كـل يــوم

مشروعات طالبات بمستوى عالمي!

سامي الريامي

ليست مبالغة، ولا هي مجاملة لأحد، هي شهادة حق رأيتها بعيني، ولم يخبرني بها أحد، رأيت أعمالاً وتصاميم ومشروعات تخرج لطالبات كلية الفنون والصناعات الإبداعية في جامعة زايد، في معرض مخصص لهن نظمته الجامعة، أواخر الأسبوع الماضي، ولو أنني شاهدت الأعمال والتصاميم ذاتها في أي مكان آخر لكنت جزمت بأنها لشركات عالمية متخصصة، ولن يخطر ببالي، أو بال غيري، أبداً أنها من صنع طالبات مواطنات لايزلن يدرسن في الجامعة!

تنوعت مشروعات التخرج بتنوع أفكار الطالبات، ووصل عدد المشروعات المعروضة إلى 55 مشروعاً، لكن اللافت في جميع المشروعات أنها نُفذت بمستوى عالٍ من التميز والجودة والدقة، سواء في الأفكار، أو منتجات هذه الأفكار، بشكلها الواقعي الملموس القابل للتطبيق، والأجمل أن منتجات المعرض منافِسة بكل معنى الكلمة لغيرها من المنتجات المتوافرة في الأسواق، بل هي أفضل من كثير منها من ناحية الجودة والدقة والتصميمات الحديثة المميزة!

والجميل، أيضاً، هو ربط المعرض بالمجتمع، فالمشروعات ليست منفصلة عن واقع مجتمعنا، ولا تدور في فلك بعيد عن هموم المجتمع وحاجاته، بل هي من البيئة الإماراتية ذاتها، والمجتمع الإماراتي ذاته، حيث شمل المعرض أربعة تخصصات، هي: التصميم الداخلي، والتصميم الغرافيكي، والرسوم المتحركة، والفنون البصرية. ويغطي المعرض مجموعة متنوعة من الموضوعات التي ترتبط بالتنمية المجتمعية والثقافية، وتعبر عن التطلعات المستقبلية لدولة الإمارات، والقضايا الاجتماعية والثقافية المرتبطة بالبيئة، والرؤى التي تعبّر عن جيل الشباب.

«حفصة»، إحدى الطالبات المشاركات في معرض مشروعات التخرج، عرضت تصميماً لمكتبة عامة، أقل ما يمكن وصفه به أنه «مذهل»، فهو جميل ورائع، وبه أفكار لا حدود لجمالها عن تقسيمات هذه المكتبة الداخلية، وصالاتها، وكيفية توزيع أماكن القراءة مع مكتبات عرض الكتب، وكيفية استغلال المساحات لبث الراحة والطمأنينة والهدوء، تصميم عالمي بحق، واستخدمت نماذج وطرق عرض لا تقل عن تلك التصاميم الموجودة في مكاتب الاستشارات العالمية المتخصصة!

و«مريم» طالبة مميزة جداً، صنعت بفكرها علامة جديدة من علامات الضيافة، وأطلقت عليها اسم «صلة»، وقامت بتنفيذ وتصنيع جميع مستلزمات الضيافة من أكواب وفناجين وأطقم، بجودة عالية، وتصاميم خيالية، وتنفيذ دقيق بمستوى يضاهي أرقى الماركات العالمية المتخصصة في هذا المجال، شيء جميل وراقٍ يفوق عمرها الصغير بسنوات، لكنها بجُهدها المميز تجاوزت بمراحل تفكير من هم في عمرها!

أما «حمدة» فاختارت فكرة مختلفة، ومشروعاً اجتماعياً مختلفاً، ذهبت إلى أطفال التوحد لتشاركهم، وتحاول مساعدتهم، من خلال برنامج يجمع بين الترفيه والعلاج، اختارت أن تسلك طريق الخيل لمساعدة أطفال التوحد، ومحاولة كسر عزلتهم وتوحدهم، من خلال الاندماج في ركوب الخيل وممارسة هذه الرياضة التي ثبت، أخيراً، أن لها فوائد عدة.

ثلاثة نماذج مميزة، من مشروعات تخرج جميعها مميزة، أبدعت فيها طالبات جامعة زايد بشكل يدعو إلى الفخر والاعتزاز، هذه الأفكار، وهذه المشروعات، تحتاج حتماً إلى من يدعمها، وهؤلاء المبدعات يحتجن إلى يد العون والمساعدة، فالإبداع وحده لا يكفي ما لم يجد الدعم المعنوي والمالي، هُن قمن بدورهن، ودمجن ما تعلمنه بتفاصيل المجتمع، ليسهمن في تدويره وتنميته، والآن حان دور الجميع ليدعمهن حتى يستفيد المجتمع من هذه المشروعات، فهي لا تستحق أبداً أن تكون للعرض فقط!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه. 

تويتر