حيـاة كـريمـة للمواطنين و«نصرة القضايا العربية والإسلامية».. أولى خطـــوات الاتحاد

في يوم من أيام التاريخ، تم إعلان الدولة العربية رقم 18.. دولة مستقلة ذات سيادة.. جزء من الوطن العربي الكبير.. تحمي حقوق وحريات شعبها.. بهذه الكلمات الرنانة افتتحت الصحف الإماراتية الصادرة في الثالث من ديسمبر 1971 صفحاتها الأولى، احتفاءً بالخطوة التاريخية المهمة لتأسيس الاتحاد، وقيام دولة الإمارات العربية المتحدة.

اعتبرت الصحف الصادرة في صباح اليوم التالي لتأسيس الاتحاد أنه خطوة تاريخية طال انتظارها بعد إعلان الاستقلال في 30 من نوفمبر 1971، إثر انسحاب البريطانيين من الإمارات المتصالحة، وكان ذلك الانسحاب نهاية لسيادة العهد البريطاني في منطقة الخليج التي فرضت سلطتها عليها عام 1820.

وخرجت صحيفة «الاتحاد» بعنوان رئيس يقول: «قامت دولة الإمارات العربية المتحدة».. في يوم من أيام التاريخ تم إعلان الدولة العربية رقم 18.. دولة مستقلة ذات سيادة.. جزء من الوطن العربي الكبير.. تحمي حقوق وحريات شعبها.

وأتبعته بعناوين أخرى: زايد رئيساً للاتحاد.. راشد نائباً للرئيس..

تعيين الشيخ مكتوم بن راشد رئيساً لمجلس الوزراء الاتحادي.. الاتحاد يستنكر استخدام القوة ويأسف لاحتلال إيران لجزء من الوطن العربي.

وبدأت الصحيفة موضوعها بعبارة: «الدولة الجديدة تهدف إلى توفير الحياة الأفضل لجميع المواطنين، ونصرة القضايا العربية والإسلامية». وذكرت في افتتاحياتها: «استقبل العالم العربي والمجتمع الدولي، أمس، دولة الإمارات العربية المتحدة.. دولة مستقلة ذات سيادة.. جزء عزيز من الوطن العربي الكبير.. تستهدف الحفاظ على استقلالها وسيادتها وأمنها واستقرارها.. تدفع كل عدوان على كيانها أو كيان الإمارات الأعضاء فيها.. تحمي حقوق وحريات شعبها.. تحقق التعاون الوثيق بين إماراتها.. تعمل من أجل التقدم والازدهار والحياة الأفضل لكافة مواطنيها في كل المجالات.. دولة عربية مسلمة تنصر القضايا والمصالح العربية والإسلامية.. تمد يد الصداقة والتعاون مع جميع الدول والشعوب على أساس مبادئ ميثاق الجامعة العربية وميثاق الأمم المتحدة والأخلاق الدولية».

وخرجت صحيفة «الخليج» بعنوان رئيس: إعلان دولة الإمارات العربية.. زايد رئيساً للاتحاد.. راشد نائباً للرئيس.. ومكتوم بن راشد رئيساً للوزراء. واستتبعته بعنوان شارح يقول: «السويدي يلقي بيان الاتحاد.. سياسة الدولة كما حددها البيان: توفير حياة كريمة لجميع المواطنين، ونصرة القضايا العربية والإسلامية». ونشرت الصحيفة بيان المجلس الأعلى للإمارات العربية المتحدة، حيث ذكر أنه «في اليوم الثاني من شهر ديسمبر لعام 1971، وفي إمارة دبي، عقد حكام إمارات أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين والفجيرة الموقعون على الدستور المؤقت للإمارات العربية المتحدة، وفي جو سادته مشاعر الأخوة الصادقة والثقة المتبادلة، والحرص على تحقيق إرادة شعب هذه الإمارات، وأصدروا إعلاناً بسريان مفعول أحكام الدستور المؤقت اعتباراً من هذا اليوم».

