‏التدخين في غرفة الملابس!‏

‏‏ فرضت حالة حارس مرمى فريق عجمان جمال عبدالله نفسها على الشارع الرياضي بعدما تلقى مرماه سبعة أهداف من فريق الأهلي، قبل أن يطلب اللاعب الخروج لعدم قدرته على تلقي المزيد من الأهداف في شباكه، وخرج بشكل يثير الشفقة، ودخل إلى غرفة الملابس وظل يدخن، معترفاً بذلك في لقاء تلفزيوني، ومؤكداً أن تصرفه هذا حرية شخصية، وأن أهم شيء عنده أن يكون ملتزماً وقت التدريب وفي المباريات فقط!

ولاشك في أن حالة الحارس جمال عبدالله صدمت كل من تابع حواره مع الزميل يعقوب السعدي، خصوصاً بعدما اعترف بالبصق على جماهير فريق الشارقة في لقاء سابق، ووصفه ما يحدث في تدريبات فريقه عجمان «بالمسخرة» من حيث التسيب والفوضى، وتأكيده أنه لن يعود إلى ناديه مرة ثانية، ثم التأكيد على قيامه بالتدخين داخل غرفة الملابس، متباهياً بأنه ليس اللاعب الأول الذي يدخن!

وفي الأندية المحترفة بحق، وليس على الورق، لا توجد خصوصية مطلقة للاعب المحترف، فالضوابط والقيود صارمة على الجميع، ولا يسمح للاعب بما يسمح به للأشخاص العاديين، فاللاعب في تلك الأندية يخضع لضوابط ولوائح صارمة للغاية تفوق في بعض الأحيان تلك التي يخضع لها الجنود في القوات المسلحة، وهو محاسب على كل تصرفاته داخل الملعب وخارجه، ويتم التحكم في حياته كلها (ماذا يأكل، ومتى ينام، وماذا يشرب.. إلخ)، ويتوجب على اللاعب الالتزام بصرامة بأسلوب حياة يحافظ فيه على قدرته في تقديم أفضل أداء ممكن داخل الملعب.

وللأسف، فإن معظم اللاعبين لدينا لا يعرفون معنى الاحتراف، ويتصورونه الوجود في التدريبات والمباريات، واستلام رواتب ومكافآت كبيرة وفقط! وهي حالة ناجمة عن قصور شديد في فهم معنى احتراف لاعب كرة قدم، وقصور في تعامل الأندية مع اللاعبين، فمعظم أنديتنا لا يعرف عن لاعبيه شيئاً خارج أسوار النادي.

أرجو أن يصدر اتحاد الكرة ورابطة المحترفين كتيباً يوضح فيه ماهية اللاعب المحترف وواجباته، المنسية، أما حقوقه فهو يعرفها جيداً، وأن تعلق إدارات الأندية لافتات داخل غرف خلع الملابس بالضوابط التي يجب أن يتحلى بها اللاعب، وأن تفرض قيوداً صارمة على تصرفات اللاعبين حتى لا تستشري ظاهرة الحارس جمال.

الفضيحة الأخلاقية لثلاثي المنتخب الفرنسي لكرة القدم (بلال ريبيري، وكريم بنزيمة، وسيدني جوفو)، ومن قبلهم فضيحة لاعب الغولف تايجر وودز، وكذلك بعض اللاعبين الإنجليز، تؤكد مرة أخرى أن لا حياة خاصة للنجوم، وأن من يخطئ فعليه أن يدفع الثمن غالياً، فضريبة النجومية والشهرة غالية جداً، وقد تكلف صاحبها مستقبله واستقرار أسرته.

الورقة الأخيرة

الرياضة بستان تنمو فيه الأخلاق الراقية، وهي حديقة وارفة لمن التزم بقوانينها، وسما بنفسه عن الوقوع في الأخطاء، لكنها تصبح صحراء مملوءة بالأشواك لمن زل لسانه أو انزلقت قدماه.‏

emad_alnimr@hotmail.com

الأكثر مشاركة