كـل يــوم

ماذا استفدنا من «كورونا»؟!

سامي الريامي

بالتأكيد هناك فوائد وإيجابيات من انتشار فيروس كورونا، ليس الأمر برمته مخيفاً ومقلقاً، هكذا هي الإمارات تواجه التحديات والصعوبات، وتخرج منها بدروس تجعلها أكثر متانة وصلابة، وأكثر استعداداً وتفهماً لمختلف الظروف المستقبلية الصعبة، لتصبح أقل صعوبة وأكثر مرونة في التعامل معها حين وقوعها.

بداية، لابد من الإشادة والاعتراف بقدرة وإمكانات الجهات المعنية في التعامل مع الأزمة، رغم أن الأمر لم يكن سهلاً على الإطلاق، فالإمارات واحدة من أكثر دول العالم تواصلاً واتصالاً مع جميع القارات، فهي مركز عالمي رئيس لربط العالم، شرقه وغربه، مع جنوبه وشماله، وذلك بحكم موقعها وإمكاناتها وبنيتها التحتية ومطاراتها وموانئها، وتالياً فهي نقطة عبور ونزول وإقامة عشرات الملايين من البشر، وهذا الرقم لاشك يُشكل تحدياً كبيراً في مثل هذه الظروف، إلا أن الاستعدادات المبكرة والجاهزية المستمرة أدت إلى التعامل باحترافية مع المرض، وهو أمر ملحوظ، لا يمكن تجاهله.

زيادة نسبة الوعي بين أفراد المجتمع أمر يمكن ملاحظته أيضاً، من خلال الالتزام بالتعليمات الصادرة من الجهات المعنية، ومن خلال الحرص على الإجراءات الاحترازية والوقائية. صحيح أن هناك قلقاً عاماً، ومعلومات مغلوطة، وشائعات هنا وهناك، لكنها في مثل هذه الظروف أمر لابد منه، ومع ذلك فهي لم تؤثر بشكل كبير في الحياة الطبيعية بالدولة، وساعد على عدم تأثيرها شفافية الجهات المعنية وسرعة الإعلان عن الحالات، وتكثيف حملات التوعية من وسائل الإعلام الموثوقة.

المرض كان فرصة لتجريب فاعلية وأثر استخدام التقنية أثناء الأزمات، وهذا ما نجحت فيه الدولة بشكل واضح، فالاستخدام الأمثل للتقنية، سواء في فحص جميع الركاب القادمين إلى الدولة عن طريق الأجهزة والكاميرات الحديثة في المطارات والمنافذ، أو في تعقيم الأماكن المزدحمة عن طريق الروبوت كما حدث في مترو دبي، أو في استخدام نظام الدراسة عن بُعد، وأيضاً إمكانية استخدام نظام شبيه للعمل عن بُعد، كل هذه الأشياء وغيرها أشياء أخرى كثيرة تثبت أن الإمارات دولة متطورة للغاية، وتستطيع أن تواجه أية أزمة محتملة وتواكبها وتتغلب عليها بفضل الاستثمار الجيد في التقنية والبنية التحتية والأجهزة المتطورة.

نثق تماماً بحكومتنا، ونثق بجميع أجهزة الدولة، وندرك تماماً أن استعداداتها لمواجهة الأزمات ليست وليدة اللحظة، ولا هي مربوطة باكتشاف «كورونا»، وجاهزيتنا اليوم هي نتاج نجاح التخطيط المستمر منذ سنوات طويلة ماضية.

والمستقبل دائماً سيكون أفضل، لأننا نتعلم دائماً من دروس اليوم، ولاشك إطلاقاً في أن فيروس كورونا سيمر وسينتهي، لكن التحديات المستقبلية لن تنتهي، ولذلك فالاستعدادات لمواجهتها أمر دائم في سياسة الإمارات، وخطط الدولة المستقبلية ستستمر لتأمين حياة أفضل للأجيال المقبلة.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر