الأخضر واليابس.. وتأميم كرة القدم!

تحول الأخضر السعودي إلى رمادي، بعدما عبست الكرة في وجهه وابتسمت لشقيقه الأحمر البحريني، ليعيش الأخضر أياماً يابسة بعد خروجه من تصفيات كأس العالم للمرة الأولى منذ عام ،94 حينما تأهلت إلى النهائيات مع كوريا الجنوبية، ومنذ هذا التاريخ والمنتخب السعودي يصول ويجول في كل المسابقات التي يشترك فيها حتى أصبح سفيراً رائعاً للكرة العربية في آسيا. لكن الأخضر السعودي أصبح بلا أنياب في هذه التصفيات، وشهدنا تراجعاً حاداً في المستوى جاء على حساب النتائج والعروض، وشهد حالة من عدم الاستقرار أدت إلى تغيير ثلاثة مدربين خلال فترة التصفيات «أنغوس، والجوهر، وبيسيرو»، إضافة إلى عدم تجديد دماء المنتخب بشكل جيد واستمرار وجوه قديمة لم تعد كما كانت، وذلك إرضاء للبعض على حساب المنتخب.

ونقطة مهمة أراها ساهمت في خروج المنتخب السعودي من هذه التصفيات وهي الثقة المفرطة في النفس، والتي أدت إلى التعالي على المنافسين والاستهتار ببعضهم، وأدت هذه الثقة بالطبع إلى التراخي في العطاء، وعاني المنتخب كثيراً خلال مسيرته ووصل إلى الملحق بشق الأنفس، ولم يستطع تخطي البحرين لنفس السبب.

وأعتبر خروج المنتخب السعودي من تصفيات كأس العالم كبوة جواد، سرعان ما سيقوم منها لتحقيق الحلم من جديد، بشرط تصحيح الأخطاء التي أدت إلى هذه النتائج، ودون اتخاذ قرارات انفعالية كردة فعل لغضب الشارع السعودي، بل معالجة متأنية وحكيمة تعيد الأمور إلى نصابها من جديد، ولعل الخروج الحزين يكون دافعاً للعودة من جديد.

نشرت وكالات الأنباء أمس، تصريح رئيس بوليفيا إيفو موراليس الذي يشير فيه إلى ضرورة تأميم كرة القدم في بلاده، بعد سلسلة النتائج المتواضعة لمنتخب بلاده في تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم ،2010 مؤكداً أن سيطرة الدولة على كرة القدم قد يساعد في تطوير مستوى المنتخب البوليفي ورفعة شأنه.

وأعتقد أن الرئيس البوليفي لا يعرف شيئاً عن قوانين كرة القدم في العالم، فالاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا يرفض تماماً أي تدخل حكومي في شؤون اللعبة الشعبية الأولى في العالم، ويحرم أي دولة تسيطر حكومتها على مقادير كرة القدم من المشاركة في أية مسابقات تحت رايته، ورأينا أكثر من دولة توقف النشاط فيها بسبب التدخل الحكومي بشكل أو بآخر في إدارة مقدرات كرة القدم.

ولا أعرف كيف سيؤمم الرئيس البوليفي كرة القدم في بلاده، هل سيحل اتحاد الكرة في بلاده أم سيؤمم جميع الأندية لصالح الدولة؟ ويتحول اللاعبون إلى موظفين في الدولة؟ أعتقد أن تفكير الرئيس البوليفي في التأميم سيؤدي إلى انهيار هذه اللعبة تماماً، وسيأتي بنتائج سلبية على منتخب بلاده أكثر مما هو عليه الآن.

الورقة الأخيرة

سيظل تاريخ 9/9/2009 محفوراً في ذاكرتنا كيوم رائع في الإمارات، حينما دشن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مترو دبي ليكون الأول في منطقة الخليج، وأرجو أن تقوم أندية دبي بعمل زيارات جماعية لفرقها المختلفة لمشروع المترو كدعاية رائعة ومشاركة من الرياضيين في هذا المشروع العملاق، كما أقترح أن تعطي الأندية تخفيضاً على تذاكر دخول المباريات لركاب المترو، تحفيزاً لجماهيرها على استخدامه.

 

emad_alnimr@hotmail.com

الأكثر مشاركة