«لا تدخل عصك في شي ما يخصك»

هذا المثل الشعبي والمنتشر محلياً وخليجياً وعربياً يدل على أن هذا الموضوع متصل بثقافتنا العربية: «لا تدخل عصك في شي ما يخصك»؛ أي بمعنى لا تتدخل في أمور لا تعنيك، وتصبح في مشاكل أنت في غنى عنها.

اعتدت ألا أتدخل في المواضيع التي لا تعنيني إلا إذا طلب مني، ولكنّ كثيرين من الأشخاص يحاولون أن يبدوا آراءهم أو يجادلوني في مواضيع ليست من شأنهم أو من اختصاصهم، أو يحاولون أن يكتسبوا شهرة على حساب آرائهم التي لا ترى النور، وكثيرون يحاولون أن يتجنبوا مجادلتي لأن الفكرة المأخوذة عني أنني «سريع الغضب».

وللأسف الفئة التي تبدي آراءها غالباً ما تتطرق وتجادل في قضايا ومواضيع عقيمة. يتم تناولها من باب «تحريك العواطف» على نار هادئة لإثارة الفتن، فكثيرون يجادلون في نقاشات وخلفياتهم الثقافية لا تتجاوز «عتبة أبواب منازلهم».

وإن لم يجدوا ما يتحدثون عنه أو ما يخدم مصالحهم «أصدروا الشائعات»، ويمكن وصفهم بـ«مالهم صاحب». يتقمصون أدواراً لا تليق بهم ينجرفون مع الأشخاص الذين يحاولون كسبهم بشتى الطرق، يوهمونهم بأنهم معهم في كل شيء لأغراض شخصية!

وبصراحة كثيراً ما أترفع عن مجادلة «الحمقى» لأن وقتي ثمين، والآراء السطحية التي يتطرق لها أمثال: (عوير، وزوير، والمنكسر اللي ما فيه خير) مستندة إلى معلومات غير صحيحة وغير دقيقة، ما يشكل عند من ينصتون إليهم إرباكاً وتشتتاً، خصوصاً لمن يريد أن يصل إلى المعلومة الصحيحة.

النقاش معهم يكشف نقاط ضعفهم الذي لا يستند إلى أسس أو حقائق؛ ما سيضعهم في مستوى «الكومبارس» في الأفلام السينمائية يخدم المخرج والأبطال في مشهد معين لكن سرعان ما ينتهي دورهم ويتلاشى وجودهم في النهاية!

تدل دربها: لا تغيّر طبعك لترضيهم، لا تبدّل نبرتك لتعجبهم، ولا تخالف مبدأك لتوافقهم، لا تتصنّع ‏لتنال رضاهم، عش بما يرضي ربك أولاً، ثمّ بما يرضيك.. تفهم ما تفهم مشكلتك.

belhouldherar@gmail.com

dbelhoul@ 

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.  

الأكثر مشاركة