5 دقائق

الفيروس ليس مزحة

يكفي أن تتابع نشرات الأخبار، وتقرأ عن ما يحدث في مختلف دول العالم، وتشاهد الاحتياطات والإجراءات التي اتخذتها الدول المختلفة للتعامل مع المرض والمصابين به في العالم، لتعرف الآثار التي تسبب فيها فيروس كورونا المستجد.

مشكلة الفيروس تتمثل في سرعة انتقاله، إضافة إلى فترة الحضانة التي قد تستمر أسبوعين، وهي فترة كافية لانتقاله إلى الكثير من البشر، ليتحول بعدها إلى وباء عالمي من الصعب السيطرة عليه، لذا اتخذت العديد من الدول المتقدمة والمتحضرة إجراءات سريعة لمنع انتشاره، من بينها تعطيل الدراسة، والدراسة عن بعد، وإلغاء المعارض والمؤتمرات، ومنع السفر إلى عدد من الدول الموبوءة.

هذه الإجراءات ليست لسلامة شخص واحد، بل هي لسلامة مجتمعٍ كامل، ومنع انتشار المرض بما يمكن أن يؤثر في البشرية جمعاء، إلا أنه وعلى الرغم من كل ذلك، نجد أشخاصاً ليس لديهم أدنى اكتراث أو إحساس بالمسؤولية، ولا يتبعون الإجراءات الصحية السليمة، ما قد يتسبب في إصابتهم، وانتقاله إلى غيرهم.

الغريب أن هناك من يقلل من الفيروس، وخرجت القصص البوليسية التي تشير إلى أنه لعبة ومؤامرة جديدة على البشرية، وآخرون لا يفقهون شيئاً نصَّبوا أنفسهم متخصصين في علم الفيروسات والأمراض.

باختصار شديد الفيروس ليس مزحة، وغير قابل لاعتباره مرضاً عادياً، ولم أصادف طوال حياتي مثل هذه الإجراءات تجاه أي مرض أو باء كما أشاهدها في الوقت الحالي، وهي دلالة كبيرة على أن الوضع لا يستهان به، ويحتاج منا إلى اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة لسلامة المجتمع.

إنّ نشر الشائعات المرتبطة بالفيروس قد يتسبب في حالةٍ كبيرة من الهلع، قد تؤثر في مفاصل الحياة كافة، فليتحمل كل فرد منا مسؤوليته، ولا يكن أداة من أدوات الشائعات والإضرار بمحيطنا، خصوصاً تلك المرتبطة بأخبار الـ«واتس أب» المضروبة.

وهذه فرصة لكل واحد منا ليتحمل مسؤوليته، ويتعاون مع الجهات المختلفة، ويمتثل للتعليمات ويطبقها، ويلتزم بها من أجل مجتمع خالٍ من الأوبئة والأمراض.. حفظكم الله وإيانا من كل الأمراض.

نشر الإشاعات المرتبطة بالفيروس قد يتسبب في حالة كبيرة من الهلع، قد تؤثر في جميع مفاصل الحياة.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

تويتر