ربي يحفظك..

الكل تحدث عنه وعما يمثله من قيمة رياضية عالمية كبرى، الكل تحدث عن أهميته، تحدثوا عن جوائزه المالية بوصفها الأكبر في العالم كله، إذ بلغت ‬27 مليون دولار، والفائز بالمركز الأول فيه يحصل بجوار الكأس على ‬10 ملايين دولار، وهي القيمة الأعلى بين كل الجوائز في العالم، الكل تحدث عن الحضور الجماهيري الرائع والكبير والمثير الذي وصل إلى ‬84 ألف متفرج، كلهم وجدوا داخل مدرجات وجنبات الميدان في وقت واحد ومكان واحد، تحدثوا عن ملياري مشاهد تابعوا الحدث عبر شاشات التلفزيون من أستراليا إلى أميركا، ومن سيبريا الى جنوب افريقيا، تحدثوا عن الأزمان القياسية التي سجلت عن الفائزين عن «انيمال كنيجدوم» الفائز بالرهان، وكيف ادار السباق بلا اخطاء، تحدثوا عن الحضور والمشاركين، عن الجميلات والمشاهير، عن الخيول والفرسان، كل هذا رائع وجميل، كل هذا رأيناه وقد يكون هناك اكثر منه بكثير. لكن الأجمل من كل هذا وفوق كل هذا هي اللوحة المنقوشة بفكر وجهد برؤية حضارية مستنيرة للمكان والزمان والإنسان، المشهد الأجمل الذي وقفت امامه أتأمله في كأس دبي العالمي الـ‬18 هو وطني، هو الإمارات.

«كانت عيوني ترى المشهد وفي الوقت نفسه رأسي تستدعي صوراً من أماكن اخرى كثيرة حول العالم، يسحبني اللون والحب والجمال والإبداع الى دبي»، كل ما سجل وسيق من ارقام وإحصاءات حول كأس دبي العالمي، وكل ما قيل من اشادات كانت واقعاً رآه كل الناس، وكل منهم شاهد جزءاً بعين مختلفة، منهم من ركز على الخيول، ومنهم من تابع السباق، ومنهم من ركز على الترشيحات والنجاحات والإخفاقات، وبعضهم صوب عينه على الحاضرات، والفرسان والخصوم والملاك والمدربين، كل ذلك مثّل عالماً زاخراً بالتفاصيل، ضعوا كل هذه الصور جنباً الى جنب ستظهر لكم صورة الوطن، ستظهر صورة المكان، صورة الأمن والأمان، صورة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي- وسط أكثر من ‬80 ألف متفرج حاضرين- بلا سياج، بلا حراس يتجوّل ويمر ويتابع عشقه الأول للخيل، لكن قبل عشقه للحياة للنماء للبناء، عشقه لأن تكون الإمارات قمة العالم، تكون الرقم الأول في كل صورة في كل فعالية في كل عطاء، صورة كأس دبي العالمي لم تكن لسباق رياضي هو الأغلى والأروع والأهم بين رياضات الخيول، لكن الصورة والحدث كانا لوطن ينفرد بكل العشق ينفرد بأهم أخبار وكالات الأنباء، وطن المحبة والسلام، يجمع في خريطته وحدوده محبة شعوب من كل مكان في العالم، يعملون، يعيشون، يتنزهون، يسافرون ويعودون فيجدوا شوارع فتحت وأشجاراً زرعت و«كباري» وبنايات وأسواقاً ومتنزهات، كل هذه الأشياء وغيرها هدفها الأول الإنسان اياً كان. وبكل امانة هذه هي الصورة الأهم في سباق دبي العالمي للخيول، صورة سباق دبي نحو قمة العالم، يبقى أن اقول إن القيمة الأكبر في كل هذا العطاء وهذا البناء وهذا الجمال ليس البناء، بل الإنسان.

حين نردّد «إماراتي وافتخر»، وينظر إلينا البعض بدهشة وبعض علامات الاستفهام السخيفة، نقدم لكم بعضاً من صورة هذا الوطن الذي عرف معنى التنمية، عرف معنى الزعامة، عرف معنى القيادة، فكان البذل والجهد لكي يعيش شعب هذه الأرض في رخاء، في أمن وأمان وسلام، عاشت إماراتنا، وعاش قادتنا، وحفظ الله الإمارات.

yakoob.alsaadi@admedia.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

الأكثر مشاركة