من المجالس

عادل محمد الراشد

تمت عملية تسويق لقاح فيروس H1N1 فهدأت العاصفة. خفتت الأصوات، وهدأ الضجيج، وبدأت عملية جرد الحسابات. فقد راحت السكرة وجاءت الفكرة. والفكرة تسوقها لنا أخبار «الورطة» بملايين الجرعات من اللقاح، المحفوظة في مخازن السلطات الصحية في عدد من الدول الغربية بعد توقعات بعدم التعرض لموجة ثالثة من الوباء، حسب صحيفة «تلغراف» البريطانية.

وحسب الصحيفة ذاتها فإن بريطانيا معرضة لخسائر بملايين الجنيهات الإسترلينية إذا لم تسحب طلباتها من اللقاح المذكور من شركة «غلاسكو سميثلاين». فقد وقعت الحكومة على شراء 90 مليون جرعة بـ100 مليون جنيه، تسلمت منها 29 مليون لم يستخدم منها سوى 3.7 ملايين جرعة. والخيار المطروح، كما تقول الصحيفة، البحث عن مشترٍ (ترميها في حجره)، وأما التبرع بها لمن خسر سباق التهافت الذي أثمرته حملة التهييج العالمية التي قادتها شركات صناعة الأدوية فور ظهور أعراض المرض في عدد من دول العالم. في فرنسا.. للخروج من الورطة اتجاه واحد هو البيع ولا شيء غير البيع، حيث لا داعي لركوب أعلى سنام الإنسانية والتحدث عن التبرع، خصوصاً أن الفائض كثير. فحسب صحيفة «لوباريزيان»، فإن المخزون الفرنسي من اللقاح يبلغ 49 مليون جرعة، دفعت فيها الدولة 1.25 مليار دولار، ولم يحصل على اللقاح غير خمسة ملايين فرد، فيما تراجع عدد الإصابات الجديدة بالمرض بدرجة كبيرة أخيراً. وغلطة الفرنسيين أنهم وقعوا في شرك الاعتقاد بأن كل فرد يحتاج إلى جرعتين، ليتبين لاحقاً أن جرعة واحدة تكفي. هذا يحدث في بريطانيا وفرنسا لأن ما يعرف يقال، والبقية ستأتي من دول أخرى من الفصيل نفسه. وستبقى أخبار مخزونات اللقاح في دول أخرى غير معلنة وغير معروفة، لأنها تصنّف في قائمة «سري للغاية».

بقي أن نسأل عن وفود منظمة الصحة العالمية التي صالت مشارق الأرض ومغاربها لترفع درجة الاهتمام العالمي بوباء لم ينتشر، وتروّج للقاح الذي صار عبئاً على مخازن مشتريه.. أين المنظمة وتقاريرها المبشرة بتراجع المرض؟



adel.m.alrashed@gmail.com

تويتر