كـل يــوم

ماذا طلب جاكي شان في دبي؟!

سامي الريامي

جاكي شان، ذلك الممثل الهوليوودي العالمي، أُعجب جداً بإمكانات مدينة دبي، وصوّر عدداً من أفلامه فيها، في إحدى زياراته طلب أن يتعرف أكثر إلى الثقافة الإماراتية والعربية، وأراد أن يعرف المزيد عن هذا البلد المتطور، فلقد لمس التطور واضحاً في كل مكان، لكنه أراد معرفة عادات شعبه وتقاليده، أراد أن يعرف أكثر عن كل ما يعجبه ويستحسنه، وكل ما يثير حساسيته، ولا يرغب في مشاهدته!

بالتأكيد إن مرافقيه من الجهات المعنية لبوا له معظم طلباته، وأعطوه الكثير من المعلومات عن الشعب الإماراتي والعربي بشكل عام، لكن السؤال هُنا: لو لم يطلب جاكي شان ذلك، فهل كنّا سنطلعه على ثقافتنا؟ وهل كان سيعرف المزيد عن عاداتنا وتقاليدنا وما نحب وما نكره؟ والسؤال الأكثر أهمية هو كم هم المشاهير والمؤثرون العالميون ونجوم الفن والكرة والإعلام الأجانب، الذين يتوافدون إلى الدولة، هل فكّر أحد في تثقيفهم ولو بمعلومات أساسية عن ثقافتنا وتاريخنا؟!

لا يحدث ذلك كثيراً، وإن حدث فهو بجهود فردية محدودة من أشخاص جعلتهم ظروف عملهم يرافقون هؤلاء المشاهير، لكنه أيضاً في نطاق محدود جداً، لذلك يأتي هؤلاء النجوم العالميون الذين يمتلكون مئات الملايين من المعجبين بهم في كل مكان، ويذهبون دون أن يتعرفوا إلى أبسط أساسيات عاداتنا وتقاليدنا، صحيح أنهم ينبهرون بكل شيء، ويشيدون بحجم التطور الهائل الذي تشهده الدولة، لكنهم يجهلون الكثير عن العادات والتقاليد، لذلك فلا غرابة في أن يتلفظ أحدهم بكلمات غير مقبولة لدينا، ومن دون قصد، ظناً منه أنه يسهم في ترويج المدينة، لأنه وبكل بساطة هذه هي طريقته في الترويج، وهي بالنسبة إليه عادية جداً وتلقى رواجاً!

جميعهم دون استثناء يرغبون في التعرف إلى ثقافة وعادات هذا البلد الذي يحبونه ويكررون زيارتهم له، وجميعهم دون استثناء ودّوا لو يحصلون على معلومات أساسية تفيدهم في زيارتهم، وفي التعامل مع أهل البلد، وفي تصريحاتهم لوسائل الإعلام العالمية، لكنهم للأسف لا يملكونها، لأنه لم يبادر أحد إلى إعطائهم إياها!

ماذا لو تُنتج الجهات الثقافية المختصة في الدولة فيلماً قصيراً جداً أو عرضاً لمدة لا تتجاوز 15 دقيقة، يتضمن أهم المعلومات عن العادات والتقاليد، وأهم المعلومات الثقافية التي يجب أن يعرفها كل زائر عنا، هذا العرض التقديمي أو الفيلم يُعرض على النجم الهوليوودي أو اللاعب العالمي أو الفنان الشهير أو غيرهم من المشاهير في مقر إقامتهم، أو في أي زيارة من زيارتهم، وذلك حتى يمتلكوا معرفة ولو أساسية عنا، تفيدهم في تصريحاتهم أو تغريداتهم أو في أي وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي، التي يمتلكونها، وبذلك نكون قد أسهمنا في نشر هذه المعلومات عن طريقهم لجميع أنحاء العالم، ما الضرر في ذلك؟!

reyami@emaratalyoum.com

twitter@samialreyami

 

تويتر