محمد بن راشد: تحية لجيل عربي قارئ وقادر على المنافسة

سلطان المزروعي بطل تحدي القراءة العربي في الإمارات

صورة

توّج مشروع تحدّي القراءة العربي في دورته الخامسة الطالب، سلطان سالم المزروعي، بطلاً للتحدي في الإمارات، بعد سلسلة من التصفيات على مستوى الدولة، إلى جانب مشاركين من 51 دولة أخرى، ليشكلوا معاً أكبر تظاهرة قرائية عالمية، إذ جمعت الدورة الحالية أكثر من 21 مليون مشارك على حبّ القراءة والمعرفة.

- «عاتكة بنت زيد للتعليم الأساسي» تفوز بلقب المدرسة المتميزة على مستوى الدولة.

- موزة الغناة تحصل على لقب «المشرف المتميز» على مستوى الإمارات.

1435

مدرسة من الدولة شاركت في المشروع القرائي الأكبر من نوعه.

21

مليون طالب عربي شاركوا من مختلف أنحاء العالم في النسخة الجديدة.

ونوّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بالإنجاز الذي حققه الطالب في الصف السادس بمدرسة الأجيال الدولية الأميركية، بعدما حصد أعلى العلامات في المنافسة، موجهاً التحية له ولجيله.

وقال سموه في تغريدة نشرها على «تويتر» أمس: «سلطان سالم المزروعي.. 11 عاماً.. قرأ 300 كتاب في عام واحد. وتصدّر اليوم 450 ألف طالب في الإمارات شاركوا في تحدي القراءة العربي، الذي وصل عدد مشاركيه إلى 21 مليون طالب في 51 دولة حول العالم. تحية لسلطان، وتحية لجيل عربي قارئ وقادر على المنافسة».

وقد أكد الطالب الفائز، سلطان المزروعي، لـ«الإمارات اليوم» أن «اللقب ثمرة مجهود استمر لسنوات»، وأضاف: «هذا بفضل والدتي التي ساندتني».

وشرح المزروعي أنه دخل عالم القراءة منذ الصغر، إذ كانت حكايات والدته قبل النوم تستهويه بشدة، وظل يتساءل عن مصدرها إلى أن عرف أنه يكمن في الكتب.

وشارك المزروعي في تحدي القراءة العربي للمرة الثانية، وقد تمكن من تحقيق البطولة على مستوى الإمارات، مشيراً إلى أنه يحب التحدي، وأنه عاود التجربة لأنه عزم على الفوز، معرباً عن أمله في تمثيل الإمارات على نحو مميز لتحقيق البطولة.

وأكد أن المهم في عالم القراءة ليس عدد الكتب، وإنما معرفة أفكار الكاتب، والاستفادة التي سيحصل عليها القارئ من الكتاب، «فقراءة الكتب تزيد من الذخيرة اللغوية، لأنها كالخيال الذي لا حدود له، والتنوع مهمّ وجميل كي لا يصاب المرء بالملل».

وقال إنه يميل للأدب، خصوصاً الروايات، مع التأكيد على قراءته المتنوعة في الطب والفلسفة والتنمية البشرية والسياسة والدين، وهو يطمح إلى أن يصبح كاتباً، وقد بدأ بكتابة العديد من القصص فعلاً، كما أنه يعتزم كتابة رواية عن تجربته في تحدي القراءة العربي، والصعوبات وكيف تغلب عليها، موضحاً أن أبرز الصعوبات التي واجهها تمثلت في تحدي قراءة العديد من الكتب لكتّاب عالميين، خصوصاً أن الكتاب يحتوي على أكثر من 200 صفحة، من دون إغفال أهمية الدراسة التي تأخذ الكثير من الوقت، لاسيما أن هناك امتحانات مدرسية يجتهد بها، موضحاً أنه كان حريصاً على التوفيق بين المدرسة وقراءة العديد من الكتب، مع الحرص على استكمال قراءة الكتب في أوقات الفراغ.

أما الدراسة عن بُعد في ظل جائحة «كورونا» فلم تؤثر في القراءة عند المزروعي.

وتحدثت (أم سلطان) عن دعمها لابنها، موضحة أنها ساعدته على اختيار الكتب التي قرأها وشارك بها، خصوصاً أن العائلة قارئة، وهناك مكتبة كبيرة في المنزل، ولفتت إلى أن ما يميز سلطان شخصيته الناقدة، فهو يسعى نحو الأفضل في كل شيء.

وتتواصل التصفيات النهائية لتحدي القراءة العربي على مستوى الدول تباعاً، من أجل تتويج الأوائل على مستوى كل منها، تمهيداً للتنافس في ما بينهم في المرحلة النهائية، لتتويج بطل الدورة الخامسة من تحدي القراءة العربي، الذي تنظمه مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، لترسيخ ثقافة القراءة والنهوض باللغة العربية، كلغة للحوار والإبداع، وتعزيز قيم الإسهام الحضاري لدى الأجيال الجديدة.

وحصل الطالب، سلطان المزروعي، على العلامات الأعلى في المنافسة، التي جمعت في مراحلها النهائية 540 طالباً وطالبة، وانحصرت بعدها بين 90 متنافساً على اللقب، اختارت منهم لجان التحكيم الطلبة الـ10 الأوائل، قبل تسمية الفائز الأول بتحدي القراءة العربي لدورته الخامسة على مستوى الدولة.

وجاء في المراكز التسعة التالية كل من: شهد راشد اليماحي، من الصف الـ11 بمدرسة الطويين، وشهد سالم علي عبدالله المزروعي، من الصف الخامس بمدرسة السلام للشراكات التعليمية، وجميلة حسن الزعابي، من الصف الـ11 بمدرسة الشفّاء بنت عبدالله، ومشاعل طلال محمد، من الصف الـ12 بمدرسة مجمع زايد التعليمي، ومحمد إبراهيم سعيد البلوشي، من الصف الـ11 بمدرسة الدهماء، ومحمد علي الكتبي، من الصف العاشر بمدرسة الذيد للتعليم الثانوي، وريم علي سالم الشميلي، من الصف الـ11 بمدرسة شمل للتعليم الثانوي، وإسلام حازم المجايدةـ من الصف الـ12 بمدرسة قطر الندى، وأحمد محمد مخيمرـ من الصف الـ11 بمدرسة طنب للتعليم الثانوي.

وحصلت مدرسة عاتكة بنت زيد للتعليم الأساسي على لقب المدرسة المتميزةـ من بين 1435 مدرسة شاركت في التحدي من مختلف أنحاء الدولة، لقاء جهودها في إشراك طلابها في التحدي بشكل فعال، وتوفير آليات مبتكرة لتمكينهم قرائياً ومعرفياً من خلال الوسائط المتعددة التي وفرتها كبدائل للكتب الورقية في هذه الدورة من التحدي، وتقديم مختلف أشكال الدعم الذي يحتاج إليه الطلبة لإنجاز مستهدفات التحدي ومطالعة الكتب التي تحقق لهم الفائدة المرجوة.

وعلى مستوى الإمارة /‏‏‏‏‏‏‏‏‏ المنطقة، تم تكريم أوائل هذه الفئة، حيث فازت حلا عصام إسماعيل من الصف الأول بمدرسة الحكمة الخاصة على مستوى عجمان، في حين فاز محمد الجواد أحمد حسن الوكيل من الصف الثالث بمدرسة آل مكتوم للتعليم الأساسي على مستوى دبي، وسلطان سالم علي المزروعي من الصف الخامس بمدرسة أجيال إنترناشونال على مستوى أبوظبي، وشهد راشد اليماحي من الصف الـ11 بمدرسة الطويين على مستوى الفجيرة، وريم علي سالم الشميلي من الصف الـ11 بمدرسة شمل للتعليم الأساسي والثانوي على مستوى رأس الخيمة، وجميلة حسن الزعابي من الصف الـ12 بمدرسة الشفّاء بنت عبدالله على مستوى الشارقة، وبيان محمد طيب من الصف الـ12 بمدرسة أم القيوين على مستوى أم القيوين، وإسلام حازم المجايدة من الصف الـ12 بمدرسة قطر الندى على مستوى الظفرة، ومحمد إبراهيم سعيد البلوشي من الصف الـ12 بمدرسة الدهماء على مستوى العين.

