المعلم وتعزيز المسؤولية المجتمعية

يأتي يوم المعلم كل عام ليذكّرنا بمكانة هذه المهنة السامية، التي لا يقف دورها في حدود الصف الدراسي، بل يمتد وينطلق إسهامها في بناء مجتمع متماسك وقادر على مواجهة تحديات المستقبل.. فالمعلم ليس ناقلاً للمعرفة فحسب، بل هو القدوة والموجّه وصانع القيم، وهو من يضع اللبنات الأولى لمسؤولية الفرد تجاه نفسه ووطنه ومجتمعه.

حس المسؤولية يُبذر في حضن الأسرة، ويترسخ في المدرسة والجامعة، وذلك بوجود معلم يُجسّد هذه القيم عبر غرسها في نفوس الطلبة من خلال التعليم، والأنشطة، والخدمة المجتمعية، والمشاريع التطوعية، فكل مبادرة مجتمعية ناجحة يقودها أو يشارك فيها طلبة، تقف خلفها يد معلّم مخلصة جعلت من القيم واقعاً حياً.

إن ربط يوم المعلم بالمسؤولية المجتمعية يحمل بُعداً عميقاً؛ إذ يُعدّ هذا اليوم فرصة.. ليس فقط للاحتفاء بالمعلم كشخص، وإنما لتسليط الضوء على دوره في تشكيل وعي الأجيال بواجباتهم تجاه مجتمعهم.. فالمسؤولية المجتمعية لا تنحصر في المؤسسات أو الجهات الرسمية، بل تبدأ من سلوكيات الأفراد، وما يُغرس فيهم منذ مقاعد الدراسة من قيم التعاون، والتسامح، والعطاء.

كما أن تقدير المعلم ودعمه يُعد بدوره ممارسة حقيقية للمسؤولية المجتمعية، حين تتكاتف المؤسسات والأسر والمجتمع بأسره في دعم جهود المعلمين وتوفير بيئة تعليمية محفزة، ومناخ يحفّز على الابتكار والإبداع. وهنا تتجسد رؤية الإمارات في جعل التعليم أولوية، والمعلم محوراً للتنمية المستدامة، لأنه يمثل الرابط الأوثق بين العلم والقيم، وبين المعرفة والممارسة.

وفي يوم المعلم، ونحن نُعبّر عن امتناننا لمعلمينا، فإن أفضل تكريم لهم هو في تعزيز ما غرسوه من قيم المسؤولية المجتمعية، وترجمتها إلى مبادرات وأفعال تُسهم في بناء مجتمع متوازن، متكاتف، وقادر على استشراف المستقبل بروح من العطاء والانتماء.شكراً معلمي.

*نائب مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - قطاع الخدمات المساندة

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

مسؤولية ما ينشر في مقالات الرأي تقع على الكاتب وحده ، ولا تتحمل الصحيفة مسؤولية الآراء الواردة فيها.

 

 

 

الأكثر مشاركة