السعوديون أسرع والإماراتيون «أشطر»

سنذر التراب في عيون من قال إن الأندية الإماراتية فاشلة خارجياً، وإن كعبها لا يعلو عن المنتخب، بسبب الإدارات الفاشلة وإهدار الأموال بطريقة غير مبررة، أو ان فرقنا «تتشاطر» على بعضها وتخفق في كل الاختبارات الآسيوية والخليجية التي تخوضها، لأنها تلعب في دوري ضعيف، لا يقود الى النضوج الفني، ولا يؤدي الدور المطلوب منه، ويصرف اكثر مما يكسب، بينما جيراننا السعوديون والقطريون يدفعون اقل ويحصدون المجد والبطولات.

«في مباراة الأهلي والهلال أعجبتني حماسة كوزمين وهو يقود الأهلي من المنطقة الفنية لأول مرة، وسعادته أثناء تلقيه التحية من جمهور الهلال الوفي، ولفتة النجم السعودي محمد الشلهوب إلى مدربه السابق».

«ندعو للمدرب القدير سامي الجابر، بالشفاء من الوعكة الصحية التي ألمّت به قبل المباراة بلحظات».

لن نطلق الأحكام المتسرعة، لان بطولتي آسيا والخليج مازالتا في المهد، وتقييم مشاركة اندية الإمارات الخمسة (الاهلي والجزيرة والعين والشباب والنصر)، الآن لا يدخل من باب المنطق والموضوعية، لكن نتحدث عن الجولة الاولى التي شهدت مباريات صعبة وغير مضمونة، اكدت ان المسألة نفسية بحتة، وان كرة القدم تبقى لعبة «السهل الممتنع»، التي لا تحتاج الى فلسفات زائدة، بل تسعد وتفرح من يتعامل معها ببساطة اكثر ويجتهد في العطاء والتضحية داخل الملعب فقط.

تابعنا المباريات الخمس يومي الثلاثاء والأربعاء، ولفتت انتباهي مباراة الأهلي والهلال، التي خرجت بنتيجة مرضية للفرسان بالتعادل 2-2 خارج ارضه، وعلى ملعب الملك فهد وامام آلاف المشجعين، بعد ان توقع الكثيرون فوز السعوديين، نتيجة الفارق الفني بين فرقنا وفرقهم، وتسلح «زعيم آسيا» بنجومه وتاريخه الكبير في البطولة القارية، حاملاً لقب «نادي القرن».

لكن خبرة «القيصر» كوزمين وتعامله مع المباراة بواقعية، واللعب وفق قدرات عناصر فريق الاهلي، ادت الى النتيجة المطلوبة، وكان قريباً من الفوز، لولا الاخطاء التي وقع فيها الحارس، وفقدانه التركيز للحظات خلال المباراة، رغم تألقه في اوقات كثيرة.

الهلاليون بصراحة كانوا افضل في تطبيق قواعد الكرة الحديثة، وأسرع في اللعب ونقل الكرات بلمسة واحدة، وشكلوا خطورة على مرمى الاهلي، وكان بإمكانهم الخروج بعدد اوفر من الاهداف، بينما الفرسان كانوا «الأشطر» بجماعيتهم وبخطة كوزمين، واستغلوا هذا الاندفاع بأفضل طريقة ليحرز خمينيز وغرافيتي هدفي الفوز قبل ان يرد الشمراني.

وبالنسبة إلى زعيم الإمارات العين، عاكس هو الآخر كل التوقعات، ولعب بشخصيته المعهودة وبالطريقة الاسبانية التي اعتادها، وطبقها كيكي بدقة، كونه من البلاد التي صنعت «تيكي تاكا»، لنجد لخويا متصدر الدوري القطري غير قادر على مسك الكرة ليخسر وتنكسر سلسلة انتصاراته التي لم تتوقف في ثماني مباريات سابقة متتالية محلية وآسيوية.

اندية الإمارات اثبتت انها تشكل الأرضية الصلبة لتطور المنتخب، الذي هزم جميع دول الخليج «المعترضة» طريقه في بطولة الخليج الاخيرة حتى توج باللقب دون خسارة أو تعادل، وان هذه الطفرة الكروية ستستمر اذا لعبنا بالثقة نفسها، والتركيز واحترام الخصم، والاستعداد له بالشكل الجيد مع عدم تراجع اللاعبين عن التضحية والقتالية والإبداع بشتى الطرق داخل الملعب.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

 

 

الأكثر مشاركة