نتائج العرب.. عذراً.. أخجل من التعليق
لماذا نفاجأ من نتائج المنتخبات الخليجية ومعها منتخبا الأردن وفلسطين، في بطولة أمم آسيا المقامة حالياً في أستراليا، وخروجها الجماعي من الدور الأول، باستثناء الإمارات والعراق اللتين تأهلتا إلى ربع النهائي، مع اعتراف الجميع بأن «الأبيض» هو الوحيد الذي قدّم الأداء المقنع حتى الآن، ولديه الأمل لمواصلة التنافس حتى الأدوار الأخرى، رغم صعوبة مهمته مع اليابان، بينما أسود الرافدين، عانوا في صعودهم، ومازالت جماهيرهم تنتظر منهم الكثير.. وحتى نكون دقيقين في الوصف، فالعذر أيضاً لـ«الفدائي» الذي يشارك لأول مرة في ظروف صعبة وبغياب أربعة لاعبين أساسيين.
| «أسباب تراجع المنتخبات العربية من الناحية الفنية والاستراتيجية معقولة ومفهومة للجميع، أمّا مسألة تدخين اللاعبين وفي «غرف الملابس»، فأنا بصراحة أول مرة أسمعها في تاريخي». «ماذا كانت تتوقع هذه المنتخبات من مدربي اللحظات الأخيرة». |
لنعد الذاكرة قليلاً، وندقق في شريط بطولة «خليجي 22»، ألم يتفق جميع المحللين على أن المستوى الفني للبطولة لم يأتِ كالمتوقع، وأن المنتخبات التي شاركت، قامت بإجراء تغييرات واسعة على صعيد الجهاز الفني، خصوصاً منتخبات السعودية والكويت والعراق والبحرين، التي ــ على التوالي ــ غيرت لوبيز وفييرا وحكيم شاكر وعدنان حمد، واستعانت بكوزمين ونبيل معلول وراضي شنيشل ومرجان عيد، كما أن الأردن استعان بالمدرب الإنجليزي ويلكنز قبل شهرين من البطولة.
ماذا كانت تتوقع هذه المنتخبات من مدربي اللحظات الأخيرة، أستغرب أن نبني أحلاماً في ظل هذه الأجواء غير المستقرة، هل نعتقد أن اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية وحتى الصين، «نائمون في العسل»، وتنتظرنا حتى تشاهد فنوننا الكروية وتتعلم منها كما كان يحدث سابقاً.. وهل نعتقد أن اتحادات الكرة في هذه الدول مازالت تنتظر الاتحاد الآسيوي حتى يساعدها على التطور، وهل نعتقد أن هذه الاتحادات الشرق آسيوية لم تستوعب بعد أنه «من الغباء تكرار الفعل نفسه، ثم انتظار نتائج مختلفة».
علينا الاعتراف بأن دولة مثل اليابان كانت تخشى ملاقاة السعودية، الآن هي ضيف دائم في كأس العالم ومرشح أول لكأس آسيا، والأمر نفسه ينطبق على أستراليا وكوريا الجنوبية، وحتى الصين تسير الآن في الطريق الصحيح وستصبح أحد الأرقام الكبيرة، ولا أستبعد أن تكون المفاجأة في بطولة آسيا الحالية وتتفوق على أستراليا.
دائماً نحصر المشكلة في «اسم المدرب» وقدرته على إجراء التغيير المناسب في الوقت المناسب، ونتناسى مشاهدة لاعبين يفتقدون أبسط قواعد كرة القدم وأساسياتها. ممكن أن نتألق أمامهم بالروح المعنوية، وممكن أن ندفعهم إلى ارتكاب الأخطاء، ونسجل في مرماهم، لكن سيعودون إلى استخلاص الكرة ومحاصرتنا في المنطقة الخلفية، ومن ثم دك شباكنا، لأنهم ببساطة تخرجوا من أكاديمات كرة قدم وتشربوا أساسياتها».
أسباب تراجع المنتخبات العربية من الناحية الفنية والاستراتيجية معقولة ومفهومة للجميع، أمّا مسألة تدخين اللاعبين وفي «غرف الملابس»، فأنا بصراحة أول مرة أسمعها في تاريخي.
shayebbb@yahoo.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .