كـل يــوم

ماراثون زايد.. رسالة الخير من بوابة الرياضة

سامي الريامي

أينما وجدت المحبة والسلام والتعايش السلمي، فاسم دولة الإمارات حتماً يوجد بقوة، فهذه المبادئ هي جوهر سياسة دولة الإمارات، وهي الدستور الذي وضعه فعلاً وقولاً المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويسير عليه حالياً رئيس الدولة وحكام الإمارات وقادتها.

وفي حديقة «سنترال بارك» بمدينة نيويورك الأميركية، اجتمعت المحبة مع الخير والتعايش السلمي، وبتنظيم مباشر من الإمارات، على شكل ماراثون رياضي خيري يحمل اسم زايد، وهو اسم مرادف للخير، وهو رمز المحبة الخالد، شارك فيه قرابة 35 ألف شخص، من مختلف الجنسيات والأديان والألوان، ومن كل مكان، مختلفون في الثقافات والأشكال، ومختلفون في القناعات والأفكار، لكنهم جميعاً انضموا تحت راية الإمارات لتحقيق هدف خيري نبيل، ولحمل رسالة الإمارات العالمية السامية المتمثلة في نشر الخير ودعم الإنسانية بمعناها النبيل.

منافسات النسخة 14 من ماراثون زايد الخيري، ليست منافسات رياضية، بل هي تنافس بالرياضة، من أجل الوصول إلى الخير، فريع الماراثون سيقدم لمرضى الكلى للمستشفى التخصصي لأبحاث الكلى بالولايات المتحدة الأميركية.

ولهذه الأهداف جاءت فكرة انطلاقة ماراثون زايد في أميركا عام 2005 بدعم مباشر من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، فالماراثون يسعى لتحقيق هدف واضح وصريح، وهو مد يد العون للمرضى من خلال تلك الفعالية الخيرية.

ونسخة هذا العام لم تكن عادية، بل مميزة، فهي كما قال رئيس اللجنة المنظمة، الفريق محمد هلال الكعبي: «مختلفة عن النسخ السابقة، لإقامتها في (عام زايد)»، مؤكداً أن «الماراثون بات احتفالية كبرى داخل مدينة نيويورك، وحدثاً رياضياً دولياً ينتظره الجميع في كل عام».

كم هو جميل وجود الإمارات، بعلمها، وشخصيتها الإنسانية، وصور المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، وبشكل متكرر ومستمر على شاشات «تايم سكوير» الشهير، ذلك المكان المكتظ الذي يزوره مئات الآلاف من الأميركيين والزوار بمختلف فئاتهم، ما يعكس المكانة التي وصل إليها الماراثون، وتحوله إلى قبلة لنخبة العدائين العالميين، الذين جاؤوا إلى أميركا من كل الدول والقارات، اعترافاً بما قدمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للإنسانية، من أعمال خيرية في بقاع الدنيا كافة، من دون تمييز لجنسية أو لون أو ديانة. مثل هذا الانتشار، وهذه المشاركة، لم يكونا موجودين قبل 14 عاماً، حيث واجهت اللجنة المنظمة للماراثون في نسخة نيويورك، العديد من الصعوبات، لكن الأمر اختلف الآن، وباتت دعوات المشاركة تلقى إقبالاً يفوق كل التوقعات، وأصبح ماراثون زايد الخيري في مقدمة الأحداث المُدرجة على خريطة مدينة نيويورك، واستحق أن يكون بمثابة مناسبة خاصة في كل عام، كما أنه حاز دعم عمدة المدينة وشهادة من رئيس البلدية، إلى جانب إقبال المشاهير في كل نسخة من أجل المشاركة، وهذا الأمر لم يأتِ من فراغ، بل جاء باقتناع، بعد أن ترك الماراثون أثره الخيري والإنساني، وطبع بصمة خيرية لا يمكن نسيانها في المدينة، حيث بلغت قيمة التبرعات منذ الانطلاقة الأولى، قبل 14 عاماً، 165 مليون دولار، وهو رقم قياسي في أعمال الخير، يدل على مكانة الحدث الدولي وهدفه الخيري.

هذه هي الإمارات، بقوتها الناعمة ومبادراتها الإنسانية وبصماتها الخيرية، تجوب العالم، وتنشر الخير والمحبة في كل مكان، إنها رسالة يؤمن بها عيال زايد بمختلف أعمارهم، رسالة مقتنعون بها، حملوها عن مؤسس دولتهم، زايد الخير، رحمة الله عليه.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر