كـل يــوم

مسؤوليتنا.. ومسؤولية الحكومة!

سامي الريامي

فتح نشاطات اقتصادية، أو مولات تجارية، أو تأجيل إعادة افتتاحها، أو حتى إغلاقها بشكل تام، هي مسؤولية الحكومة، والحكومة ممثلة في جهات، ولجان عليا مختصة بالأزمات والكوارث، تتخذ قراراتها في هذا الشأن اعتماداً على كثير من الأمور والحسابات والأرقام والمعلومات المؤكدة، ولا تتخذ القرارات بعشوائية، أو بمقارنات عابرة مع دول أخرى، فما ينطبق هنا قد لا ينطبق في مكان آخر، ولكل دولة معلوماتها المؤكدة والشاملة، التي تجعل أصحاب القرار على بينة كاملة عند اتخاذ قرارات مصيرية في ظروف صعبة كالتي يمر بها العالم حالياً.

في الإمارات يؤمن المواطنون والمقيمون بقدرات القيادة والحكومة على التعامل مع أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد، بجاهزية، وفاعلية، ولدينا جميعاً ثقة كاملة بجميع القرارات الحكومية التي تصدر، لأنها تحظى بمتابعة لحظية، واهتمام يومي دائم من قادة الدولة، فهم حريصون كل الحرص على تجاوز هذه الأزمة بأقل الأضرار والخسائر الممكنة، وهم حريصون على دعم كل القطاعات المتضررة، والأهم من ذلك حرصهم الشديد على ضمان استمرارية توفير مستلزمات الحياة الكريمة لكل مواطن ومقيم على أرض هذه الدولة، وللأمانة فقد نجحوا في ذلك بامتياز، وها نحن جميعاً نعيش بأمن وأمان لا ينقصنا شيء.

لذا، مسؤوليتنا اليوم كأفراد في هذا المجتمع، ليست في مناقشة القرارات، وليست في عقد مقارنات مع إجراءات دول أخرى، بل علينا أن نترك ذلك للجهات المختصة، فهي ناقشت كل شيء، واستعرضت كل شيء، ولديها من المعلومات والإحصاءات والأرقام ما لا نعرفه، وعندما تتخذ قرارها بشأن إجراء جديد لمكافحة الفيروس فهو دون شك مبني على تفاصيل كثيرة، ونقاشات عديدة، وهو دون شك شامل لكافة الجوانب المحيطة، والأهم من ذلك فإن الحكومة تمتلك بالتفصيل كل المعلومات الطبية، وهي على علم ودراية بالتجهيزات والإمكانات والمعدات المتوافرة، وتالياً فإن قراراتها دائماً تحمل طابع التوازن بين المرض وسبل مكافحته، وإمكانات القطاع الطبي، وهنا تكمن نقطة القوة في اتخاذ القرارات.

مسؤولية أفراد المجتمع ليست سهلة، وهي تزيد في أهميتها على مسؤولية الحكومة، لأن اتباع الأفراد للتعليمات والالتزام بها، هما محرك النجاح لكل الجهود الحكومية، وهما مفتاح الحل لكبح جماح انتشار فيروس كورونا والسيطرة عليه، فإن التزم الأفراد نجحت خطط الحكومة، وإن استهان المجتمع بالإجراءات الاحترازية لن تستطيع جميع الجهات المختصة السيطرة على الوضع، لذا لا يوجد أمامنا سوى خيار آخر، علينا فقط الالتزام التام بكافة التوجيهات والتعليمات والإجراءات الاحترازية التي أقرتها الجهات المختصة.

نحن الآن في مفترق طرق، وأمامنا بحر عميق، مجبورون على عبوره، ولابد لكل شخص منا أن يستعد ويتجهز لهذا العبور، ولن يتم ذلك إن لم تكن هناك إمكانات وأجهزة مساعدة، وانتباه وحذر شديد، وهذا ما نحتاجه اليوم بالضبط لتجاوز أزمة فيروس كورونا المستجد، نحتاج إلى انتباه وحذر شديد، ونحتاج لأن نستخدم معدات الحماية، وهي في حالة «كورونا» عبارة عن كمامات وقفازات، وتباعد اجتماعي وجسدي، وتعقيم مستمر، وعدم الخروج إلا للضرورة، وتجنب التجمعات، إضافة إلى الحرص على الحياة الصحية، والرياضة، والامتناع عن التدخين. إذا التزمنا بذلك فلا خوف علينا، ولن يجد الفيروس طريقة للوصول بها إلى أجسامنا وأجهزتنا التنفسية، وإن لم نفعل فمصيرنا الحتمي هو الوقوع فريسة سهلة لهذا الفيروس المعدي.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر