مؤتمر الحفاظ على الطبيعة (2)

إن مشروع أبوظبي التجريبي للكربون الأزرق يوثّق أن الأنظمة البيئية الوطنية حققت أكثر من 41 مليون طن لتخزين ثاني أكسيد الكربون، أي أكثر من الانبعاثات السنوية لإنتاج الماء والكهرباء، التي تصل إلى 30.9 مليون طن، حيث تساعد الأنظمة البيئية الوطنية في التخفيف من تغير المناخ، وتعمل كمصارف للكربون.

إن الأرقام المتحققة تؤكد جدوى الاستثمار في التنوع البيولوجي، خصوصاً أصول الكربون الأزرق الوطنية، كما تبيّن أنها ليست كلفة بيئية باهظة دون جدوى عملية، بل على العكس تماماً، فهي أداة استراتيجية خففت آثار تغير المناخ وتمكن من تحقيق التزاماتنا المشتركة بإزالة الكربون.

كما أن مصائد الأسماك التي كانت تعاني بسبب الاستغلال المفرط، وكانت تُشكل تحدياً وتهديداً، تحولت اليوم لتصبح نموذجاً للتعافي.

ففي عام 2018، كان 8% فقط من إنزال الأسماك يأتي من مخزونات مُدارة بشكل مستدام، لتصبح بحلول 2024 نحو 97%، ويأتي ذلك بفضل حرص وتوجيهات القيادة الرشيدة، وبدعم من الوعي والتحول لإدارة هذه الموارد بعيداً عن الاستنزاف لممارسات قائمة على الاستدامة، ومرتكزة على العلم والابتكارات القائمة على الذكاء الاصطناعي والتقنيات المبتكرة والمتقدمة الثورية والناشئة.

ويأتي هذا النجاح المذهل والانعكاس السريع للتدهور البيئي ليتحوّل لنمو وازدهار كدليل ونموذج علمي وعملي وعالمي يثبت سرعة دفع عجلة التحول الإيجابي عبر تمكين الحوكمة البيئية الفعالة مقرونة بضوابط صارمة وتقنيات متقدمة، ما يضع نموذجاً جديداً ومعياراً طموحاً قابلاً للتطبيق يحقق التغيير المنشود.

إن شواطئ أبوظبي تُعد اليوم ثاني أكبر تجمع لأبقار البحر في العالم، وأكبر سرب من دلافين الحدباء الهندية، وأكثر من 7000 سلحفاة، والتجمع الوحيد لطيور النحام الكبير في الخليج العربي.

ومع تطوير معايير التطوير العقاري المستدام مصحوبة بضوابط مخاطر التغير المناخي كشرط رفع منسوب الطابق الأرضي ليعلو سطح البحر بما لا يقل عن 6 أمتار ليكون الأشد صرامة والأكثر احترازاً في المنطقة، ما يعكس الاستباقية في تصميم المباني وفق أعلى إجراءات السلامة، مع ملاحظة نمو توجه العديد من المطورين العقاريين نحو المساهمة في مبادرة زراعة المانجروف أو القرم لتسريع تحقيق الحياد المناخي، بما يعيد تعريف مستويات الشراكة بين القطاعين العام والخاص.وللحديث بقية.

* مستشار إداري وتحوّل رقمي وخبير تميز مؤسسي معتمد

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

مسؤولية ما ينشر في مقالات الرأي تقع على الكاتب وحده ، ولا تتحمل الصحيفة مسؤولية الآراء الواردة فيها.

 

الأكثر مشاركة