الشارقة.. بالكتاب باسمة
اختتمت في الشارقة الباسمة فعاليات الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، تحت شعار «بينك وبين الكتاب»، بمشاركة فاقت 2300 دار نشر من 118 دولة، وتقديم أكثر من 1200 فعالية ثقافية وترفيهية لكل الأعمار، ليس هذا ختاماً لكرنفال ثقافي فحسب، بل تجديد لعهد قديم بين الإمارة والكتاب.. عهد جعل الشارقة ملتقى الكتاب والقراء، ومرفأ تبحر منه الحكايات وتعود وهي أوسع أفقاً، وأعمق معنى.
في كل عام تؤكد الشارقة أن الثقافة ليست ترفاً، بل ضرورة يومية كالماء والهواء، هنا تصاغ الأسئلة وتُراجع المسلّمات، ويكتشف الطفل دهشته الأولى أمام صفحة تلمع، ويجد الشاب في كتاب مجهول طريقاً كان يظنه مسدوداً، ويستعيد القارئ العتيق صداقة لم تخنه يوماً، بين يدي القارئ والكتاب مسافة قصيرة، لكنها تصنع الفرق بين جهل يتكاثر ومعرفة تضيء.
تخيلوا ولو للحظة لو أن هذا السيل من الكتب والمعرفة بدأ يزاحم محتوى منصات التواصل الاجتماعي، لو أن صدى الندوات والحوارات والقراءات امتد إلى الشاشات الصغيرة التي لا تفارقنا، حينها سيغدو الفضاء الرقمي امتداداً طبيعياً لقاعات المعرض، وستبدو ضوضاء السطحيات أضعف أمام محتوى يرقى بالذائقة ويُهذّب الحوار.
من هنا أجدّد دعوتي إلى الكتّاب والمفكرين ودور النشر، وإلى القراء الذين خرجوا من المعرض بثمرة أو فكرة، املؤوا المنصات بهذا الرصيد الإيجابي، لا سبيل إلى مواجهة المحتوى السلبي إلا بمزاحمته بمحتوى أرفع وأصدق وأبقى، فلتكن دورة هذا العام علامة البدء، وليكن الكتاب جسرنا الدائم بين المعرفة والحياة، من أجلنا ومن أجل الأجيال القادمة.
عضو سابق في المجلس الوطني الاتحادي
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه
مسؤولية ما ينشر في مقالات الرأي تقع على الكاتب وحده ، ولا تتحمل الصحيفة مسؤولية الآراء الواردة فيها.