حتى لا نخسر منتخب الشباب

أخشى على منتخب الشباب أن يحدث له ما حدث لشقيقه المنتخب الأول، فبعد الإنجاز التاريخي في التأهل إلى كأس العالم للشباب 2009 بمصر، والتتويج المستحق بلقب بطل آسيا للشباب، فسوف تتسابق وسائل الإعلام في إظهار اللاعبين والجهاز الفني والإداري، وهذا حق لهم بلا شك، فما فعلوه يستحق كل تقدير، لكن أحذر من الإفراط في الاهتمام الإعلامي بهؤلاء الشباب، وأحذر من جعلهم نجوماً إعلامية فيفقدون تركيزهم وينسون مهمتمهم الأساسية، ألاخصوصاً أن لديهم استحقاقات مهمة في المرحلة المقبلة.

إن إنجاز التأهل إلى كأس العالم الذي حققه منتخبا الناشئين والشباب يجب أن يستثمر بطريقة صحيحة لنحافظ على هذه الكوكبة المنيرة من اللاعبين، حيث هم الأمل والمستقبل المقبل وعلينا أن نرعاهم بشكل سليم ومنهجي لمواصلة المشوار والإنجازات بالروح العالي نفسها التي شاهدناها من المنتخبين، كما علينا أن نحافظ على الأجهزة الفنية الوطنية التي كان لها الفضل في إخراج هذه المواهب والسير بهم في طريق النجاح والإنجازات، فما تحقق لم يكن أكثرنا يتوقعه بهذا الشكل الرائع والذي أسعد الجميع. 

غداً يلعب منتخبنا الأول أمام نظيره الإيراني ضمن التصفيات الأخيرة لكأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، وهي مباراة غاية في الأهمية لأمور عدة أولها صعوبة موقفنا في المجموعة، حيث خسرنا المباريات الثلاث التي خضناها أمام كوريا الشمالية، ثم السعودية ثم كوريا الجنوبية وبات موقفنا غاية في الصعوبة إذا أردنا استمرار المشوار، ولم يعد لدينا بديل عن الفوز في مبارياتنا المقبلة وأولها مباراة الغد التي تقام على أرضنا وبين جماهيرنا ووسط حالة من الأفراح والتفاؤل، بسبب ما حققه منتخبا الناشئين والشباب، وأرجو أن يكون المنتخب عند حسن ظننا به وإلا يطيح ببصيص الأمل الذي مازلنا نتمسك به في تجاوز خسائرنا والنهوض مجدداً، لاستكمال المشوار بعزيمة قوية، مستفيداً من الأجواء التي تسود الشارع الرياضي الآن.

مطالبة البعض بانتقال لاعبي منتخب الشباب من أنديتهم إلى أندية أخرى حتى لا يظلوا على دكة الاحتياط أراها دعوة حق يُراد بها باطل، فهؤلاء اللاعبون حق لأنديتهم، ولهم الحق في الاستفادة من خدمات هؤلاء اللاعبين والنهوض بفرقهم نتيجة الروح المعنوية العالية عندهم، والخبرة الجيدة التي اكتسبها هؤلاء النجوم الجدد، وليس من المعقول أن يتألق لاعب في المنتخب ويحقق إنجازاً، ثم نطالب بتسريحهم من أنديتهم لمصلحة الأندية الكبيرة صاحبة الإمكانات المالية.

الورقة الأخيرة  نفرح كثيراً حينما يحقق العرب انتصاراً في أي مجال لذلك كانت فرحتنا كبيرة بمنتخبنا الشاب الذي توج ملكاً لشباب آسيا ممثلاً للعرب في هذه البطولة، وأول من أمس حقق الأهلي المصري إنجازاً جديداً يضاف لرصيده، حينما فاز ببطولة دوري أبطال إفريقيا للمرة السادسة في تاريخه، وجعل العرب على قمة القارة السمراء بعد ملحمة رائعة انتهى فصلها الأخير بالكاميرون، وبفوزه هذا يمثل العرب أيضاً في بطولة العالم للأندية، والتي ستقام باليابان منتصف الشهر المقبل وهي المرة الثالثة التي يشارك في هذه البطولة الكبرى، ونأمل أن تستمر نجاحات فرقنا العربية حتى يكون لنا دور في الرياضة العالمية.

emad_alnimr@hotmail.com

الأكثر مشاركة