كل يوم

«الخارجية» تدعم «الصنعة».. وفي انتظار بقية الجهات والأفراد

سامي الريامي

فكر جيد ومتطور يتناسب مع تمكين الأسر المتوسطة وتحويلها إلى أسر منتجة وذات دخل مستمر، فكر يعتمد على منهج «علمني كيف أصيد بدلاً من أن تضع لقمة في فمي». وفي هذا المنهج ضمان لوجود دخل ثابت ومستمر، بدلاً من الاعتماد على معونة اجتماعية بسيطة دون عمل أو إنتاج، هذا هو بالضبط ما تقوم به وزارة تنمية المجتمع، ضمن مشروع «الصنعة»، الذي أطلقته لدعم الأسر الإماراتية وذوي الإعاقة المنتجين والمصنّعين للمنتجات التراثية البسيطة، وغيرها من المنتجات.

مشروع «الصنعة» بصيغته الحديثة مبني على فكرة الاعتماد على التطور التقني، وانتشار وسائل التواصل لترويج المنتجات، وبذلك يكون لها سوق أكبر وأشمل، وكلفة أقل، وخدمة أسرع، لذلك أطلقته الوزارة على الهواتف الذكية والموقع الإلكتروني الخاص بـ«الصنعة»، تحت عنوان www.alsanaa.ae، وذلك بهدف دعم وترويج منتجات ذوي الإعاقة، والأسر الإماراتية المنتجة، وابتكار قنوات دخل إضافية، تسهم في تعزيز الدخل وتوفير حياة كريمة.

هو استثمار جيد للتكنولوجيا، وفيه تسخير واستفادة من الوسائل الحديثة المتاحة كافة، لتمكين هذه الفئة المنتجة من الوصول بشكل أكبر وأسرع لفئات المجتمع كافة، وتحفيزها على الإبداع والمشاركة الفاعلة في التنمية الشاملة والمستدامة.

فكرة مشروع «الصنعة» تقوم على تشجيع العمل اليدوي والمنتوجات التراثية المتجددة والمبتكرة، لأسر إماراتية منتجة وطاقات من ذوي الإعاقة، حيث كان لـ«الصنعة» دورٌ في إبراز مواهبهم وطاقاتهم، ما عزز ثقتهم بأنفسهم كأفراد مساهمين ومشاركين في التنمية الاقتصادية. وبنظرة سريعة على معظم المنتوجات التراثية، التي تباع ضمن نطاق واسع جداً، في مختلف المراكز والمناطق السياحية في الدولة، نجدها مجرد مواد مستوردة من الهند والصين، ويستثمر في ذلك تجار آسيويون، يحققون نجاحات وأرباحاً كبيرة، لذا فأبناء الدار أوْلى بصناعة منتجات الدار، وهم أوْلى بترويج تراثنا وبيع المنتجات المحلية.

وتالياً، فإن دعم هؤلاء أمر ضروري، بل هو واجب من جميع أفراد المجتمع والمسؤولين في الجهات والمؤسسات الحكومية، لأن اقتناء أفراد المجتمع منتجات «الصنعة» إسهام منهم في دعم ورفع المستوى المعيشي للأسر وذوي الإعاقة العاملين على هذا المشروع. وفي هذا الإطار لا يفوتنا أن نقدم الشكر والتقدير لوزارة الخارجية والتعاون الدولي، التي قررت أن تشتري الهدايا كافة من مشروع «الصنعة»، لدعم الأسر المنتجة أولاً، ودعم المنتجات المحلية ثانياً، والترويج لتراث الإمارات خارجياً، ولو لم تكن هذه الصناعات على مستوى عالٍ من الجودة، لما اتخذت الوزارة مثل هذا القرار، لذا فالباب مفتوح أمام الجميع للاطلاع على هذه المنتجات، ودعم هذا المشروع وهذه الفئة النشيطة المجتهدة من الأسر وذوي الإعاقة.

ولاشك في أن «إطلاق التطبيق الذكي، الذي يواكب متطلبات الحكومة الذكية ينسجم تماماً مع رؤية وأهداف الوزارة في تطوير خدماتها بصورة مبتكرة، وفق أرقى المعايير العالمية، فتكون سبباً لإسعاد أفراد المجتمع وفئاته وشرائحه المختلفة، فهذا التطبيق سيحقق انتشاراً واسعاً لما تقدمه الأسر المنتجة وذوو الإعاقة من منتجات وسلع أبدعتها أناملهم بجودة عالية الإتقان، وسيكون وسيلة لتطوير قدراتهم الإنتاجية ومشاركتهم الفعلية في مسيرة التقدم والازدهار»، مثل ما صرّحت به وزيرة تنمية المجتمع نجلاء العور.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر