5 دقائق

التقنية.. أسلوب حياة 2

عبدالله القمزي

أسبغ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فكره المتقدم والاستثنائي على دوائر دبي الحكومية كافة، وكذلك المؤسسات الاتحادية. لدينا تقدم تقني مذهل في إجراءات تخليص المعاملات في الدوائر الحكومية الخدمية. ذهبت لتخليص معاملات شخصية في ثلاث دوائر؛ برنامج الشيخ زايد للإسكان، برنامج محمد بن راشد للإسكان، ودائرة الأراضي والأملاك.

«زايد للإسكان»: للوهلة الأولى خشيت الدخول عندما رأيت ازدحاماً في مواقف السيارات، ولكن الوضع بالداخل كان مختلفاً جداً. هدوء تام وأمامي موظفة استقبال مبتسمة سألتني عن حاجتي. طلبت بطاقة هويتي ووضعتها في جهاز أرسل لي رقم معاملتي ورقم مكتب الموظفة التي ستخدمني على هاتفي الذكي. أعرف أن ما أقوله قد لا يكون جديداً للكثيرين، لكني لم أذهب لتخليص معاملاتي بصفة شخصية منذ سنوات.

طلبت مني الموظفة التوجه إلى قاعة الانتظار وكانت مفاجأة لي أني لم أرَ سوى متعامل واحد فقط في القاعة، ومتعاملة انتهت للتو ثم جاء دوري، يعني انتظرت أقل من دقيقة! السؤال: أين أصحاب السيارات في المواقف الخارجية؟ حتما لم تكن مواقف موظفين. هذا يعني أن الدائرة تطبق نظاماً فريداً من نوعه يقضي على الفوضى.

توجهت إلى مؤسسة محمد بن راشد للإسكان، ومن خلال هويتي صدر رقم المعاملة، ووجدت الشيء نفسه تماماً، مقاعد الانتظار خالية رغم امتلاء مواقف السيارات، وهدوء تام. أثناء إنجاز المعاملة كانت بشاشة الموظفة تسر القلب، شعرت بارتياح شديد. كلما تظهر عقبة بسبب ورقة ناقصة يتم تجاوزها بحل تقني.

كلما تظهر عرقلة لا تستطيع الموظفة اتخاذ القرار فيها تذهب للمدير أو المديرة ويتم تسهيل الأمر بمرونة ذكية. ثم بعد أن انتهيت أخبرتني الموظفة أن المعاملة دخلت النظام وعليّ فقط إحضار ورقة ناقصة من دائرة الأراضي والأملاك واستبدال ورقة واضحة بأخرى غير واضحة كانت بحوزتي.

ذهبت إلى «الأراضي»، والموقف نفسه بالضبط، ازدحام شديد في المواقف ووقت انتظار لم يتجاوز ربع ساعة رغم إني لم أحدّث ملفي في تلك الدائرة. ولاحظت تنافساً بين الموظفين لخدمتي، وبدل إرسالي لدائرة رابعة صدر لي استثناء بسبب تطبيق التقنية الحديثة في التعاملات.

كان بإمكان أي موظف أو موظفة مزاجية تعطيلي، لكنهم تنافسوا على مساعدتي وأخذوا بيدي حتى آخر خطوة «موظفة استقبال لا أعرف حتى اسمها أنجزت نصف معاملتي بنفسها، بينما أنا جالس انتظر». كان بإمكان أي مدير تعطيلي وطلب إبراز ورقة أحضرها من دائرة أخرى بنفسي دون استخدام التقنية، لكن المرونة سيدة الموقف.

كان بالإمكان إهمالي دون قصد بالعبث بالهاتف الذكي، لكن لم أرَ موظفاً أو موظفة مشغولاً بجهازه، إذا لم يستطع مساعدتي يطلب من زميله، إذا زميلهما الثالث يمشي خلفهما بالمصادفة ويعرف أن بيده الحل يتدخل فوراً.

بالعربي: في دوائرنا يوجد نظام رائع يمزج بين توظيف التقنية الحديثة والعامل البشري في خدمة المتعامل لن تجدوه في أي مكان آخر في العالم. رغم استخدام الهوية في إجراءات تخليص المعاملات أتمنّى أن يأتي اليوم الذي أذهب فيه لتخليص معاملة بالاعتماد على ملف رقمي واحد فقط (الهوية مثلاً)، دون الحاجة إلى أوراق مطبوعة. يُقال إن هذا هو الـ«بلوك تشين».

في دوائرنا يوجد نظام رائع يمزج بين توظيف التقنية الحديثة والعامل البشري في خدمة المتعامل.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر