دعوا القراء إلى شراء «المعلومة الموثوقة»

خبراء إعلاميون: الصحافة التقليدية كالغذاء والدواء

نتائج التقرير ظهرت مغايرة للآراء التي ترددت خلال السنوات الماضية. من المصدر

اعتبر تقرير إعلامي أعده مجموعة من الخبراء والباحثين والعاملين في كبريات المؤسسات الإعلامية العريقة في العالم، أن على المؤسسات الإعلامية أن تتعامل مع إنتاجها الصحافي والإعلامي كالتعامل مع أي خدمة وسلعة أساسية لاستمرار حياة الإنسان، مثل الغذاء والدواء.

وأوضح، خلال استعراضه النتائج التي توصل إليها، أن على المجتمعات أن تعتاد على شراء المعلومات الدقيقة والصحيحة التي تؤثر في حياتهم وفي قدرتهم على اتخاذ قرارات تحميهم وتساعدهم على مواصلة الحياة، لاسيما في أوقات الأزمات والمخاطر.

وظهرت نتائج التقرير مغايرة لكثير من الآراء التي ترددت خلال السنوات القليلة الماضية، ومفادها أن خلاص الصحافة التقليدية بنسختيها المكتوبة والإلكترونية وقدرتها على الاستمرار، أمر مستبعد، وأن على المؤسسات الإعلامية التقليدية، صاحبة الخبرات الطويلة، أن تتحول بشكل كامل وجذري للصحافة الرقمية.

وأشارت النتائج التي أعلن عنها في مستهل أعمال اليوم الثاني من مؤتمر الاتحاد العالمي للصحف وناشري الأنباء «وان إفرا»، إلى مجموعة من الحقائق، على رأسها أن نجاح المؤسسات في الاستمرار والبقاء وقدرتها على التفوق في الصحافة الرقمية محكوم بنجاحها وقدرتها على الاستمرار أولاً في الصحافة المهنية، وفي مجال الصحافة المكتوبة التي اشتغلت فيها لسنوات. كما أن فشلها في تحقيق إنجازات في ما اعتادت أن تقوم به، سيكون السبب في فشلها في أي نوع من الصحافة ستتحول إليه، وأن السر ليس باستخدام التقنيات الحديثة وسرعة النشر وعدد المتابعين، بل في القدرة على المحافظة على المهنية وابتكار أدوات جديدة تساعد على خلق قنوات توفر مصادر تمويل تمكنها من المحافظة على الاستقلالية والمهنية في ممارسة العمل الصحافي.

ولم تنفِ النتائج ضرورة تطوير المنصات الرقمية، إلا أنها جزمت بأن الصحافة التقليدية التي حافظت على العمق والدقة والمهنية، استطاعت أن تثبت إبان اجتياح «كورونا» للعالم، أنها مصدر أساسي، إن لم يكن الوحيد في معظم الأوقات، للمعلومات الدقيقة والموثوقة، لاسيما في أوقات الأزمات والصعوبات التي تهدد حياة الناس.

وأكد رئيس مجموعة الاستشارات الإبداعية الإعلامية البريطانية، جوان سينور، أنه ليس من المفيد التفكير بعد اليوم في ضرورة الحصول على التمويل من خلال شركات الإعلان، بل يجب التوجه إلى القراء والمتابعين كمصدر تمويل، لاسيما أن ذلك سيمكن تلك المؤسسات من المحافظة على استقلاليتها وحل أهم مشكلاتها، ألا وهي الارتهان لمصدر التمويل، سواء من جهة حكومية أو خاصة.

ولفت إلى نجاح كثير من المؤسسات الإعلامية التقليدية في بيع المحتوى وتوفير مصادر لتسديد احتياجاتها والإبقاء على غرفة الأخبار والعمل من داخل المؤسسات الإعلامية عبر اشتراكاتهم وشرائهم المنتجات عبر طرق وقنوات مختلفة ومبتكرة.

وأكد أن الحقائق التي توصل إليها التقرير أعادت التأكيد أن الصحافة الحقيقية والمهنية لا يمكن أن تعمل من المنازل أو عن بعد، وأن أساس العمل الصحافي ينبع من الميدان ويقوم على جمع المعلومات وتحليلها بالاستناد للمشاهدات الحية والاتصال المباشر مع مصادر الأخبار والمعلومات، وليس بالاعتماد على ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي ومنصاته المختلفة.

وأضاف أن العمل من داخل المؤسسات الاعلامية وغرف الأخبار عامل مهم في إنتاج المادة الصحافية المتميزة، لأنه يوفر مناخاً من التفاعل وتبادل الأفكار وتجويدها.

وعرض سينور عدداً من نماذج العمل التي تبنتها بعض المؤسسات الإعلامية، سواء في تقديم عملها الصحافي وبيع المحتوى الإعلامي، مثل بيع الوقت المستغرق في تصفح النسخة والموقع الالكتروني للصحيفة، بدلاً من بيع المادة أو الخبر أو التقرير، وكذلك تقديم باقات مختلفة من باقات الاشتراك الأسبوعي أو الشهري أو السنوي.

وتناولت إحدى جلسات المؤتمر مشروعات «فيس بوك» في تدريب الصحافيين وتمويل المؤسسات الإعلامية في أوقات الأزمات والحروب، كما تطرقت جلسة أخرى إلى المصاعب التي واجهها الصحافيون خلال عملهم من المنازل أثناء الحجر الكامل لكورونا، وتحديداً النساء والأمهات منهم أو الآباء المسؤولين عن أبنائهم بمفردهم.


- الصحافة التقليدية أثبتت خلال جائحة «كورونا» أنها مصدر أساسي للمعلومات الدقيقة.

تويتر