طباخون في الإعلام

مفسدو رياضاتنا كثيرون للأسف، منهم في الصحافة المكتوبة وعلى شاشات التلفزيون والإذاعة، حيث إن بعضهم يتفقون على شخص بعينه ويحاربون آخر، وذلك لاتباع أهواء ورغبات معينة، وأحزنني موقف أحد المحللين الرياضيين في القنوات الرياضية، الذي أصبح فجأة يحاسب مدرب الوصل كالديرون، ويشيد بالإدارة، كأن المدرب استغل وظيفته في توظيف ابنه، وأن من يذهب مع اللاعبين المصابين في سفرهم للعلاج هو ابن كالديرون، وأرد على المحلل الذي تحدث دفاعاً عن إدارة الوصل، وأؤكد له أن دفاعه كان خاطئاً، لأنه دان إدارة الوصل بالضعف وبالرضوخ لطلبات المدرب، ولو كانت الإدارة قوية لما سمحت بذلك، وللأسف محلل آخر يصف المدرب بصفات قد يحاسب عليها قانونياً، وهذه الفئة من المحللين للأسف أصبحت بعيدة كل البعد عن الحيادية، وجعلت من هذه البرامج للضحك والمقاطعات بين المحللين بطريقة لا تليق بالقنوات الرياضية، ولا أنكر أن ضعف إدارات وخوفها من التحدث عن نقاط ضعفها، وكشف المستور أدى إلى بناء علاقات مع محللين لكسبهم، للدفاع عنهم والوقوف إلى صفهم إن لزم الأمر.

إذا كانت الإدارة قوية كان البناء قوياً، وإن كانت الإدارة تتمايل، فعليها المحاولة مرة أخرى، لأنها تعمل بمبدأ «حظ ونصيب».

للأسف أحد الزملاء قال لي إن الإعلامي يشبه الطباخ الذي يقوم بطهو الطعام الذي يناسب الآخرين، أي أن إعلاميين يكتبون مادتهم بما يناسب أشخاصاً، وليس بما يفيد الشارع الرياضي، وبالفعل أجد إعلاميين يلمعون أشخاصاً ويدافعون عنهم إن لزم، ولكن دفاعهم لم يكن لإظهار الحقائق، وإنما لدفن ومغالطة الواقع، وهذا النوع من الإعلاميين سيسقط حتماً، لأنه لم يؤد الأمانة كما يجب، وحاول إرضاء أشخاص على حساب المصلحة العامة.

ما يضحكني أن متصيدين يدافعون عن الأشخاص، وليس عن الأعمال والمصلحة العامة، فمنذ تولي مروان بن غليطة، رئاسة اتحاد الكرة، يبحثون عن الأخطاء من أول أسبوع له في المنصب، وهل يعتقدون أن بن غليطة والمجلس الجديد سيتخذون القرارات بين يوم وليلة، ودون شك مجلس إدارة الاتحاد يدرك انه أمام تحد كبير، ويدرك أننا ننتظر منهم الأفضل، وان يواكب اتحاد الكرة بقية مؤسسات الدولة في التطور والتقدم، وان يأخذ وضعه الطبيعي بين الاتحادات القارية والعالمية، وان يعيد مسابقاتنا إلى الواجهة مرة أخرى، وأتمنى أن يدرك أن أنديتنا المشاركة في آسيا لا تمثل ذاتها، وإنما تمثل دولة الإمارات، وتستحق كل التسهيلات، حتى لا تكون هناك أعذار للمشاركات المتواضعة، لأننا، كما عودتنا قيادتنا، نبحث عن الرقم 1.

الإدارة هي أهم عناصر كرة القدم، لأنها من تحدد الأهداف، وهي من تقدم الدعم وتختار الأدوات، ومن مسؤولياتها تحديد آلية العمل والمهام لكل عنصر من العناصر، وهي المسؤولة عن مكافأة أو معاقبة أي طرف، فإذا كانت الإدارة قوية كان البناء قوياً، وإن كانت الإدارة تتمايل فعليها المحاولة مرة أخرى، لأنها تعمل بمبدأ «حظ ونصيب».

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

الأكثر مشاركة