ليس ضرورياً أن تكون دبلوماسياً

للوهلة الأولى قد تظن أنني أدعو إلى الاستغناء عن فن التعامل اليومي مع الناس، ليس هذا مقصدي، حديثي عن الدبلوماسية بوصفها تمثيلًا رسمياً للدولة في العالم، مع التأكيد أن فكرة التمثيل لا تقتصر على الدبلوماسي المعين، فكل واحد منا حين يغادر حدود بلده، يصبح صورة له وصوتاً عنه.

أكتب هذه السطور من الصين، وأنا أستحضر يوم العَلَم الذي يرفرف في داخلي أينما ارتحلت، والسؤال: كيف نحمل علمنا عالياً حيث ارتحلنا؟ الجواب المختصر: بالأخلاق الرفيعة، أما التفصيل، فبأن نُحوّل الأخلاق إلى ممارسة يومية ملموسة.

تبدأ الحكاية منذ لحظة الصعود إلى الطائرة، لاسيما على خطوط أجنبية: كيف نخاطب الطاقم؟ كيف نُحافظ على نظافة مقعدنا؟ ثم نُكمل المشوار في المطار وسيارة الأجرة والفندق والمطاعم، في أسلوب الحديث، واحترام الآخرين، والالتزام بالقوانين.

والتحدي هو تحقيق التوازن: الانفتاح على الثقافات يقتضي مرونة في المظهر والعادات، لكن بلا انسلاخ عن الهوية. نعم للتقارب الثقافي، لكن مع الحفاظ على الانتماء، فتمثيل الوطن يتجلى في اختيار الأماكن والنشاطات، وفي اللغة التي نستعملها، وفي صورة نتركها خلفنا أينما مررنا.

الخلاصة أن التمثيل ليس حكراً على صاحب المنصب، إنه واجب علينا جميعاً، وكلما اتسع حضورنا في العالم، كبر أثر سلوك الفرد في سمعة بلادنا. أختم بالعبارة الخالدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله: «أي شيء تسويه إيجابي بيقولون الإماراتي.. وأي شيء سلبي بيقولون الإماراتي».

عضو سابق في المجلس الوطني الاتحادي

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

مسؤولية ما ينشر في مقالات الرأي تقع على الكاتب وحده ، ولا تتحمل الصحيفة مسؤولية الآراء الواردة فيها.

الأكثر مشاركة