الأسرة مطالبة بمراقبة نمو الأطفال وسلوكهم بانتظام. من المصدر

6 اضطرابات نفسية شائعة لدى الأطفال

حددت هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، ستة أنواع من الاضطرابات النفسية الشائعة لدى الأطفال، شملت اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، والتأخر المعرفي والتعليمي والصعوبات الكبيرة، والاضطرابات المرتبطة بالقلق، والاضطرابات المرتبطة بالمزاج، والتنمر وسوء المعاملة، واضطرابات الأكل، مشيرة إلى وجود مراحل انتقالية في نمو الطفل قد يلاحظ الوالدان خلالها سلوكيات غير متوقعة، ما يتطلب أن يبقيا على اطلاع بمراحل نمو الطفل ليتمكنا من فهم السلوكيات التي يلاحظانها وتقدير خطورتها.

وأكدت الهيئة أن مرحلة الطفولة تتضمن العديد من التحديات، والأمور التي يجب تعلمها والعديد من التغييرات التي يجب التعامل معها.

وكما الحال بالنسبة إلى الصحة الجسدية، تحتاج الصحة النفسية إلى الرعاية والاهتمام بانتظام، حيث يُعد الاطمئنان على صحة الطفل النفسية مهماً لبناء علاقات قوية، والتكيف مع التغيرات، والتعامل مع تقلبات الحياة.

وبيّنت الهيئة، في الدليل الإرشادي للوالدين لدعم صحة طفلهما، الذي أصدرته أخيراً، أن الصحة النفسية أكثر من مجرد غياب الاضطرابات النفسية أو الإعاقات، حيث تُعد حالة من الرفاهية يتمكن فيها الفرد من إدراك قدراته الخاصة، والتعامل مع ضغوط الحياة، والعمل بإنتاجية، والمساهمة في مجتمعه، كما تساعد الصحة النفسية الجيدة على التعامل مع المراحل الانتقالية والمواقف الإيجابية والصعبة في الحياة، والشعور بالتحكم في زمام الأمور، والسعي للحصول على الدعم عند الحاجة.

وأوضحت أن العلامات الرئيسة لاضطرابات الصحة النفسية الشائعة لدى الأطفال تشمل: نسيان إكمال المهام والواجبات، أو وضع أشياء مهمة في غير مكانها، أو إيجاد صعوبة في اتباع التعليمات، وإظهار تأخر في المواد الدراسية، والخوف من الانفصال عن الوالدين ورفض الأماكن العامة، وتجنب الأصدقاء، ونوبات الغضب، والحزن المستمر، وفقدان الاهتمام بالأنشطة والعزلة، والسلوكيات المحفوفة بالمخاطر، والتغيرات الكبيرة في سلوك الطفل وطرق تعبيره العاطفي، ورفضه المفاجئ الذهاب إلى المدرسة، إضافة إلى التغير في عادات تناول الطعام والخسارة أو الزيادة الكبيرة في الوزن.

وحذّرت من أن الصحة النفسية للطفل تتأثر بمزيج معقد من العوامل، تشمل: الطفل نفسه وأسرته ومجتمعه الأوسع، وقد تزيد من احتمال ظهور مخاوف الصحة النفسية، مشيرة إلى أن عوامل الخطر المجتمعية يعني بها عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية، والوصمة الاجتماعية والتمييز، وعدم إمكانية الوصول إلى خدمات الدعم، والضغوط البيئية، وعدم وجود شبكة داعمة، فيما تشمل العوامل المدرسية: التنمر، والعزلة الاجتماعية، والعلاقة السلبية بين المعلم والطالب، ومحدودية الوصول إلى خدمات الدعم.

ولفتت الهيئة إلى أن عوامل الخطر الأسرية تتضمن عدم الانسجام بين أفراد الأسرة، والخلافات الأسرية (الطلاق، العنف المنزلي)، والمخاوف ذات الصلة بالصحة النفسية وتعاطي المخدرات، والصدمة، وعدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، إضافة إلى عوامل خطر من الطفل نفسه وتشمل: تأثير العوامل الوراثية، والأمراض المزمنة أو الإعاقة، وتعاطي المخدرات، ضعف تقدير الذات، مهارات التكيف غير الفعالة «التجنب، العدوانية».

وشددت على أهمية وجود الطفل في بيئة متقبلة، وشبكات اجتماعية قوية، وبيئة مدرسية إيجابية، تدعم الأقران وتعزز العلاقة الداعمة الإيجابية بين المعلم والطالب، وتدعم ممارسات التربية الوالدية الإيجابية، ومهارات التكيف الفعالة وتنظيم العواطف لدى الطفل، وتكافح التنمر.

وبينت أن التمييز بين التغييرات السلوكية العادية والعلامات المثيرة للقلق لدى الطفل يستلزم مراقبة نمو الأطفال وسلوكهم بانتظام، من خلال مراقبة الانتباه إلى التحولات التدريجية أو المفاجئة، والربط ما بين الصحة الجسدية والنفسية، والانتباه إلى كيفية تأثير صحة الطفل الجسدية في صحته النفسية، ومراقبة النمو بما يتلاءم مع عمر الطفل، إضافة إلى التفكير في كيفية تأثير الضغوط المختلفة على الطفل، محذرة من أن بعض العلامات قد تشير إلى وجود مخاوف في الصحة النفسية تستدعي الانتباه أو طلب الدعم.

تطوير مهارات التكيف

دعت هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، الوالدين لمساعدة أطفالهما على تطوير مهارات التكيف لديهم، وتعزيزها بدلاً من عزلهم عن الواقع، وذلك من خلال تعليم الأطفال كيفية التعامل مع الأوقات الصعبة، وتشجيعهم على التعبير عن مشاعرهم، وإرشادهم لطلب المساعدة عند الحاجة، مشددة على أهمية التحاور الإيجابي معهم، والثناء على جهودهم، مهما كانت صغيرة وبسيطة، وإظهار سلوكيات سليمة والمساعدة على فهم أن هذه المشاعر طبيعية، وتوفير بيئة آمنة بحيث يشعر الطفل بأنه لن يتعرض لأي عقاب، وطرح أسئلة مفتوحة، والاستماع الجيد.

الأكثر مشاركة