هل اتفقت آسيا على خيانة «بويعقوب»؟
حتى الآن لا نصدق أن يوسف السركال جمع خمسة أصوات فقط، إضافة الى صوت الإمارات، في حملته الانتخابية للوصول الى سدة حكم الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، كما نستغرب نظرية المؤامرة والطعن من الخلف، التي يتحدث عنها الكثيرون، بأن آسيا اتفقت على خيانة «بويعقوب»، وهل لا يوجد من بين الاتحادات الـ46 صاحبة حق التصويت في «الكونغرس» نسبة الثلث من الشرفاء، وهل العيب في الآخرين، أم في حملة وبرنامج السركال، وطريقة إدارته للمعركة.
انتخابات آسيا تركتنا مذهولين من النتيجة (33 مقابل 13 صوتا قسمت بين السركال والتايلاندي ماكودي)، الخسارة واردة في الرياضة ويتقبلها جميع من يعمل في هذا المجال، ولم يسبق لأي رياضي أن انتصر طوال الوقت دون خسائر، لكن المفاجأة كانت في الفارق بين السركال ومنافسه الشيخ سلمان، بعد أن اعتقدنا أن مرشح الإمارات فائز لا محالة، وسهرنا حتى ساعات الصباح الأولى ننتظر بدء الانتخابات، التي حسمها تيار المرشح البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم بإدارة الشيخ أحمد الفهد، وحليفه القاري رئيس الاتحاد الاوروبي ميشيل بلاتيني.
لنترك «الفلسفات» التي لا معنى لها، بأن الساعات الاخيرة أدت الى تغيير المواقف، وأحدثت الانقلاب على السركال، الذي التزم الصمت ولم تصدر منه كلمة واحدة تفسر ما حدث، واكتفى بالكلام الدبلوماسي، مع إظهار «رباطة جأش» مبالغ فيها في امتصاص الصدمة، كأن شيئا لم يحدث، ولو كنت مكانه لخرجت وفضحت كل من وعدني بصوته وأنشر قائمة بأسمائهم، وأبين للشارع الرياضي كيف سارت الامور، وإلا فإن اللائمة تقع على «بويعقوب» جملة وتفصيلا.
من خلال تقييمنا، لهذه المشاركة الانتخابية، فإن السركال ارتكب أخطاء فنية وإدارية بدهية، أولا بتأخير إطلاق حملته الانتخابية، ثم ببرنامجه الانتخابي الذي لم يتناول عمق هموم قارة آسيا بل جاء بعناوين سطحية عامة عن كرة القدم، فضلا عن غياب الشخصية الآسيوية (الحضن) لبرنامجه، وذات التأثير القاري القوي، فيما كان الخطأ الاكبر في عدم استثمار الأوراق التي يملكها في الإمارات مثل الاسطورة الارجنتينية مارادونا، الذي يسكن في قلب دبي ويحظى بشهرة عالمية وكاريزما طاغية، أينما حل وارتحل.
ولو عيّن السركال النجم مارادونا على رأس فريقه الانتخابي ووفر له طائرة خاصة وإمكانات مالية مع وفد مكون من شخصيات كروية مثل النجم الايطالي كانافارو واللاعب عمر عبدالرحمن وشخصيات إدارية وإعلامية مؤثرة، وطاف آسيا فأنا متأكد من أن النتيجة الساحقة كانت ستصبح لمصلحته، وهنالك العديد من الأفكار التي كان من الممكن أن تنهي الأمور لمصلحة الإمارات.
لو عمل السركال وفتح جيبه للاسراف على الانتخابات من الأموال التي حصل عليها، واستغل الدعم الكبير الذي حظي به من الإعلام الإماراتي، بمختلف أشكاله، لما كانت الخسارة القاسية التي كشفت أن أعضاء في حملته شاهدناهم على التلفزيونات يتحدثون بثقة، كانوا مثل «الأطرش في الزفة» لا يسمعون صوت المنافس وكيف يعمل، أو هم أشبه بالمدرب الذي لم يقرأ أو يحترم الفريق المنافس.
نحب السركال، ونحب أن نراه رئيسا للاتحاد الآسيوي، ونقول إن معركة 2015 مقبلة، حيث ستتغير الخطط والاستراتيجيات.. وربما المرشحون!
shayebbb@yahoo.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .