ملح وسكّر

لم تكن خسارة المنتخب الوطني الأول أمام كوريا مفاجئة للجماهير التي توقعت الغالبية منها هذه الصورة المذلة التي ظهر عليها الأبيض في سيؤول، في صورة أعادت إلى الأذهان الذكريات القاتمة والسوداء لمنتخبنا في الفترة ما بين 1998 إلى 2006.نعم أخفقنا وسقطنا هذه المرة لكن السقوط كان مذلاً ومخجلاً،حيث ظهرنا وكأننا مبتدئون بهذه البطولة، في حالة اثارت الشفقة والعطف على وضعنا ومستوانا في اللقاء. فدومينيك زاد الصورة قبحاً باختياراته  الغريبة وطريقة إدارته التي جعلت من خط دفاعنا شارعاً مفتوحاً للكوريين، في ظل قناعته بأسماء جديدة تنقصها الخبرة الدولية وبعض الاسماء البالية التي نهش الوهن في عظامها. بصراحة هذه الخسارة زادت الحنق والكراهية على ميتسو (أساس البلاء) وخلفه دومينيك الذي أكمل مسلسل الدمار والسقوط المونديالي. يا (خلق الله) لنكن منطقيين وعقلانيين بهذه الأسماء والطريقة لن نشم رائحة الفوز ولن نعرف طريق البطولات دام (العوق في بطنا)، ليبقى السؤال الذي أرتجي الكابتن دومينيك أن يجيب على الشارع الرياضي بكل  صراحة في ما هو السبب الفني وراء استبعاد راشد عبدالرحمن ومن الذي فرض العناصر الجديدة علينا  هل هو أم اللجنة الفنية؟!! هناك في أوزبكستان الأبيض الصغير تأهل لنهائيات كأس العالم للناشئين لكن هل كان أسلوب التهكم والتقليل من طريقة التأهل والوصول، مناسباً لتناول وتقديم الحدث للشارع الرياضي؟. فللأسف الشديد أن البعض حاول زج السم بين لغو الحديث وأطراف الكلام، وتناسى ما كان يفترض أن يعطى هذا الإنجاز من اهتمام وتعظيم كونه تحقق بعد غياب طويل عن البطولات العالمية. أي نعم إن الانتصار تحقق بعد مخاض عسير وبطريقة غير معتادة، إلا أن لكل بطولة ظروفها وطقوسها، فهي تعتبر ساحة معركة، يُستخدم بها المشروع وغيره من أجل الظفر والفوز، ولهذا فإن المنتخب ذهب لطشقند لتحقيق غاية واحدة وهي الصعود وكسب ورقة الترشيح، سواء كانت بشطارة أو بحيلة أو بتدخل الأقدار، حيث إن الأداء والمجهود في هذا النوع من البطولات لا يكفي والشواهد بيننا، فهي تحتاج لنسبة من الحظ ونسبة من بركات الأقدار، حتى تكتمل معادلة الصعود، التي تحققت بفضل النية الصادقة ورضا رب العالمين. 

أخيراً ما يحدث في نادي النصر هو مسلسل لسيناريو طويل وعقيم، مضت عليه سنوات طويلة، ولعل الهجمة الشرسة التي يتعرض لها مجلس الإدارة الحالي، ليست بغريبة على النادي وأصحابه، فهي قصة تتكرر في كل موسم لتكون الضحية في النهاية الإدارة، فكم من الإدارات التي تعاقبت على هذا النادي وكم من المدربين الكبار الذين قدموا ورحلوا بفشل مدبر، كان معظمهم ضحايا مؤامرات، أسبابها يدركها القاصي والداني من هذا الصرح، حيث كانت تقف وراءها ثلة تلاعبت وتحكمت بمصير الأزرق طوال الفترة الماضية، حتى طفح الكيل منها وتم فضحها على الملأ. ولذلك فإن التمرد الذي يحدث حول محيط النادي لن يجدي نفعاً، لأنه تهريج ستكون عواقبه قاسية على نتائج الفريق، الذي يحتاج إلى تعقّل وصبر من جماهيره المتناقضة التي صفقت للوكا عند مجيئه وانقلبت عليه الآن وتطالب بتغييره!


ya300@hotmail.com  

الأكثر مشاركة