«قمة تريندز» توصي بتبنّي استراتيجية بحثية إعلامية مشتركة لتعزيز دور الشباب

أكدت «قمة تريندز الأولى للحوار بين مراكز الفكر والإعلام»، التي نظمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات، في مركز دبي التجاري العالمي، أول من أمس، أهمية خلق الفرص أمام الشباب، لتعزيز فرص مشاركتهم في جميع المجالات التنموية، ولاسيما مجالا البحث العلمي والإعلام، وإيجاد الآليات المناسبة لتحقيق هذا الهدف، بما يحفز الشباب على القيام بدورهم الفاعل والمنشود في صناعة المستقبل.

ودعا المشاركون في القمة إلى تبني استراتيجية بحثية - إعلامية مشتركة، من قبل مراكز الفكر والمؤسسات الإعلامية، مبنية على المشاركة الفاعلة من قبل الشباب، وموجّهة لهم، لتعزيز انتمائهم الوطني، وبناء قدراتهم ومهاراتهم في المجالين البحثي والإعلامي، وتعزيز استيعابهم للقضايا الوطنية المختلفة.

وأوصوا بضرورة تعزيز التنسيق والتعاون بين مراكز البحوث ووسائل الإعلام، لتحقيق الأهداف المشتركة، ولاسيما في مجال تمكين الشباب، وتعزيز دورهم في مسيرة التنمية الشاملة، كما شددوا على أهمية إتاحة مساحة أكبر في وسائل الإعلام المختلفة، لإبراز الإسهامات الفكرية والبحثية من قِبل الباحثين الشباب، واجتذاب الكوادر المتميزة والمتخصصة منهم، للظهور والتعبير عن أفكارهم في مختلف البرامج والمنصات الإعلامية.

كما طالبوا بإيلاء اهتمام أكبر للجهود والبرامج التي تهدف إلى تأهيل الكوادر الوطنية الشابة، العاملة في مراكز الفكر وفي وسائل الإعلام المختلفة وتدريبها، ووضع معايير واضحة ومحددة، لضمان فاعلية هذه البرامج ونجاحها في تحقيق الأهداف المرجوة منها.

وأشاروا إلى أهمية تكثيف الجهود من أجل التنسيق والتواصل بين المراكز البحثية ووسائل الإعلام في مجال دعم الباحثين الشباب، من خلال إبراز إسهاماتهم البحثية والفكرية في وسائل الإعلام المختلفة، وفي مجال تعزيز مهارات الإعلاميين الشباب، وقدراتهم المعرفية، من خلال تنمية الجانب المعرفي والبحثي لديهم؛ ليكونوا أكثر وعياً بقضايا وطنهم ومجتمعهم، وطرحها بالشكل الذي يخدم مصالحه.

وأوصى المشاركون كذلك بضرورة العمل على توفير بيئة داعمة ومحفزة للتعاون بين مراكز الفكر ومؤسسات الإعلام، باتباع أفضل الممارسات العالمية في مجال دعم علاقات الشراكة بين القطاعين، وطرح المبادرات الجادة الداعمة للتعاون بين الجانبين الإعلامي والبحثي، بما في ذلك التفكير في إنشاء إطار مؤسسي، يُعنى بدعم التعاون والتنسيق بين القطاعين، خاصة ما يتعلق بالأنشطة الموجّهة للشباب.

وأكد الحضور أهمية تشجيع التعاون بين الجانبين فيما يتعلق بتطوير المحتوى المعرفي المقدَّم للجمهور، خصوصاً الشباب، وتعزيز مصداقيته العلمية، وخاصة ما يتعلق بالقضايا الحيوية؛ مثل تعزيز الانتماء الوطني، وتعظيم قيم التسامح والأُخوَّة الإنسانية، وتحصين الشباب في مواجهة الفكر المتطرف والعنيف، وتعزيز قيم المشاركة الإيجابية للشباب.

واقترح المشاركون تدريس مادة الإعلام في مراحل دراسية مبكرة، وإيلاء اهتمام أكبر لتدريب الطلاب في المدارس على كيفية كتابة الأبحاث، بما يسهم في تطوير قدرات الشباب كصُنَّاع محتوى.

وشارك في أعمال القمة رؤساء تحرير عدد من الصحف، إلى جانب مديري وكالات ومكاتب إعلامية، ومنهم: مستشار الاتصال الاستراتيجي في وزارة شؤون الرئاسة، مقصود كروز، والمدير العام لوكالة أنباء الإمارات، محمد جلال الريسي، ورئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم، سامي الريامي، ورئيس تحرير صحيفة الاتحاد، حمد الكعبي، ورئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين، محمد الحمادي، ورئيس تحرير صحيفة الخليج تايمز، مصطفى الزرعوني.

وقبيل انطلاق فعاليات القمة، التي اتخذت شكل حلقة نقاشية موسعة، وقف الحضور دقيقة صمت، حداداً على روح صاحب فكرة انعقاد القمة، وهو المرحوم الدكتور أشرف سعد العيسوي، المستشار الإعلامي لتريندز للبحوث والاستشارات، الذي وافته المنية في 16 يوليو الجاري، داعين المولى العلي القدير أن يتغمده برحمته، ويتقبله مع الصالحين.

وبعد ذلك، انطلقت فعاليات «قمة تريندز الأولى للحوار بين مراكز الفكر والإعلام»، حيث تضمنت أطروحات ورؤى وآراء المشاركين، حول محورين رئيسين للنقاش، هما: أهمية التعاون الإعلامي والبحثي لتمكين الشباب وحمايتهم وتعزيز وعيهم، ومستقبل دور الشباب في المؤسسات الإعلامية والبحثية.

وخلال مناقشة محور أهمية التعاون الإعلامي والبحثي لتمكين الشباب وحمايتهم وتعزيز وعيهم، قال رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم، سامي الريامي، إن هناك ضرورة ملحّة لتوطيد العلاقة بين مراكز الفكر والأبحاث ووسائل الإعلام، لتقديم المعلومة بشكل علمي ومدروس، فالإعلام يجب أن يعتمد على معلومة ذات صدقية ومؤكدة.

وشدّد على ضرورة العمل المشترك لترسيخ الوعي بدور مراكز الأبحاث والدراسات، للتعريف بالقضايا الداخلية والخارجية، والتعريف بالظواهر والاحتياجات الوطنية، لتبيان الرأي الرشيد حيال أي قضية أو أزمة مهمة، أو إجراء استطلاع للرأي، بما يفيد في عمليات اتخاذ القرار.

ودعا رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم، إلى تعاون أوثق بين المؤسسات الإعلامية ومراكز الفكر، بقصد ترسيخ وعي علمي وأكاديمي، يؤطّر عمل المؤسسات الإعلامية، ويخدم المصالح الوطنية والقومية، وأن يكون هناك تعاون مستقبلي بينهما، في تنسيق الجهود لمزيد من العمل العلمي المنظم، وتبنّي عرض الأبحاث التي يقوم بها الباحثون الشباب.

• التأكيد على ضرورة توفير بيئة داعمة ومحفزة للتعاون بين مراكز الفكر ومؤسسات الإعلام.

• «القمة» شدّدت على أهمية إتاحة مساحة أكبر في وسائل الإعلام، لإبراز الإسهامات الفكرية للباحثين الشباب.

• المشاركون اقترحوا تدريس مادة الإعلام في مراحل مبكرة.

الأكثر مشاركة