توقفات دورينا!

أستطيع الجزم الآن بأن دورينا هذا الموسم أصبح بلا طعم أو لون، فالأمر زاد على حده في التوقفات القاتلة التي ابتلينا بها، فهل يعقل أن تصل فترة التوقفات إلى 200 يوم في موسم واحد؟ إنه أمر ضار لكرة القدم الإماراتية ككل، فدورينا يزداد ضعفاً، وأنديتنا تتهاوى من كثرة التوقفات، ومنتخباتنا لا تحقق إنجازات توازي هذه التضحيات الكبيرة بالمسابقة الأم.

أتفهم دوافع المسؤولين في اتحاد الكرة، حينما يطلبون إيقاف المسابقة لعيون المنتخب، وحسب مفاهيم المدرب كاتانيتش، فالمنتخب الإماراتي لا يفيده إلا التجمعات الطويلة لإعداد اللاعبين، فما فائدة عمل الأندية في تجهيز اللاعبين، إذا كان اللاعب ينضم إلى المنتخب وهو غير جاهز؟

ولو نظرنا إلى الدوريات في الدول المجاورة أو في القارة، فلن نجد هذه التوقفات، رغم أن لديهم استحقاقات مماثلة لما عندنا، فكيف تسير الأمور حولنا؟ هل صعب علينا أن نوفق أوضاعنا كما يفعل الآخرون؟ أم أننا نحتاج إلى خبراء أجانب ينظمون لنا مسابقة الدوري؟

المنظومة الكروية تشهد الآن كثيراً من الرتوق التي زادت على الراتق، ولم يعد ينفع فيها الترقيع، فلابد من مفاهيم جديدة وقرارات حاسمة تعيد الأمور إلى نصابها، فليس من المعقول أن تزداد فترات التوقفات في كل موسم على الذي قبله، وإذا سرنا بالمعدل نفسه، فليس من المستبعد أن نلعب جولة كل شهر، وأن يمتد الموسم عامين!

فوز اتحاد كلباء صاحب المركز الأخير في المسابقة على فريق الوحدة بخماسية لم يكن مفاجأة لي بعد الدقائق الأولى من مشاهدتي المباراة، فالفرق واضح بين الروح القتالية والحماسة عند اللاعبين، ومؤكد أن تلك الروح كانت سبباً مهماً في تحقيق فوز اتحاد كلباء، وأثبت المدرب البرازيلي فييرا أنه أكثر واقعية من النمساوي هيكسبيرغر الذي لم يستطع توظيف لاعبيه داخل المستطيل الأخضر.

فوز العين في الملحق الآسيوي على فريق سيرويجايا الأندونيسي برباعية، يعطي دفعة معنوية للفريق قبل انطلاق دوري المجموعات، إلا أنني احذر من الإفراط في التفاؤل بسبب هذا الفوز، فالعين سيلعب مع ثلاثة فرق من الصين واليابان وكوريا، وهي فرق قوية، ولن يكون الأمر نزهة كروية، كما حدث مع الفريق الأندونيسي.

وأرجو من العيناوية تذكر أنه في موسم 2009 شارك الشارقة في الملحق الآسيوي، وفاز على ديمبو الهندي بثلاثية، ودخل دوري المجموعات، وخسر جميع مبارياته، وانسحب من البطولة، حتى ينقذ نفسه من الهبوط في الدوري المحلي الذي احتل فيه المركز قبل الأخير.

الورقة الأخيرة

ليس من المعقول أن تخرج كل جولة بتصريح ناري من كبار المسؤولين في أنديتنا تتهم الحكام في كفاءتهم، فبالأمس النصر واليوم الأهلي، فلماذا كل اللوم على الحكم، ولماذا ننسى بقية عناصر اللعبة، من إدارة ولاعبين حتى الجمهور؟ إنني أرجو ألا يكون التحكيم هو الشماعة الوحيدة لتبرير الخسائر، ولنفتح عدسة الرؤية قليلاً، وحينها سنرى أن هناك آخرين هم السبب الأكبر في الخسائر.

emad_alnimr@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

الأكثر مشاركة