وأضاف البيان: «ثم تابع الحكام اجتماعهم للمجلس الأعلى للاتحاد، وتم خلال الاجتماع انتخاب صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم إمارة أبوظبي رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة لمدة خمس سنوات ميلادية، وصاحب السمو الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم إمارة دبي نائباً للرئيس لنفس المدة، وقد أدى كل منهما اليمين الدستورية وفق أحكام الدستور.. كما تم تعيين الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيساً لمجلس الوزراء الاتحادي، وسيعقد المجلس الأعلى للاتحاد اجتماعه الثاني في أبوظبي يوم الثلاثاء الموافق السابع من ديسمبر، وسيزف المجلس الأعلى للاتحاد هذه البشرى السارة لشعب الإمارات ولكافة الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة والعالم أجمع، معلناً قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، دولة مستقلة ذات سيادة، جزء من الوطن العربي الكبير، يستهدف الحفاظ على استقلالها ومبادئها وعلى أمنها واستقرارها، ودفع أي عدوان على كيانها أو كيان الإمارات الأعضاء فيها، وحماية حقوق وحريات شعبها، وتحقيق التعاون الوثيق فيما بين إماراتها لصالحها المشترك من أجل هذه الأغراض، ومن أجل ازدهارها وتقدمها في مختلف المجالات، وتوفير حياة أفضل لجميع المواطنين، ونصرة القضايا والمصالح العربية والإسلامية، وتوثيق أواصر التعاون مع الدول والشعوب على أساس مبادئ ميثاق الجامعة العربية، وميثاقي الأمم المتحدة والأخلاق الدولية المثلى».

مبادئ الاتحاد

حدد المجلس الأعلى للاتحاد مبادئ قيام الدولة، وهي:

1- دولة مستقلة ذات سيادة.. جزء من الوطن العربي الكبير.

2- الحفاظ على استقلال الدولة ومبادئها وأمنها واستقرارها، ودفع أي عدوان على كيانها.

3- حماية حقوق وحريات الشعب وتحقيق التعاون الوثيق فيما بين إماراتها لتوفير حياة أفضل لجميع المواطنين.

4- نصرة القضايا والمصالح العربية والإسلامية.

5- توثيق التعاون مع الدول على أساس مبادئ ميثاق الجامعة العربية وميثاقي الأمم المتحدة والأخلاق الدولية.

21

طلقة ثم رفع العلم نشرت جريدة الاتحاد تحت عنوان «21 طلقة ثم رفع العلم»: «قام صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إثر انتخابه رئيساً للاتحاد، برفع علم دولة الإمارات العربية المتحدة لأول مرة على سارية العلم الموجودة في ساحة قصر الجميرة، الذي أعلن فيه قيام الدولة».

وأشارت الصحيفة إلى إتمام معاهدة الصداقة التي وقعها صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بصفته أول رئيس للاتحاد مع بريطانيا على سريان الاتفاقية لمدة 10 سنوات من تاريخ التصديق عليها وتبادل الوثائق، ما لم يرغب أحد الطرفين في إنهاء الاتفاقية قبل انتهاء المدة.

حكمة اليوم

تحت عنوان «حكمة اليوم» نشرت صحيفة الاتحاد آية قرآنية تقول: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا». صدق الله العظيم.

آخر خبر

تحت عنوان «آخر خبر» المجاور لعنوان صحيفة الاتحاد، أفادت الصحيفة بأن لجنة تمثل حكام الإمارات العربية الست وصلت إلى إمارة رأس الخيمة للاجتماع بصاحب السمو الشيخ صقر القاسمي، حاكم رأس الخيمة، حيث استمعت اللجنة من سموّه إلى تقرير عن كيفية غزو جزيرتي طنب الكبرى والصغرى، وأبلغ أحمد خليفة السويدي، حاكم رأس الخيمة، بأن الحكّام سيقومون بزيارة رأس الخيمة خلال أسبوع.

إعلان العمل بالدستور المؤقت

قالت الصحف الصادرة صباح الثالث من ديسمبر 1971، إن أصحاب السمو حكام الإمارات العربية المتحدة أصدروا إعلاناً بشأن تحديد تاريخ العمل بالدستور المؤقت للإمارات العربية المتحدة، وهذا نصه: «نحن حكّام إمارات أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين والفجيرة، بعد الاطلاع على المادة 152 من الدستور المؤقت للإمارات العربية المتحدة الذي وقّعناه في دبي في الخامس والعشرين من شهر جمادى الأول سنة 1391 هجرية، الموافق اليوم الثامن عشر من شهر يوليو سنة 1971 ميلادية، نعلن ما يلي: يُعمل بأحكام الدستور المؤقت للإمارات العربية المتحدة المشار إليه أعلاه اعتباراً من تاريخ صدور هذا الإعلان».

للإطلاع على ملحق إلكتروني.. عيد الاتحاد 51 ، يرجى الضغط على هذا الرابط.

الأكثر مشاركة