وجاء الإعلان عن نتائج التصفيات النهائية على مستوى الدولة لتحدي القراءة العربي ضمن فعالية رقمية.

وأكدت وزيرة الدولة لشؤون التعليم العام، جميلة بنت سالم المهيري، أن طلبة المدرسة الإماراتية باتوا سبّاقين في المشاركة بتحدي القراءة العربي، بما يعكس صورة مشرقة ومشرفة لأجيال الإمارات، وشغفهم الكبير بالقراءة والمعرفة، والنهل من مختلف مشارب العلم والمعرفة، لتمثيل الدولة خير تمثيل في هذا التحدي الريادي والإنساني والحضاري. وهنأت، خلال كلمتها في حفل إعلان الفائز بتحدي القراءة العربي على مستوى الدولة، الـ10 الأوائل على كل إمارة ضمن «التحدي»، والمدرسة المتميزة على مستوى الدولة، وكذلك المشرف المتميز والـ10 الأوائل على مستوى الدولة، موضحة أن عدد الطلبة المشاركين في التحدي لهذا العام من مختلف مدارس الدولةـ ناهز نصف المليون طالب وطالبة، ما يبرهن على مدى جاهزية طلبتنا لخوض التحدي بكل كفاءة واقتدار، والتنافس مع أقرانهم من مختلف دول العالم، بما يضيف بعداً آخر لتجربتهم في هذا المضمار.

وأثنت على مبادرة تحدي القراءة العربي التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عام 2015، معيداً الاهتمام للقراءة في عالمنا العربي، باعتبارها جسراً لبناء الإنسان ووسيلة لاستئناف الحضارة والوصول إلى تحقيق مستقبل أفضل للأجيال المقبلة على أسس سليمة، تطلق العنان لقدراتهم المعرفية ومكنوناتهم الثقافية.

وبدورها، قالت الأمين العام لمبادرة تحدي القراءة العربي، منى الكندي، إن «تتويج بطل تحدي القراءة العربي على مستوى الدولة هو تتويج لجهود مئات آلاف الطلاب والمعلمين والمشرفين وأولياء الأمور، وإدارات المدارس وفرق عمل تحدي القراءة العربي، لتعزيز النجاحات النوعية التي يحققها التحدي في ترسيخ القراءة كممارسة أساسية لاكتساب المعارف وتوسيع المدارك، ودعم المناهج المدرسية، وتعزيز مكانة اللغة العربية، وتمكين أجيال المستقبل من أدوات التحصيل العلمي، خصوصاً مع صعود توجهات التعلّم المستمر والمفتوح والافتراضي، التي تواصل تطورها بالاستفادة من التكنولوجيا والرقمنة».

المشرف المتميز

شهدت التصفيات النهائية، على المستوى الوطني، تكريم الأستاذة موزة الغناة بلقب المشرف المتميز، بعد مجهود نوعي في دعم الطلبة، وتمكينهم ومساندتهم، وتقديم الدعمين التربوي والمعنوي لهم، في إنجاز الأهداف القرائية ومطالعة الكتب بصيغتها الرقمية، وتلخيص مضامينها ضمن ملفات إلكترونية.

حلول رقمية

شهدت المبادرة تفعيل الحلول الرقمية في الدورة الجديدة من تحدي القراءة العربي، بالتزامن مع تطبيق خيارات التعلم عن بُعد، والتدابير الصحية الوقائية من وباء «كوفيد-19» في معظم دول العالم.

وجرى توفير المواد القرائية للطلبة رقمياً، والاستعاضة عن تلخيص الكتب ورقياً، بمشاركتها عبر الملفات الإلكترونية.

وشملت عملية التحكيم، التي تمت بشكل افتراضي، مهارات الاستيعاب والتعبير والقراءة الوظيفية، إضافة إلى قدرات التنوع في المواد القرائية والمعارف المكتبية.

استعراض مضامين الكتب

عملت لجان التحكيم على تقييم أداء المتنافسين، بحسب القدرة على استعراض مضامين الكتب، والتحدث عنها، واستنباط المعلومات، وتنويع الاهتمامات القرائية.

تويتر