المتحدثون: الجائحة فرضت ابتكار أدوات جديدة في النشر وتقديم المعلومات

«وان إفرا»: لا مكان لإعلام هزيل وغير صادق في حقبة «كورونا»

صورة

أكد المشاركون في جلسات أعمال مؤتمر الاتحاد العالمي للصحف وناشري الأنباء (وان إفرا)، الذي استهل أعماله أمس، أن الحقبة الحالية، التي تشهد تطورات على مختلف الأصعدة، نتيجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية الجديدة التي فرضتها جائحة كورونا، لم تُبقِ مكاناً لإعلام هزيل، أو صحافة رديئة المستوى، كما فرضت ابتكار وتطويع أدوات جديدة في النشر وتقديم المعلومات، والأهم من كل ذلك، أنها أعادت التأكيد على أن التمسك بجودة المحتوى، وصدقية المعلومة، وضرورة وجود قوانين حماية وتنظيم، أصبح حتمياً أكثر من أي وقت مضى.

وعقدت أعمال الدورة الـ15 من مؤتمر الاتحاد العالمي للصحف وناشري الأنباء (وان إفرا)، للمرة الأولى، عبر منصات الاتصال الافتراضي، مستكملة مجموعة من المناقشات والحلول والاقتراحات التي يضعها المشاركون سنوياً على طاولة المؤتمر، لبحث مستقبل النشر الإعلامي والصحافة الورقية وملامح الإعلام التقليدي في ظل مجموعة كبيرة من التحديات التي تواجهه منذ أعوام عدة، والتي توّجت هذا العام بما هو غير مسبوق بانتشار جائحة كورونا، التي فرضت تقليص التعامل مع أي نوع من الأوراق، بما فيها أوراق الصحف، خوفاً من انتقال فيروس «كوفيد- 19»، كما عرقلت العمل الصحافي الميداني إلى حد كبير أشهراً عدة، ضمن إجراءات التباعد الاحترازية، في وقت كانت فيه هناك حاجة ماسة على مدار الساعة لتوفير معلومات صحيحة وسريعة عن تطورات أوضاع وانتشار المرض الذي هاجم كل دول العالم في آن واحد.

وتحدث المشاركون عن التحديات التي واجهتهم خلال هذا العام، وعن الأساليب التي لجأوا إليها للتمكن من مواصلة تقديم ونشر أخبارهم أثناء تصاعد حدة الجائحة، كما تم طرح عدد من الحلول التقنية والأدوات التي طرحتها بعض محركات ومنصات البحث، مثل «غوغل»، لمساعدة الناشرين في تطوير عملهم.

واستعرض المدير التنفيذي لقطاع النشر في مؤسسة دبي للإعلام، أحمد الحمادي، تجربة المؤسسة للتمكن من المحافظة على مشاركة وحجم المتابعين خلال الأزمة، وذلك خلال جلسة مشتركة مع مدير مجموعة العليان، محمد العليان.

وأضاف الحمادي أن التطور التكنولوجي المتسارع، والمتزامن مع الأحداث المتلاحقة التي تعصف بالعالم، يأخذنا إلى أماكن لا نعلمها ولا يمكن أن نتوقعها، إلا أنه حتماً يؤكد أن الشفافية والصدقية في التعامل مع المعلومات وطريقة نشرها، أمر محسوم، والعامل الوحيد للبقاء.

وتناول الحمادي، الأدوات التي استخدمتها مؤسسة دبي للإعلام لتحافظ على مستوى المتابعين والقراء، لافتاً إلى ارتفاع نسبة المتابعة بأعداد غير مسبوقة خلال الأزمة، واستبدال النسخة الورقية اليومية بنسخة رقمية، تصل يومياً مجاناً إلى المتابعين، الأمر الذي مكّنهم من الاطلاع على الصحف الورقية عبر نسخة رقمية مرادفة.

وأشار إلى قرار المؤسسة باستباق الزمن خلال جائحة كورونا باختبار مجموعة من الحلول الرقمية، حيث تتجه دولة الإمارات خلال الأعوام القليلة المقبلة لتكون بلداً ومؤسسات من غير أوراق، مؤكداً ضرورة بحث وتطوير أساليب جديدة في النشر الورقي والرقمي.

وشدد الحمادي على أن المؤسسة حرصت، وستواصل حرصها على تلبية احتياجات ورغبات متابعيها من القراء «المؤثرين والمهمين»، الذين يتميزون بمذاق إعلامي خاص، إلى جانب كل الفئات الأخرى من القراء، وذلك بالتزامن مع العمل على مواكبة العصر واحتياجات الإنسان، في ظل المتغيرات الكثيرة التي طرأت، سواء خلال هذا العام أو خلال الأعوام القليلة الماضية.

من جانبه، قال محمد العليان أنه لم يعد هناك مكان في العصر الحالي لصحافة غير مهنية أو متدنية المستوى، إذ فرضت الظروف المترتبة على انتشار الجائحة، وما تبعها من نتائج لحقت بكل القطاعات المهنية والاقتصادية، ضرورة الاعتماد على البيانات الكبيرة للمعلومات في جمع وتحليل وتكثيف المحتوى الإعلامي، لجذب المتابعين والاحتفاظ بهم، وذلك يتطلب مهارات وقدرات مهنية لصحافيين متمرسين، يعملون في مؤسسات إعلامية ذات صدقية، كما يحسم وجوب الاستثمار في بنية تحتية تنظيمية وقانونية تحمي المحتوى الإعلامي.وعرض رئيس تحريرThe Straits Times & SPH وورن فرناندز، مجموعة من المبادرات والمشروعات التي نفذتها المؤسسة في الظروف الصعبة التي مرت على العالم، وعلى الناشرين خلال العام الحالي، أهمها استقبال أسئلة القراء والإجابة عنها من خلال موضوعات تعتمد البحث والاستناد إلى آراء المتخصصين، ونشرها عبر المنصات الإعلامية التابعة للمؤسسة.

وأشار إلى مشروع يهدف إلى المحافظة على التواصل بين الكادر الصحافي خلال عملهم من منازلهم، وذلك عبر جلسات من خلال الاتصال التقني، يتبادلون فيها همومهم الشخصية ومشكلاتهم، ويحافظون على التواصل بينهم، ودعم بعضهم بعضاً خلال العمل عن بعد، الأمر الذي حافظ على التواصل الإنساني بين أعضاء الكادر الصحافي خلال العمل عن بعد، وعزز من قدرتهم على العمل.


تقنيات جديدة

خصص المؤتمر جلسة، عرض فيها مجموعة من التقنيات والأدوات الجديدة التي طرحتها «غوغل» لتمكين الناشرين من التعرف إلى ميول المتابعين والقراء، من خلال تحليل طرق بحثهم عن المعلومات واختيارهم للموضوعات.

وتطرقت الجلسة لتفاصيل تقنية مستفيضة عن كيفية استخدام تلك الأدوات، أولاً في تحليل وفهم ميول المتابعين، وثانياً في نشر المحتوى بما يلبي تلك الميول والاحتياجات لدى المتابع.

المشاركون:

«وجوب الاستثمار في بنية تحتية تنظيمية وقانونية تحمي المحتوى الإعلامي».

«التواصل الإنساني بين أعضاء الكادر الصحافي، خلال العمل عن بُعد، عزز قدرتهم على العمل».

تويتر