يعمل على قياس نسبة الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري

الإمارات تطلق «مزن سات» أول قمر اصطناعي للأغراض البيئية بالدولة

«مزن سات» انطلق بنجاح من قاعدة بليسيتسك الفضائية الروسية على متن الصاروخ «سويوز». من المصدر

أطلقت الإمارات، أمس، القمر الاصطناعي البيئي المصغر «مزن سات»، وهو أول قمر اصطناعي للأغراض البيئية بالدولة، والأول من نوعه الذي صممه وطوره 30 طالباً من جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، والجامعة الأميركية في رأس الخيمة، حيث انطلق بنجاح من قاعدة بليسيتسك الفضائية الروسية الصاروخ «سويوز»، الذي يحمل القمر الاصطناعي إلى مداره في رحلته العلمية لدراسة الغلاف الجوي للأرض.

ويأتي إطلاق «مزن سات» ضمن خطط برنامج التعليم الفضائي بالجامعات التابع لوكالة الإمارات للفضاء، الهادف إلى تأسيس بنية تعليمية وعلمية متكاملة، وتطوير الكوادر الوطنية الشابة، وتشجيعهم على العمل في قطاع الفضاء من خلال توفير فرصة فريدة للطلبة، لتحويل المعرفة النظرية المكتسبة إلى ممارسة وتطبيق عملي مدعوم بتجارب ملهمة من أبرز المهندسين وخبراء هندسة الفضاء في الدولة.

وسيتولى فريق من طلبة الدراسات العليا في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والجامعة الأميركية في رأس الخيمة رصد ومعالجة وتحليل البيانات التي يرسلها «مزن سات» إلى المحطة الأرضية الرئيسة في مختبر الياه سات في جامعة خليفة، والمحطة الأرضية الفرعية في الجامعة الأميركية في رأس الخيمة.

وأنجز فريق العمل خلال الشهرين الماضيين كل الاختبارات والتجارب النهائية التي تسبق عملية الإطلاق، بما في ذلك اختبارات التوافق والجاهزية، واختبار الفراغ الحراري البيئي، وكذلك اختبارات الاهتزاز للاستعداد النهائي للإطلاق.

ويصنف «مزن سات» ضمن فئة الأقمار الاصطناعية النانومترية، حيث تبلغ أبعاده 10 × 10 × 30 سنتيمتراً، ووزنه 2.7 كيلوغرام، واستغرقت عمليات تطويره ثلاث سنوات، عمل خلالها الطلبة على المراحل المختلفة من المشروع، وشملت وضع خطة العمل، وتطوير وتنفيذ التصاميم اللازمة، ثم القيام بتطوير وتصنيع الأجزاء الرئيسة للقمر، إضافة إلى المحطة الأرضية والكاميرا الرقمية.

وشارك الطلبة أيضاً بإجراء التجارب والاختبارات للـتأكد من جاهزية الأجهزة العلمية التي سيحملها، وكذلك قدرته على تلقي الأوامر وإرسال البيانات والصور المطلوبة بنجاح، كما طور الطلاب الخوارزميات الخاصة بمعالجة البيانات العلمية التي سيلتقطها القمر.

وسيرصد «مزن سات»، الذي صمم ليستقر في مدار أرضي منخفض على ارتفاع 575 كلم، الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري، مثل غاز الميثان، وثاني أوكسيد الكربون، وقياس توزيعهما في الغلاف الجوي، علماً بأن ازدياد انبعاث هذه الغازات في الغلاف الجوي يؤدي إلى ارتفاع في درجات الحرارة على سطح كوكب الأرض.

ويحمل القمر الاصطناعي جهازين، هما مقياس طيفي للأشعة تحت الحمراء ذات الموجات القصيرة التي يراوح طولها بين 1000 و1650 نانومتراً، إضافة إلى كاميرا رقمية بإمكانها التقاط صور ملونة عالية الدقة. وقال نائب الرئيس التنفيذي لجامعة خليفة، الدكتور عارف سلطان الحمادي: «يسعدنا أن نرى نجاح طلبتنا في الإسهام بإنجاز العمل على القمر الاصطناعي الجديد (مزن سات)، الذي تم بالتعاون مع وكالة الإمارات للفضاء، كما أن لدينا خطة لتصنيع ثلاثة أقمار اصطناعية مصغرة أخرى في المستقبل، وتأتي هذه الإنجازات لتؤكد على نهج الابتكار الذي تتبعه جامعة خليفة في المجالات الحيوية للدولة، ومنها قطاع الفضاء الواعد، الذي يشهد عدداً من الإنجازات التاريخية المهمة والمتلاحقة، حيث يسهم طلبة الجامعة في تلك المشروعات والإنجازات، كما أن الابتكارات التي يقومون بها أثناء بحوثهم في الجامعة سيكون لها أثر كبير في مستقبل قطاع الفضاء في الدولة».

حدث بارز

قال رئيس الجامعة الأميركية في رأس الخيمة، البروفيسور حسن حمدان العلكيم: «يعد إطلاق القمر الاصطناعي (مزن سات) حدثاً بارزاً في تاريخ الجامعة الأميركية في رأس الخيمة، ويأتي الإنجاز ثمرة جهود مشتركة بين الجامعة الأميركية في رأس الخيمة وجامعة خليفة، وبرعاية وكالة الإمارات للفضاء، ويعكس هذا الإنجاز النهج الأمثل لتوفير تجربة تعليمية متكاملة للطلبة، تمزج بين النظرية والتطبيق، وبالشكل الذي يؤهلهم لمستقبل مهني واعد».


- «مزن سات» صممه 30 طالباً من «خليفة للعلوم» و«الأميركية» في رأس الخيمة.

- يصنف «مزن سات» ضمن الأقمار الاصطناعية النانومترية ووزنه 2.7 كيلوغرام.

تويتر