كـل يــوم

شباب الإمارات والبحث عن فرصة!

سامي الريامي

راشد المزروعي.. شاب إماراتي طموح وشغوف بالتكنولوجيا، شعر بضيق من توجه المؤسسات والدوائر والجهات الحكومية إلى الشركات العالمية من أجل تصميم تطبيقاتها الهاتفية، وتقديم خدماتها الإلكترونية، لأنه مؤمن بأن هذه التطبيقات يمكن تصميمها وتنفيذها محلياً، فهي ليست صعبة إلى هذا الحد، خصوصاً أنه يمتلك مهارات جيدة، ويعرف كثيراً من شباب الإمارات الذين يمتلكون مهارات شبيهة، تجعلهم قادرين على ابتكار وتنفيذ الكثير من الخدمات الإلكترونية، وأجهزة الروبوتات، التي يمكن استخدامها بشكل عملي لتنفيذ أمور كثيرة، شريطة حصولهم على دعم مشابه، أو حتى أقل من ذلك الدعم الذي تحصل عليه الشركات الأجنبية!

راشد لم يجلس مكتوف اليدين، بل سارع إلى البحث عبر منصات «السوشيال ميديا»، عن نظرائه من شباب الإمارات، أولئك الذين يملكون الإخلاص والطموح والفكر والمعرفة والشغف الإلكتروني، وركز على مجال التطبيقات الهاتفية والروبوتات وطائرات الـ«درونز»، واستطاع العثور على ضالته من خلال 15 شاباً إماراتياً، جميعهم يشاركونه الإبداع والطموح والمهارات، فأسس معهم فريقاً صغيراً، وأطلقوا على أنفسهم فريق «محطة المستقبليون».

ومن خلال هذا الاسم، يتضح أن تركيز هؤلاء الشباب نحو المستقبل بكل تحدياته وصعوباته واختراعاته، فأخذوا يبحثون في كل ما يهم مستقبل الإمارات، وكل ما يهم أبناء الإمارات، وفي الكيفية التي تجعلهم يؤهلون أنفسهم للمستقبل، فجمعوا الأبحاث وحللوها، وحددوا أهم متطلبات ومهارات المستقبل ليتزودوا بها، وليعدوا الدراسات بشأنها، ليس هذا فقط بل بدأوا عملياً تنفيذ أفكارهم الإبداعية، وتحويلها إلى مبتكرات عملية على شكل أجهزة وروبوتات، تقدم خدمات مهمة وحيوية في مجالات مختلفة!

واجهتهم، كما واجهت وتواجه غيرهم من أبناء الإمارات، مشكلة الدعم والتمويل، لكنهم لم يستسلموا لها، يلتقون ويجتمعون وينفذون ابتكاراتهم في بيت أحدهم، أو في أي مكان يضمهم، بدأوا بإمكانات بسيطة جداً لكنهم وضعوا نصب أعينهم أهدافاً كبيرة جداً، يريدون الوصول إليها، وأول هذه الأهداف إثبات ذاتهم، وإثبات قدرتهم على الابتكار والاختراع، ومن ثم إقناع المجتمع بجدوى وأهمية ابتكاراتهم، والجميل أنهم وصلوا اليوم إلى ابتكارهم الثاني عشر، واستطاعوا عرض مبتكراتهم في أول فرصة سنحت لهم.

هذه الفرصة أعطاهم إياها معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام، وبشكل شخصي، فلقد سرّه إصرارهم وطموحهم، وطلب منهم عرض أهم ابتكاراتهم في مجلسه الرمضاني، ليطلع ضيوف المجلس عليها، وقدم لهم دعماً مناسباً من خلال جامعة حمدان الإلكترونية، وهذه دون شك خطوة إيجابية جداً ومحفّزة جداً لهؤلاء الشباب، وربما تكون نقطة انطلاقتهم الحقيقية، فهم بأمسّ الحاجة إلى من يستمع لهم، ويثق بهم ويرعاهم!

وبكل فخر واعتزاز كشفت «محطة المستقبل» أو «مستقبليون»، التي تضم هؤلاء الـ15 شاباً إماراتياً، الذين تنوّعت تخصصاتهم، فمنهم مهندسون ومبرمجون وفنيون، في مجلس الفريق ضاحي خلفان؛ عن حزمة من الاختراعات التي نفذت محلياً بالكامل، وشملت طائرات متطورة من دون طيار مصممة لمهام استثنائية، منها الحد من حالات الانتحار، وإنقاذ العالقين في الطوابق العليا، أو للاستخدامات الجيولوجية ومسح القشرة الأرضية.

وقال مؤسس المحطة، راشد المزروعي، على هامش عرض منجزاتها، «إن المحطة مظلة لمبتكرين إماراتيين، لديهم طموح مشروع بأن يكون لبلادهم دور في تصميم وتصنيع التقنيات المختلفة، بدلاً من استيرادها من الخارج».

المدهش في الأمر أن الاختراعات نفذت بإمكانات بسيطة جداً محلياً، في ورش أعضاء المحطة، لكنها تحمل أفكاراً جميلة يمكن تطويرها بشكل كبير، فمن هذه الاختراعات «روبوتان»، أحدهما يستخدم في عمليات المداهمة، وتفكيك المتفجرات، وشل حركة سير المركبات المشبوهة، وإطفاء الحرائق، والآخر يحمل اسم «حامي البواسل»، ويمكنه نقل الجنود المصابين دون تدخل بشري إلى مناطق آمنة، وتوفير الإسعافات الأولية لهم، بالإضافة إلى طابعة ثلاثية الأبعاد يمكن تطويرها لتصبح أسرع طابعة في العالم، إضافة إلى مجموعة تطبيقات افتراضية، تمثل نقلة في علم التدريب على كيفية تخطيط الحوادث، واكتشاف الأدلة في مسرح الجريمة!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر