كـل يــوم

الأول عالمياً في جودة الطرق.. ليس أمراً سهلاً

سامي الريامي

معظمنا إن لم يكن جميعنا، نتحرك يومياً بسياراتنا، نجوب الشوارع والطرق، من مكان لآخر، دون أن نفكر لوهلة أننا لسنا مثل بقية السائقين في جميع دول العالم، نعم فنحن نختلف عنهم، لأننا نقود سياراتنا على أفضل شبكة طرق في العالم، ونسير بأريحية وراحة لا يشعر بها ملايين غيرنا، نفكر في كل شيء، ونسرح بخيالنا في مشاغل الحياة ومتاعبها، لكن دون أن نحتاج إلى أن ننشغل بمنحنيات وحفريات وطرق رديئة، ودون أن نرتبك ونربك غيرنا بسبب ضيق شارع، أو وعورة طريق.

نسير على أفضل طرق العالم جودة، وهذا ليس كلامنا، بل هي شهادة عالمية طبقاً لتقرير التنافسية العالمي الذي منحنا المركز الأول عالمياً في جودة الطرق لأكثر من أربع سنوات متتالية، وهذا الإنجاز لم يأتِ من فراغ أولاً، كما أنه لم يأتِ بسبب المال ثانياً، فنحن لسنا أغنى دول العالم، ولسنا أغنى من أميركا والدول الأوروبية واليابان وغيرها، لكننا أفضل منهم جميعاً في جودة الطرق.. أليس ذلك بإنجاز يثلج الصدر؟!

لسنا الأغنى هذا صحيح، ولكن الصرف الحكومي على البنية التحتية تم بسخاء، حيث أولت حكومة دبي الاستثمار المستمر في تطوير البنية التحتية للطرق والنقل أهمية قصوى، وضخت الحكومة مليارات الدراهم لتطوير هذا القطاع، وأسهم هذا التوجه في تحقيق نقلة نوعية في شكل ومستوى ومعايير جودة الطرق في دبي.

فعلت الحكومة ذلك لأسباب عدة، أهمها جعل حياة الناس أفضل وأسهل، وثانيها التسهيل على المستثمرين والشركات التي تحتاج إلى مثل هذه البنية التحتية لضمان أفضل عائد على الاستثمار، إضافة إلى تدعيم وتعزيز خطط تطوير المدينة لتصبح وجهة سياحية مميزة، حيث لا تطوير ولا سياحة إن لم تتوافر البنية التحتية المؤهلة والمثالية لهذا الهدف.

إضافة إلى ذلك، فجودة الطرق أسهمت في توفير نحو 34 مليار دولار في قيمة الوقت والوقود المهدرين، بسبب الازدحامات المرورية، وذلك بين عامي 2006 و2016، فيما بلغ إجمالي الإنفاق على مشروعات هيئة الطرق والمواصلات في دبي، خلال الفترة نفسها، نحو 20 مليار دولار.

والأهم من هذا التوفير في الأموال المحافظة على حياة البشر، حيث أدت جودة الطرق ومشروعات البنية التحتية إلى انخفاض معدل وفيات حوادث الطرق من قرابة 22 حالة وفاة لكل 100 ألف من السكان عام 2006، إلى 3.5 حالات وفاة لكل 100 ألف من السكان عام 2016، وهذا العدد بالتأكيد لا يثمّن بملايين الدولارات.

إنجازاتنا كثيرة، ومدينتنا واحدة من أجمل وأفضل وأرقى مدن العالم، ولكن البنية التحتية المميزة هي سبب مباشر في تطوير بقية القطاعات، وفي تحقيق بقية الإنجازات، ولولا وجود توجيه واضح من القيادة الرشيدة لضخ الأموال في هذا القطاع إيماناً منها بأهميته ودوره، ووجود رجال مخلصين من أبناء الإمارات يقودون فرق عمل، ويعملون بإتقان ليل نهار لوضع هذه التوجيهات موضع التنفيذ، بالدقة المطلوبة، والسرعة المطلوبة، والجودة المطلوبة؛ لما استطعنا تحقيق هذا الإنجاز، ولما وصلنا إلى المرتبة الأولى عالمياً، ولا تعتقدوا أبداً أن الوصول إلى هذه المرتبة أمر سهل ويسير، إنه نتاج جهد وتعب وصبر كبير دون شك.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه. 

تويتر