وينك يا سمعة

فوجئ جمهور مباراة السوبر بمشاركة نجم نادي الوحدة الدولي اسماعيل مطر، الذي غاب عن الملاعب نحو ثلاثة اشهر، نتيجة إصابة تعرض لها وحرمته من الظهور مع المنتخب الوطني في اهم مباراتين يخوضهما الأبيض خلال الأعوام الأربعة المقبلة، امام الكويت ولبنان، في تصفيات كأس العالم .2014

وعلى الرغم من تراجع مستوى مطر في الموسم المنصرم وعدم ظهوره بالشكل المنتظر داخل المستطيل الأخضر، ما انعكس سلباً على اصحاب السعادة وأدى إلى تراجعه من بطل الى المركز الرابع في العام الماضي، الا ان وزن غياب هذا النجم تعاظم ونحن نشاهد خط هجوم المنتخب مشتتاً، تائهاً، لاحول له ولا قوة امام منافسيه كباراً كانوا أو صغاراً، وشاهدنا احمد خليل والشحي واسماعيل الحمادي يركضون خلف الكرة بطريقة عشوائية غير منظمة ويهدرون الفرص السهلة والصعبة، حتى تجرعنا مرارة الخسارة في العين وبيروت، وبتنا نحتاج الى معجزة تنتشلنا من حفرة اليأس التي ارتمينا فيها جميعاً لاعبين وجمهوراً واتحاد كرة، وحتى الإعلام.

والمؤلم أن مدرب المنتخب السلوفيني ستريشكو كاتانيتش زاد «من الطين بلة» وهو يؤكد لنا اهمية غياب مطر عن صفوف المنتخب، وانه كان احد العوامل التي سوّدت وجهنا امام الكويتيين واللبنانيين، بدلاً من ان يخفف عنا ويؤكد لنا قدرتنا على الإنجاب وتقديم بديل لمطر الذي مازال يحتفظ بأهميته كأفضل نجم مواطن وصانع ألعاب عرفته الملاعب الإماراتية في السنوات العشر الأخيرة.

ومهما ابتعد «سمعة» عن الملاعب فلن ينسى الجمهور روحه القيادية والقتالية في قيادة المنتخب الى أعز الألقاب، وتسجيله خمسة أهداف من أصل ثمانية أحرزها الأبيض في «خليجي 18»، منحت الإمارات اول لقب خليجي عام ،2007 ورافقته فرحة شعبية عارمة عمت البلاد بعد 17 عاماً من اخر انجاز تحقق بالتأهل الى كأس العالم. اشترك مطر في الدقائق الأخيرة من مباراة السوبر بدلاً من محمد الشحي وسط تصفيق كبير من جماهير الوحدة والإمارات، التي افتقدته طويلاً ليمنح اصحاب السعادة جرعة معنوية عالية أدت الى انتصارهم على بطل الدوري ونيل لقب السوبر، في توقيت مهم للوحدة، الذي يخوض الموسم الجديد بشعار الاستقرار الفني بالحفاظ على جهازه الفني ولاعبيه الأجانب الأربعة، وهي رسالة وحداوية الى اندية الدوري بالحذر من الكتيبة العنابية، لأنها اذا لم تمتلك المال لشراء اللاعبين الجدد فبإمكانها التسلح بالروح القتالية لمنافسة مارادونا وتريزيغيه ولوكس نيل، وجميع الأسماء القادمة للدوري.

ويبقى السؤال عن سر الغيبة الطويلة لمطر وظهوره بعد انتهاء مهمة المنتخب في اهم مباراتين، فهل هي مجرد مصادفة تزامنت مع الإصابة؟ أم المسألة متعلقة بخلاف للاعب مع كاتانيتش أحدثت يأساً في نفسه وأدت إلى زيادة فترة تعافيه؟ فلماذا لا تكشف لنا السر يا مطر؟

❊❊❊

بالمناسبة، دائماً احب ان اشبه حال الصحافة بكرة القدم، فهنالك صحافيون محترفون ضمن التشكيلات الأساسية لمؤسساتهم الصحافية الكبرى، ويلعبون في دوريات المقدمة ويخوضون اهم المباريات، فيفوزون ويخسرون وربما يتعادلون، وآخرون ممن يلعب في الهواة، والبعض القليل ممن يلعب في «فريج» المنتديات تقدم بهم السن وترهلت أجسامهم، يرتدون قمصاناً للاعبين مشهورين مثل ميسي ورونالدو، وأحياناً يوفقون في تسجيل الأهداف معتقدين انهم بالفعل باتوا في سدة النجوم المحترفين.

sheybbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

الأكثر مشاركة