الجيد بالنسبة لتعزيز جهاز المناعة. من المصدر

يبدو أن فيروس كورونا كان له بعض الجوانب الايجابية، فقد قلت حالات المرض بالزكام، فمنذ مارس الماضي قلت إصابة الاطفال بالزكام.

ومع ذلك فانه من المعروف إنه من المفيد بالنسبة للأطفال تعريضهم للبكتريا والفيروسات لأنه يقوي جهاز المناعة لديهم. وهذا أحد الأسباب التي تجعلنا نستخدم اللقاح الذي هو عبارة عن كمية قليلة من الجراثيم أو الفيروسات الممرضة، فيعمل الجسم على مقاومتها مما يؤدي إلى تعزيز قوة جهاز المناعة لديه.

ووفق فرضية المناعة التي اقترحها العالم البريطاني ديفيد ستراكان عام 1989، فإن الأطفال في الدول المتطورة يترعرعون في بيئة نظيفة من المعقمات والمنظفات الأمر الذي يجعلهم بعيدين عن الامراض، ولكن معدلات الإصابة بأمراض المناعة الذاتية والتحسسية زادت بمعدل كبير.

وبناء عليه، فإن النظافة التامة والعزلة، ليست بالأمر الجيد بالنسبة لتعزيز جهاز المناعة، وإن كان بعض العلماء لديهم اراء مختلفة.

ويبدو أن بقاء الأطفال في المنزل يمكن أن يساعدهم في حالات معينة مثل مرض التهاب الفيروس الخلوي التنفسي الذي يصيب الأطفال في السنة الثانية من العمر، ويكون خطيرا ويؤدي إلى دخول نحو 57الف طفل سنوياً إلى المشافي في الولايات المتحدة، ويمكن أن يؤدي إلى الربو في بعض الحالات. ولكن إذا أصيب الأطفال بهذا المرض في عمر لاحق فإنه يكون أقل خطورة بكثيرة.

ولكن في أمراض أخرى يكون الأمر عكس ما سبق، إذ أن أمراض تسببها الفيروس تكون غير ضارة كثيرا إذا اصابت الأطفال الصغار ويكون تأثيرها خطراً إذا اصابت الأطفال الكبار، ويمكن أن يستمر المرض لعدة أشهر إلى حين شفائه.

وهناك أمراض مثل الحصبة، والنكاف، والجدري يمكن ان تكون خطرة جدا إذا أصيب بها الأطفال في سن متقدمة، ولكن يمكن منع انتشار هذه الامراض باللقاح.

وعند تعرض الأطفال للجراثيم والميكروبات في الصغر، فان الموضوع لا يتعلق بالأمراض فقط، فعندما يكون الأطفال مع أطفال اخرين تنتقل الجراثيم والمايكروبات فيما بينهم وليس بالضرورة تكون ممرضة، ولكنها تكن جيدة لتطوير أجهزة المناعة لديهم. ويقول الباحثون إذا انعزل الناس عن بعضهم البعض فان ذلك يؤدي إلى ضعف تطور أجهزتهم المناعية.

 وثمة سبب مفيد لتعرض الناس للعوامل التحسسية مثل غبار الطلع الناجم عن الزهر وزبدة الفستق والربيان فإنها تدرب أجسامنا على التعامل مع مثل هذه العوامل في المستقبل. والفكرة هنا وفق ما يقوله العلماء تتمثل في إنه إذا عرضت نفسك لشيء مرات متكررة، تصبح معتادا عليه ولا يحتاج جهازك المناعي لرد مبالغ به ضده.

وثمة بحث آخر يقول إن التعرض للجراثيم والمايكروبات النافعة مسألة جيدة، لان الأطفال الذين يأخذون المضادات الحيوية التي تقتل المايكروبات النافعة، يصبحون أكثر تعرضا لمخاطر تطور الربو والتحسس، في حين أن الأطفال الذين يعيشون في المزارع حيث النباتات والحيوانات وجميع أنواع المايكروبات والجراثيم، يكون لديهم احتمالات أقل بالإصابة بالأمراض الناجمة عن مثل هذه المايكروبات والجراثيم لأن اجسامهم تكون قد اعتادت عليها.

 

تويتر