محمد بن راشد: طوّرنا مسبار الأمل بنصف الكلفة وفي أقل من المدة المعتادة عــالمياً

أعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عن سعادته بإنجاز إحدى المراحل النهائية المهمة في رحلة استعداد مسبار الأمل.

وقال سموه، في تغريدة على صفحته في «تويتر»، إن المهندسين الإماراتيين واصلوا العمل على الرغم من الظروف الحالية والاحترازات الصحية العالمية، لإنجاز أهم مشروع علمي فضائي في منطقتنا.

وأضاف سموه، أن مسبار الأمل إنجاز يمثل نقطة تحول للعالمين العربي والإسلامي في مجال الفضاء.

كما أكد سموه أن الهدف من هذا الإنجاز إرسال رسالة للجيل الجديد في عالمنا العربي مفادها أننا قادرون، ولا شيء مستحيل، وقوة الأمل تختصر المسافة بين الأرض والسماء.

وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «بحمد الله، تم إنجاز إحدى أهم المراحل النهائية لإطلاق أول مسبار عربي إسلامي للمريخ عبر نقله من مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي إلى محطة الإطلاق في جزيرة تانيغاشيما باليابان، تحت إشراف فريق من مهندسينا الإماراتيين في عملية استغرقت 83 ساعة من العمل المتواصل.. مسبار الأمل للمريخ قريباً».

وأضاف سموه: «رغم ظروف توقف السفر عالمياً، ورغم الاحترازات الصحية العالمية.. مازال مهندسونا يعملون وفق الجدول المعتمد لإنجاز أهم مشروع علمي فضائي في منطقتنا.. تم تطوير المسبار في أقل من المدة المعتادة عالمياً (ست سنوات فقط من عشرة).. وبنصف الكلفة.. والهدف إطلاقه في يوليو وفق الجدول المعتمد».

وأكد سموه أن «مسبار الأمل هو إنجاز يمثل نقطة تحول للعالمين العربي والإسلامي في مجال الفضاء.. الوصول للمريخ لم يكن هدفه علمياً فقط.. بل هدفه أن نرسل رسالة للجيل الجديد في عالمنا العربي بأننا قادرون.. وبأن لا شيء مستحيل.. وبأن قوة الأمل تختصر المسافة بين الأرض والسماء».

وأعلنت وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء، أمس، عن إنجاز عمليات نقل «مسبار الأمل» بنجاح إلى موقع انطلاقه إلى الفضاء من المحطة الفضائية بجزيرة تانيغاشيما في اليابان، تنفيذاً للمخطط له ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ.

ويأتي إنجاز عمليات نقل المسبار من مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي إلى اليابان بعد التغلب على التحديات الراهنة الناجمة عن تفشي وباء كورونا المستجد (كوفيد-19) عالمياً، وما نتج عنه من تدابير غير مسبوقة، منها الإغلاق التام للعديد من المدن والدول حول العالم، وإغلاق الحدود الدولية، ووقف حركة الطيران، وغيرها.

وأكد وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، الدكتور أحمد بن عبدالله حميد بالهول الفلاسي، أنه بإنجاز عمليات نقل «مسبار الأمل» بنجاح من دبي إلى محطة انطلاقه إلى الفضاء في اليابان، فإن الإمارات ترسل رسالة إيجابية جديدة إلى العالم عبر المضي قدماً في الخطوات التنفيذية لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، وفقاً لما هو مخطط له مسبقاً، رغم التحديات الناجمة عن تفشي وباء كورونا المستجد عالمياً.

وأشار إلى أن «مسبار الأمل» مشروع وطني يترجم رؤية قيادة الإمارات لبناء برنامج فضائي إماراتي يعكس التزام الدولة بتعزيز أطر التعاون والشراكة الدولية، بهدف إيجاد حلول للتحديات العالمية من أجل خير الإنسانية.

وتابع أن «مسبار الأمل»، وهو أول مشروع عربي لاستكشاف الكواكب الأخرى، يحمل رسالة أمل لكل شعوب المنطقة بما يسهم في إحياء التاريخ الزاخر بالإنجازات العربية والإسلامية في العلوم كافة، كما يجسد طموح الإمارات، وسعي قيادتها المستمر إلى تحدي المستحيل وتخطيه، وترسيخ هذا التوجه كقيمة راسخة في هوية الدولة وثقافة أبنائها، كما يعد مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ مساهمة إماراتية في تشكيل وصناعة مستقبل واعد للإنسانية.

من جهته، قال مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، الدكتور محمد ناصر الأحبابي، إن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ مبادرة استراتيجية وطنية ستصبح الإمارات بموجبها واحدة من بين تسع دول فقط تطمح لاستكشاف هذا الكوكب، وسيقدم مسبار الأمل أول دراسة شاملة عن مناخ كوكب المريخ وطبقات غلافه الجوي المختلفة، عندما يصل إلى الكوكب الأحمر مطلع عام 2021 بالتزامن مع الاحتفال باليوبيل الذهبي للدولة.

بدوره، أكد مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، يوسف حمد الشيباني، أهمية «مسبار الأمل» في تأكيد دور الإمارات البارز عالمياً كرائدة للتطوير والتحديث المستمر. ولفت إلى أن مشروع مسبار الأمل ينضم إلى قائمة زاخرة بالمشروعات والإنجازات الكبرى التي استطاعت الإمارات من خلالها كسب انتباه العالم.

وضم الفريق المشرف على عمليات النقل نخبة من الكفاءات الوطنية الشابة، هم كل من: مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، عمران شرف، ونائب مدير المشروع لشؤون تطوير المسبار، سهيل المهيري، ونائب مدير المشروع للشؤون اللوجستية وضمان الجودة، خلود الهرمودي، ومهندس أنظمة المسبار ومسؤول إدارة المخاطر، محسن العوضي، وقائد فريق تجهيز المسبار للإطلاق، عمر الشحي.

وأكد المهيري تطوير المسبار خلال الشهرين المقبلين، والتأكد من سلامة وصحة أنظمة الدفع ونظام الطاقة وأجهزة الاتصال استعداداً للإطلاق في يوليو.

وقال الشحي إن موضوع نقل المسبار كان مدروساً بعناية مسبقاً وتم التخطيط لنقله إلى اليابان لأكثر من سنة، ولكن مع الأزمة التي يمر بها العالم حالياً وانتشار كوفيد-19 توجب علينا إعادة دراسة الموضوع بالكامل والتخطيط لنقل المسبار لليابان في الوقت المحدد للالتزام بالخطة الزمنية الموضوعة له.

ومرت رحلة نقل مسبار الأمل من دبي إلى موقع الإطلاق للفضاء في جزيرة تانيغاشيما في اليابان بثلاث مراحل رئيسة، استوجبت تفعيل إجراءات علمية محددة وتوفير الشروط اللوجستية المتكاملة لضمان إنجاز عملية نقل المسبار على النحو الأمثل.

وشملت المرحلة الأولى تجهيز ونقل المسبار من مركز محمد بن راشد للفضاء إلى مطار آل مكتوم الدولي بدبي، واستمرت 12 ساعة، وتضمنت تجهيز وتحميل حاوية الشحن المصممة خصيصاً للمسبار، وتأهيلها بالتجهيزات المطلوبة لتمثل غرفة نظيفة مصغرة متنقلة تحافظ على درجة الحرارة ونسبة الرطوبة المحددة، وتعمل على استخدام النيتروجين لتطهير المسبار والأجهزة العلمية الحساسة من أي جزيئات غبار في الجو.

وتلا ذلك تحميل معدات الدعم الأرضية الميكانيكية التي تساعد على نقل المسبار وتحريكه، ومعدات الدعم الإلكترونية التي تساعد على مراقبة حالته أثناء الرحلة، إضافة إلى استخدامها في عمليات الاستعداد للإطلاق، ثم نقل حاوية الشحن الخاصة التي تضم المسبار من المركز إلى مطار آل مكتوم الدولي على متن الشاحنة على مهل لتقليل الاهتزازات التي قد يتعرض لها، وصولاً إلى تجهيز الحاوية في المطار وتحميلها على متن الطائرة.

وامتدت المرحلة الثانية من مطار آل مكتوم الدولي في دبي إلى مطار ناغويا في اليابان، 11 ساعة، وشملت تحميل المسبار ومعدات الدعم الأرضية إلى طائرة النقل العملاقة الخاصة بالدعم اللوجستي من طراز «أنتونوف 124» المخصصة لشحن المعدات الضخمة، التي تعد أكبر طائرة شحن في العالم، ورافق فريق المشروع المسبار لضمان سلامته طوال الرحلة، كما رصد الفريق شدة المطبات الهوائية في ظل ما يمكن للاهتزازات الشديدة أن تحدثه على بنية المسبار، وانتهت المرحلة بتسليم المسبار لدى وصوله إلى مطار ناغويا للفريق الموجود في اليابان.

أما المرحلة الثالثة، فامتدت من مطار ناغويا إلى موقع الإطلاق في جزيرة تانيغاشيما، وشملت إنزال المسبار من الطائرة وفحصه والتأكد من سلامته، ثم نقله براً من مطار ناغويا إلى ميناء شيماما، وبعدها نقله بحراً من ميناء شيماما إلى جزيرة تانيغاشيما حيث امتدت الرحلة 44 ساعة، وبعد وصوله من الميناء المتخصص في الجزيرة عمل الفريق في موقع الإطلاق على تنزيل وفحص المسبار قبل البدء بعمليات التجهيز للإطلاق.

وتبنى فريق عمل المسبار أفضل الإجراءات الصحية المعمول بها عالمياً، حفاظاً على صحة وسلامة أفراده، وأفراد الفريق المرافق للمسبار في رحلته إلى اليابان، إضافة إلى أفراد فريق ثالث سافر في وقت سابق وخضع لإجراءات الحجر الصحي في اليابان ليكون في استقبال المسبار عند وصوله، للإشراف على نقله إلى محطة الإطلاق إلى الفضاء.

ومن المخطط أن ينطلق مسبار الأمل في مهمته إلى المريخ منتصف يوليو المقبل من مركز تانيغاشيما الفضائي باستخدام منصة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة، ومن المتوقع أن يصل إلى مدار الكوكب الأحمر في الربع الأول من فبراير 2021.

ويحمل مسبار الأمل، وهو أول مشروع عربي لاستكشاف الكواكب الأخرى، رسالة أمل لكل شعوب المنطقة لإحياء التاريخ الزاخر بالإنجازات العربية والإسلامية في العلوم، ويجسد طموح دولة الإمارات، وسعي قيادتها المستمر إلى تحدي المستحيل وتخطيه، وترسيخ هذا التوجه قيمة راسخة في هوية الدولة وثقافة أبنائها، كما يعد مساهمة إماراتية في تشكيل وصناعة مستقبل واعد للإنسانية.

ويعد إنجاز «مسبار الأمل» خلال ست سنوات (بدأ العمل على تنفيذه منذ يوليو 2014) سابقة علمية وتقنية، إذ يمثل المشروع مهمة أصعب خمس مرات من تصميم وبناء الأقمار الاصطناعية التي تدور حول الأرض، لاسيما أن المسبار سيعمل في ظروف غير اعتيادية، أهمها بيئة كوكب المريخ الفريدة والمهمة العلمية التي ينجزها، ورحلة الوصول من الأرض إلى مدار المريخ، إضافة إلى تحدي ثبات المسبار في مدار الكوكب لمدة أربع سنوات يرصد خلالها البيانات العلمية.

ومن المقرر التحكم بالمسبار في مداره حول المريخ بشكل كلي من أراضي دولة الإمارات، وبأيدي فريق «مركز التحكم الأرضي» التابع لمركز محمد بن راشد للفضاء.

محمد بن راشد:

«مسبار الأمل رسالة للجيل الجديد في عالمنا العربي مفادها أننا قادرون، ولا شيء مستحيل، وقوة الأمل تختصر المسافة بين الأرض والسماء».

«نقل مسبار الأمل من مركز محمد بن راشد للفضاء إلى محطة الإطلاق استغرق 83 ساعة من العمل المتواصل.. مسبار الأمل للمريخ قريباً».

«مسبار الأمل إنجاز يمثل نقطة تحول للعالمين العربي والإسلامي في مجال الفضاء».

المسبار سيعمل في ظروف غير اعتيادية، أهمها بيئة كوكب المريخ الفريدة.

33

طالباً مبتعثاً لدراسة علوم الفضاء يشرحون التحديات الدراسية

نظمت وكالة الإمارات للفضاء اجتماعاً عن بُعد جمع مدير عام الوكالة وعدداً من مسؤوليها بنحو 33 من طلبة الوكالة المستفيدين من برنامجي الابتعاث والرعاية لدراسة علوم وتقنيات الفضاء داخل وخارج الدولة.

وسعى اللقاء للتعرف إلى أحوال الطلبة ومتابعة تطورهم الدراسي وطموحاتهم المهنية، والإجابة عن تساؤلاتهم المتعلقة ببرنامج المنح الدراسية، بما يعزز التواصل المباشر مع الطلبة، إضافة إلى الوقوف على التحديات التي يواجهونها في ظل تفشي فيروس «كوفيد-19» حول العالم، فضلاً عن التعريف بمستجدات قطاع الفضاء ومشاريعه المستقبلية.

 

الأكثر مشاركة