دبي مركز اتصال العرب بكوكب المريخ

عمل فريق «مسبار الأمل» في اليابان على مدار الساعة لإنجاز الاستعدادات الأخيرة وفق جدول زمني محدد، وجملة مهام اختبارية متصلة، تناوب عليها أعضاء الفريق وفق منهجية تعدّد المهام والمهارات التي طوّرها خلال أشهر، ومكّنته من التعامل بمرونة مع الإجراءات الاستثنائية الناجمة عن جائحة «كورونا».

ومع إطلاق المسبار على متن الصاروخ H2A من مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان في رحلته إلى الكوكب الأحمر، بدأ عمل فريق المسبار في مركز العمليات بالمحطة الأرضية (مركز محمد بن راشد للفضاء بدبي)، لمدة 30 يوماً متصلة على مدار 24 ساعة، ثم يكون التواصل مرتين أسبوعياً في ما بعد، ومن ثم فإن دبي ستكون نقطة تواصل الإمارات والعرب بكوكب المريخ.

وبدأ عمل الفريق منذ وصول المسبار إلى محطة إطلاقه في اليابان، باختبار وظائف المركبة الفضائية، بما في ذلك أنظمة الاتصال والبرمجيات والملاحة والتحكّم عن بُعد والقيادة، إضافة إلى أنظمة الطاقة ودفع المسبار.

وأفاد مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، المهندس عمران شرف، بأن فريق عمل نقل «مسبار الأمل» إلى اليابان انقسم - عقب الإجراءات الوقائية الصحية التي تم تطبيقها في مختلف الدول لاحتواء فيروس كورونا المستجد - لثلاثة فرق، للتعامل مع مراحل العملية كافة، وضمان تحقيق الجاهزية للإطلاق.

وأشار إلى أن الفريق الأول سافر قبل وصول المسبار إلى اليابان في السادس من أبريل الماضي، وخضع للعزل الصحي في المدة المقررة لذلك، ليخرج بعدها لاستقبال المسبار وتسلمه من الفريق الثاني، الذي وصل إلى اليابان في 21 أبريل ودخل بدوره فترة الحجر الصحي الاحترازي. وبعد الانتهاء من الحجر الصحي، بدأ الفريقان يتناوبان على مهام الدعم المتعدّدة بحكم خبرات أعضائها المتنوّعة استعداداً لساعة الصفر، يدعمهما من الإمارات فريق ثالث جاهز للمساندة.

وأشرف فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، المكون من كوادر إماراتية شابة، على عملية وضع المسبار داخل كبسولة الإطلاق بالتعاون مع نظيره الياباني.

ويمثل وضع المسبار في الكبسولة، وتثبيت الكبسولة أعلى صاروخ الإطلاق، محطتين رئيستين ضمن محطات مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، تمهيداً لانطلاق المسبار في رحلته إلى مدار الكوكب الأحمر.

وأفاد نائب مدير مركز العمليات لـ«مسبار الأمل»، المهندس زكريا الشامسي، بأن فترة ما بعد انفصال المسبار عن الصاروخ ستشهد عملاً مكثفاً من فريق مركز العمليات خلال 30 يوماً، وعلى مدار الساعة، لافتاً إلى أن الفريق سينقسم إلى فريقين يتكون كل منهما من ثلاثة مهندسين، بحيث يتناوب الفريقان على مدار الـ24 ساعة في متابعة المسبار وإجراء اختبارات محددة على الأجهزة، وبعد مرور الـ30 يوماً سيكون الاتصال بالمسبار مرتين أسبوعياً، وفي كل مرة ستكون مدة الاتصال ست ساعات.

وأوضح أن «فريق العمليات وجد قبل نحو خمس ساعات من إطلاق المسبار، للاستعداد لأول عملية اتصال بالقمر (المسبار)، وخلال هذه المرحلة تم تجهيز غرفة العمليات والتأكد من جاهزية الأجهزة كافة، وأنها تعمل بالطريقة الصحيحة، والتأكد أن المعلومات التي نتلقاها سيتم بثها في مركز الدعم الهندسي»، مضيفاً: «هذه التجهيزات ستستمر حتى مرور 10 دقائق من الإطلاق، ثم ننتظر بعدها أول إشارة من المسبار».

وقال الشامسي: «إن العمل على مدار الساعة يومياً هو الوسيلة الأفضل لتلقي المعلومات اللازمة حول عمل أجهزة المسبار، وهو أكثر فائدة من أن يكون الاتصال به متقطعاً».

وأضاف: «بعد التأكد من أن المسبار في مداره الصحيح، نستطيع جعله يعمل تلقائياً، والتواصل معه مرتين أسبوعياً لمدة ست ساعات في المرة الواحدة، للتأكد من أداء مهامه بكفاءة».

200 مؤسسة علمية

قالت وزير دولة للتكنولوجيا المتقدمة قائد الفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، سارة بنت يوسف الأميري، إن «المشروع يخدم البشرية عموماً والمجتمع العلمي خصوصاً، ويضع المعلومات التي سيجمعها من خلال أبحاثه في الكوكب الأحمر من دون مقابل في متناول أكثر من 200 مؤسسة علمية ومركز أبحاث حول العالم».

وأشارت إلى أن «مسبار الأمل» يعدّ أحد أكبر المشروعات العلمية العالمية التي أنجزتها دولة الإمارات، كما يعدّ تأكيداً للجميع أن الإمارات والعالم العربي قادرون على إنجاز مشروعات ضخمة وقفزات علمية مهمة.

كبسولة الإطلاق

حقق فريق «مسبار الأمل» إنجازاً جديداً بعد إدخاله بنجاح في كبسولة الإطلاق، والتأكد من تثبيت هيكله الميكانيكي بالقاعدة المخصصة لهذا الغرض داخل الكبسولة، ثم وضع الكبسولة بنجاح أعلى صاروخ الإطلاق، تمهيداً لإقلاعه من قاعدة تانيغاشيما الفضائية باليابان وفقاً للمخطط المعتمد، وأجريت كل الاختبارات والمراجعات النهائية قبيل الإطلاق لضمان جاهزية المسبار للمهمة التاريخية.

وسبق وضع المسبار في الكسبولة تغطيته بغلاف حراري لحمايته من تضاريس وأجواء الفضاء والتغيرات الحادة في درجات الحرارة ما بين الارتفاع والانخفاض الشديدين خلال الرحلة كاملة، ثم جاء بعد ذلك إجراء عمليات مشتركة مع شركة «ميتسوبيشي» للصناعات الثقيلة، إضافة إلى شحن بطاريات المركبة الفضائية وإعداد الصاروخ للإقلاع، وكذلك تشغيل المسبار للتأكد من جاهزيته، ومواصلة عمليات تجهيز المسبار للإطلاق، بما في ذلك اختبارات ما قبل الإطلاق.

وتضمنت الاختبارات إجراء فحوص نهائية لوظائف المركبة الفضائية، التي تشمل: نظام الطاقة، نظام الاتصال، نظام الملاحة، نظام التحكم، نظام الدفع والقيادة، النظام الحراري، وأنظمة البرمجيات.

الأكثر مشاركة