«الإمارات اليوم» في محطتها الـ 15

منذ صدورها قبل 15 عاماً بالتمام والكمال، منطلقة من مخازن مستأجرة بمنطقة القوز الصناعية في دبي، قبل أن تستقر في مقرها الجديد قُرب شارع الشيخ زايد، شريان دبي النابض بالحياة، مرّ قطار «الإمارات اليوم» بمحطات عديدة في رحلة مضنية، ودوران لا يتوقف للظفر برضا القراء، الجائزة الأعلى شأناً والأغلى ثمناً لأي منبر إعلامي.

سعت أسرة الصحيفة، على مدار السنوات الماضية من عمرها، لأن تكون منصة للحق والحقيقة، وملاذاً للباحثين عن المعرفة المتفرّدة، والخبر اليقين، والمعلومة المفيدة، فجهدت لتقديم محتوى يختلف عن السائد، في قوالب مهنية لا تخلو من الجسارة، فولجت أبواباً جديدة وربما غير معهودة في فضاءات الإعلام المحلي، وحرّكت مياهاً راكدة، بدخولها ساحات لم يألفها القراء، فولّدت حراكاً في المشهد الإعلامي والثقافي الإماراتي، لايزال علامة فارقة في الأذهان، عنوانه الأبرز صحافة الناس.. فالصحيفة التي تميزت بالقطع الصغير، التقطت أدق التفاصيل في حياة القراء، ورصدت ما يهمّهم وما يبحثون عنه بحرفية واقتدار، فكانت الأقرب إليهم، والمعبّرة عن أحلامهم وطموحاتهم، وحتى مشكلاتهم وهمومهم، وفقاً لشهادات كثيرة من قراء ومسؤولين وأصحاب قرار.

كما أسهمت خطوطها الإعلامية المتميزة في تشكيل وعي وثقافة ووجدان شرائح عدة في المجتمع، لاسيما الشباب، وعكست بكل مهنية إنجازات الدولة الحضارية، وواكبت نهضة بلد لا يتوقف عن ثنائية الحلم والإنجاز، وخصصت في الوقت نفسه مساحات واسعة للرأي والرأي الآخر، لتكون بحق صحيفة الناس بكل أطيافهم وتوجهاتهم.

وخلال مسيرتها شهدت «الإمارات اليوم» تطوراً واضحاً في الشكل كما المحتوى، ووظّفت التقنيات الحديثة للوصول إلى القراء الذين لم يعودوا محصورين في نطاق جغرافي معين، بل اتسعت قاعدتهم لتصل إلى جميع أنحاء العالم، عبر منصات رقمية راعت احتياجاتهم إلى محتوى يصلهم بدقة وسرعة وموضوعية وحياد، فحازت ثقة ما يقرب من أربعة ملايين متابع للصحيفة في منصات «فيس بوك» و«تويتر» و«إنستغرام»، فضلاً عن ملايين القراء الذين يطالعون محتواها مباشرة عبر الموقع الإلكتروني، والنسختين المطبوعة والرقمية.

تصل «الإمارات اليوم» محطتها الخامسة عشرة، وهي تعلم أن كل خطوة جديدة تحمل في طياتها الكثير من الصعاب، وتدرك أن طوفان منصات التواصل الاجتماعي، وظهور أنماط مشوّهة من «الصحافة»، وما تبعها من فوضى وعبث طالا مهنة المتاعب، وتراجع عائدات الإعلان، تشكل في مجملها تحديات غير مسبوقة للبقاء والصمود. غير أن الأمل والعزيمة والثقة بأن البقاء للصحافة المهنية الاحترافية، بما هي رسالة وأمانة ومسؤولية، ستكون كفيلة بإقصاء الزيف وهزيمته، وإعادة الأمور إلى نصابها، مدعومة بقرائها ومحبيها وداعميها الكثر، وبأجواء الحرية والانفتاح والشفافية التي توفرها دولتنا الأغلى، الدولة الفتية، التي تقف على أعتاب «الخمسين» وهي تحمل أحلاماً وطموحات لا تحدّها حدود.

تويتر