سامي الجابر..ما هذا الأداء الجميل
لا خلاف على أن الوحدة قدم أداءً فنياً راقياً أمام السد، في المباراة الآسيوية «المجنونة»، التي خاضها «أصحاب السعادة» بعزيمة وتركيز عاليين، منذ الدقائق الأولى للشوط الأول حتى نهاية الوقت الأصلي، والشوطين الإضافيين، ثم ضربات الترجيح التي منحت بطاقة التأهل للفريق القطري (المحظوظ)، فضلاً عن قدرة العنابي على تجاوز مجموعة من الأحداث المعاكسة بخبرة وحماسة كبيرتين، لاحظهما الجميع دون التأثر بحالتي الطرد، ولو تكلل هذا الأداء بالفوز لكان الأمر أشبه بـ«المعجزة الكروية»، التي ستكتب في تاريخ سامي الجابر.
| «لا يمكن أن نقيّم تجربة الجابر مع الوحدة من خلال هذه المباراة». «على الحكم أن يكون عادلاً في توجيه بطاقاته الملوّنة لحظة وقوعها». |
المهم في الأمر، أنه لا يمكن أن نقيّم تجربة سامي الجابر مع الوحدة من خلال هذه المباراة، ومن أول ظهور له مع الفريق، ونبدأ بكيل الانتقادات والتحليلات لطريقة لعبه، وتغييراته وتأثيراته في الفريق، رغم أن «أسطورة» الملاعب السعودية اجتهد وأبدع في التشكيلة والتغييرات، خصوصاً عندما أشرك، في توقيت مناسب، إسماعيل مطر الذي أعلن عن عودته القوية، كما لم نشاهده من قبل في صناعة الألعاب والروح الحماسية التي لعب بها، وتسجيله هدفاً رائعاً من الكرة الثابتة على طريقة «ميسي ورنالدو».
ما هذا الأداء الجميل الذي هبط بشكل مفاجئ على لاعبي الوحدة، ومن أين أتوا بكل هذه المتعة والإثارة الكروية، التي لم نشاهدها في نهائيات بطولة دوري أبطال آسيا، وكيف يمكن أن نستمتع لأكثر من ساعتين ونصف الساعة، دون أن ترمش لنا عين، ثم نكتشف أن المباراة مجرد لقاء في الدور التمهيدي المؤهل لدور المجموعات، ألا يستحق الفريقان أن يجتمعا في نهائي آسيا، من خلال هذا «السيناريو».
شاهدنا كل شيء في المباراة، الأهداف الغزيرة الملعوبة، عشنا شد الأعصاب، تفاعلنا مع الحضور الجماهيري، راقبنا فرحة سامي الجابر التي غزت مواقع التواصل الاجتماعي، لكن ما أزعجنا هو الأخطاء التحكيمية، التي ظلمت الفريقين، وبشكل أكبر الوحدة، ولن أخوض في تفاصيلها لأننا كرياضيين نعتبرها جزءاً من اللعبة، كما نقدّر المسؤولية الكبيرة على الحكم في اتخاذ القرارات، خلال أوقات قصيرة جداً، وفي أجزاء من الثانية، ما يعرضه للخطأ خصوصاً في القرارات التقديرية، مثل التسلل، وضربات الجزاء.
هنالك حالات تحكيمية لا تحتمل التقدير، وهي واضحة مثل الشمس، وموجودة أمام كاميرات التلفزيون، والكل شاهدها، والخاصة بالاشتباك بين اللاعبين، وعلى الحكم أن يكون عادلاً في توجيه بطاقاته الملونة لحظة وقوعها، ولا يكون الهدف فيها الترضية، على اعتبار أن المباراة في دقائقها الأخيرة وستنتهي، ولا يعني شيئاً طردُ ثلاثة لاعبين.
لكن دائماً كرة القدم تعلمنا الكثير من الدروس والعبر، حيث تابعنا في آخر دقيقتين، من الوقت المحتسب بدل الضائع، مباراة جديدة انقلب فيها الفائز إلى متعادل ثم خاسر، وفرض شوطين إضافيين وضربات جزاء، ودخلنا في عامل الحظ الذي اختار السد، وتذكّرت وقتها حصول الفريق القطري على لقب آسيا في 2011، عندما انطبقت عليه مقولة: «اعطني حظاً.. وارمني في البحر».
المباراة انتهت، بحلوها ومرها، مبروك للسد، و«هاردلك» للوحدة، الذي استفاد أيضاً من الخسارة، وأتوقع للمدرب الشاب سامي الجابر النجاح مع العنابي، وفي وقت قصير جداً!
shayebbb@yahoo.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .