دورينا.. وشجرة البوانسيانا

تُعرف شجرة البوانسيانا بأنها الشجرة الملكية، لما تملكه من جمال وروعة، فأوراقها الخضراء الصغيرة الرقيقة كثيفة جداً وتوفر ظلاً ظليلاً يمتد شامخاً خيمةً رحيبةً، وتترصع هذه الشجرة الخلابة بزهورها الحمراء البهيجة التي تضفي عليها جمالاً أخاذاً يجعلك تعيش تحت ظلها أروع لحظات حياتك.

تذكرت هذه الشجرة التي أجلس تحت ظلها أثناء إجازتي الصيفية على ضفاف النيل، وأخذت أقارن بينها وبين دورينا الذي انطلق هذا الأسبوع، اذ جمع دورينا الكثير من صفات شجرة البوانسيانا، كونه الشجرة الوارفة التي نستظل بظلها ونستمتع بأزهارها الـ،12 ونعيش معه لحظات الجمال عاشقين متيمين بمكنوناته وأسراره.

إلا أن شجرة البوانسيانا تأتي في فصل الشتاء فتصبح خشباً يابساً بعدما تتجرد من كل أزهارها وتتساقط أوراقها تماماً، لتفسح مجالاً لأشعة الشمس الساطعة لتملأنا بالدفء والحرارة، ويتشابه دورينا أيضاً في هذه الصفة، إذ تأتي عليه لحظات كمون وراحة وتتساقط بعض أوراقه، ونعيش معه تلك اللحظات في ترقب وانتظار لعودة الاخضرار إليه مرة ثانية، كما تفعل شجرة البوانسيانا حينما يهل الربيع فتعود إليها الحياة وتبهجنا بأوراقها الخضراء وزهورها الملكية الحمراء، ودورينا مثلها تماماً في فصل الربيع، تعود إليه الروح ويتزين بأزهاره ويخبرنا عن سره، ويتوج البطل وهو منتشٍ، ونحن معه من السعداء.

إنه دورينا ولن نمل من التغزل فيه، هو بجماله الصيفي وكمونه الشتوي وتألقه الربيعي، هو الانتظار والترقب والأفراح والأحزان ، هو ضربة البداية ، وصافرة النهاية، وما بينهما من شد وجذب، فهل ينكر أحد منكم أنه ظلنا الذي نستظله، وهو زهرتنا التي لا نرى جمالا إلا فيها؟!

من مفارقات الأسبوع الأول أن يفوز أصحاب القمصان الصفراء (الوصل والظفرة)، في اليوم الأول، على العنابي والأحمر، وفي اليوم الثاني والثالث يفوز أصحاب القمصان البيضاء (الجزيرة والشارقة والعين وبني ياس) على الأزرق والأصفر والأخضر .

في النسخة الثانية لدوري المحترفين سقط الأهلي حامل اللقب في أول مباراة له، وها هو الوحدة يكرر مشهد العام الماضي بخسارته أمام الوصل، واعتقد أن لعنة البطل ستلعب لعبتها هذا الموسم، اذ يحتل بطل المسابقة في النسخة التالية مباشرة مركزاً متأخراً، من دون معرفة الأسباب.

اعتقد أن سنة ثالثة احتراف لدورينا لن تختلف كثيراً عن السنة الماضية، بل ستكون أقل مستوى عن سابقتها نظراً لافتقاد الأسماء اللامعة والكبيرة من أجانب دورينا، إضافة إلى عدم التطور في العديد من فرقنا التي ظهرت بمستويات أقل من العام الماضي.

من الطبيعي ألا نحكم على المسابقة كلها من الأسبوع الأول، لكنها مؤشرات ترسم لنا الطريق، وستكون نتائج الأسابيع الأربعة الأولى هي الفيصل في الحكم على المسابقة بشكل جيد، بعدما نتعرف إلى اللاعبين والمدربين بشكل أفضل من خلال المستطيل الأخضر.

الورقة الأخيرة

أرى أن الخلاف بين اتحاد الكرة وبين رابطة الأندية المحترفة، يجب ألا يتسع أكثر من ذلك، ويجب على المسؤولين والحكماء حسم هذا الخلاف بتشريعات محددة، إما بتبعية الرابطة للاتحاد أو الاعتراف الواضح باستقلال الرابطة، ولا نريد أن يؤثر هذا الخلاف في منظومتنا الكروية التي نريد لها النهضة والتقدم للأمام.

emad_alnimr@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

الأكثر مشاركة