مدرسة محمد بن راشد
ليست مدرسةً كغيرها، ولا فصلاً دراسياً ينتهي جرسه بانتهاء الحصة.. إنها مدرسة تُعلّمك وأنت تتابع، تُلهمك وأنت تقرأ، وتُغيّرك وأنت تُفكر.. إنها «مدرسة محمد بن راشد».. المدرسة التي لا تعرف المستحيل.
من يتأمل مسيرة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يكتشف أنه لا يقدم نموذجاً للحكم أو القيادة فحسب، بل يرسّخ نهجاً متكاملاً في الحياة، في الإدارة، وفي بناء الأوطان. مدرسة محمد بن راشد تعلمنا أن الطموح لا سقف له، وأن التفكير بالمركز الأول ليس ترفاً، بل هو واجب وطني.
في كل مشروع أطلقه، وكل قرار اتخذه، وكل كلمة كتبها، هناك رسالة، وهناك درس. من «رؤيتي» إلى «قصتي»، تتشكل أمامنا خريطة فكرية لقائد قرر أن يكون صانع أمل، ومهندس مستقبل.
في مدرسته، تعلمنا كيف نحوّل التحديات إلى فرص، وكيف نستثمر في الإنسان قبل البنيان، تعلمنا أن القائد لا ينتظر، بل يسبق، لا يردد الشكوى، بل يبدأ في الحل، لا يعمل ليومه، بل يصنع غداً يليق بوطنه.
وكل من يعمل معه، أو حتى يتابع مسيرته، يجد نفسه طالباً في هذه المدرسة، مدرسة محمد بن راشد لا تحتاج إلى قاعات، لأنها تُبنى في العقول. لا تشترط الحضور، لأنها تعلّمك وأنت تراقب من بعيد.
وليست هذه المدرسة حكراً على أبناء الإمارات فقط، بل أصبحت نموذجاً عالمياً يُحتذى. قادة، مفكرون، وروّاد أعمال من مختلف أنحاء العالم، استلهموا من فكر صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مفاهيم جديدة في الريادة والابتكار والإدارة الحكومية. تجربة دبي أصبحت تُدرَّس في أعرق الجامعات، وقصص نجاحها تُروى في المؤتمرات العالمية، هذه ليست صدفة، بل ثمرة نهج واضح، وفكر مؤسس، ومدرسة تخرّج الأمل في أبهى صوره.
واليوم، نحن محظوظون لأننا نعيش في زمن هذا القائد، وننهل من فكره. ومسؤوليتنا، أن نكون امتداداً لهذه المدرسة.. أن نُعلّم من بعدنا كما تعلّمنا، ونبني كما بُني لنا، ونحلم كما حلم هو، لأن مدرسة محمد بن راشد لا تُخرّج موظفين.. بل تُخرّج صُنّاعاً للتاريخ.
ahmad.amiri1@outlook.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه