وجهة نظر

للأسف احترافنا «موضة»

مسعد الحارثي

يفترض أن فترة الانتقالات الشتوية هي لتصحيح ومعالجة بعض الأخطاء، لكن ما نشاهده في الساحة الرياضية يؤكد أن ما يحدث يتكرر في كل موسم، من تقلبات في مستويات الأندية، وتقلبات غير منطقية، والصفقات والملايين التي تهدر كبيرة جداً. البعض يعتقد أن المال هو السبب الرئيس لتحقيق البطولات، لكن في اعتقادي الشخصي، فإن المال من دون فكر يساوي «صفراً»، نعم المال عامل مهم، لكن ما يحدث في دورينا من تقلبات وتبديلات للمدربين واللاعبين، وتحديداً في الانتقالات الشتوية، يؤكد أن معظم إدارات الأندية تتماشى مع الأهواء، وتعتقد أن الحظ يتغير بين ليلة وضحاها.

«أتفق مع رئيس مجلس إدارة نادي الشباب سامي القمزي بأن ما يصرف في أنديتنا (خيالي)».

«الكل يبحث عن المال للحصول على البطولات وتناسوا الروح لشعار النادي».

دائماً نتحدث عن الحظ، ونقول «فلان محظوظ وفلان غير محظوظ»، لكننا نتناسى دائماً أننا نتسابق ونتنافس في التقدم في كل المجالات، وحكومة الإمارات تسابق الزمن بكل وزاراتها وهيئاتها، من خلال وضع استراتيجياتها، وتتحدى العالم في التقدم وإعطاء نموذج للعالم عن الهوية الإماراتية في المجالات كافة، ودولتنا وبكل فخر تحتل مكانة عالمية، تتقدم يوماً بعد يوم، ولا تقف عند حد معين، بل إن قيادتنا هي قدوتنا في مواجهة التحديات، والتطور المستمر، ونموذج يتحدث عنه التاريخ منذ تأسيسها، وتعمل بلا كلل أو ملل، بينما نحن في الرياضة لانزال تحت الصفر، مقارنة بالمصروفات على الرياضة بشكل عام، وفي كرة القدم بشكل خاص.

أتفق مع رئيس مجلس إدارة الشباب، سامي القمزي، الذي قال عبر برنامج «رادار» في قناة دبي الرياضية، إن «إدارة الشباب تصرف مصروفات بحجم بطولاتنا»، وأتفق معه على أن ما يصرف في أنديتنا خيالي، وغير منطقي، وحتى من يحصد بطولة لا يكون مردود البطولة موازياً لمصروفاته، وللأسف تتسابق أنديتنا على المزايدة في بعض الصفقات، وفي النهاية تجد العجز المالي والأزمات في أنديتنا (حدّث فلا حرج).

الشق الثاني من تصريح سامي القمزي أنهم «لا يريدون أن يثقلوا كاهل من يتسلمون زمام الأمور في إدارة الشباب من بعدهم»، وذلك ما يدفعني لأقف احتراماً لهذا الشخص المنطقي والعملي، الذي يبحث عن المصلحة العامة، دون أي شعارات زائفة.

الكل يبحث عن المال للحصول على البطولات، وتناسوا الروح، حتى إنني وأحد اللاعبين القدامى اتفقنا على أن كرة القدم في الماضي كان فيها حب وحرص على رفع شعار النادي أو المنتخب، وما يحدث حالياً، ومع الاحتراف، هو فكر منحرف، نشترك فيه جميعاً، سواء كان بعض الإعلاميين أو بعض إدارات الأندية واللاعبين والجماهير، وهو المال، ولم نكمل معنى الاحتراف بمعنى العمل وفق استراتيجية وأهداف منطقية، وتطبيقنا للاحتراف، للأسف، مجرد «موضة».

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر