الفريق العلمي لـ«المسبار» نشر 87 بحثاً متخصصاً في مجال الفضاء. من المصدر

انتهاء التجارب البيئية على «مسبار الأمل»

انتهت الاختبارات البيئية على «مسبار الأمل» بنجاح في جامعة بولدر بكولورادو الأميركية. ومن المتوقع أن يعود «المسبار» إلى الإمارات بعد نحو خمسة أشهر، تمهيداً لانطلاق رحلته إلى المريخ من مركز «تانيغاشيما الفضائي» في اليابان، منتصف شهر يوليو المقبل.

وعمل على بناء «المسبار» عشرات المهندسين الإماراتيين، بالتعاون مع خبراء أجانب، ما أكسب أبناء الإمارات خبرة ومعرفة متميزة حول بناء وتطوير المركبات الفضائية.

وأكّد مركز محمد بن راشد للفضاء، ووكالة الإمارات للفضاء، في تصريحات صحافية، أن «مسبار الأمل»، محور مشروع دولة الإمارات لاستكشاف المريخ، سينطلق نحو مدار الكوكب الأحمر تزامناً مع عام اليوبيل الذهبي للدولة.

وسيوضع «المسبار» في مقدمة صاروخ حامل مشابه للصواريخ المستخدمة في إطلاق الأقمار الاصطناعية. وسيستغرق وصوله إلى المريخ مدة تراوح بين سبعة وتسعة أشهر.

ويشكل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، الذي بدأ العمل به منذ نوفمبر 2015، نقطة تحوّل في تاريخ دولة الإمارات، حيث أسهم في دخولها رسمياً إلى السباق العالمي لاستكشاف الفضاء، الذي يتضمن 26 مهمة نجحت في الوصول إلى الكوكب الأحمر، أطلقتها تسع دول حول العالم.

ويعدّ إنجاز «مسبار الأمل»، خلال ست سنوات، سابقة علمية وتقنية، إذ يمثل مشروع بناء مسبار متكامل لإرساله إلى الكوكب الأحمر، مهمة أصعب خمس مرات من تصميم وبناء الأقمار الاصطناعية التي تدور حول الأرض، لأنه يعمل في ظروف غير اعتيادية، أهمها بيئة كوكب المريخ الفريدة، والمهمة العلمية التي ينجزها، ورحلة الوصول من الأرض إلى مدار المريخ، إضافة إلى تحدي ثبات «المسبار» في مدار الكوكب لمدة أربع سنوات يرصد خلالها البيانات العلمية.

وسيتم التحكم بـ«المسبار» كلياً من أراضي دولة الإمارات، وبأيدي فريق مركز التحكم الأرضي، التابع لمركز محمد بن راشد للفضاء.

ويسهم «المسبار»، الذي ينطلق في مساره في يوليو المقبل ليصل إلى كوكب المريخ في فبراير 2021، بالتزامن مع احتفالات الدولة بيوبيلها الذهبي، في تقديم إجابات علمية لعدد من الأسئلة البحثية المهمة، التي يركز عليها المجتمع العلمي المختص في علوم المريخ، إذ يهدف إلى دراسة حالة الطقس في الكوكب الأحمر، وتأثير تغيّرات الطبقة السفلى في الطبقات العليا، وتلاشي الغلاف الجوي، والتغيّرات المناخية الموسمية، ليقدم بيانات جديدة للإنسانية.

وتم خلال المشروع تأهيل فريق عمل مكون من 25 مهندساً ومهندسة إماراتية من روّاد علوم المريخ في مجالات لم يسبق تأهيل متخصصين فيها على مستوى الدولة.

وتعدّ الميزانية المرصودة للمشروع الأقلّ، مقارنة بمشروعات مماثلة، إذ لم تتجاوز 200 مليون دولار.

كما يسهم المشروع، الذي شكلت مشاركة المرأة فيه النسبة الأعلى عالمياً بواقع 34%، في تطوير قدرات العلماء المتخصصين في مجال علوم المريخ، وتأسيس ستة برامج جامعية في علوم الفضاء، وتطوير أكثر من 200 تصميم لتكنولوجيا علمية جديدة، وصناعة أكثر من 66 قطعة ميكانيكية على أرض الدولة.

وسيعمل «المسبار» على إرسال 1000 غيغابايت من البيانات والمعلومات للمجتمع العلمي، ستكون متاحة لأكثر من 200 جهة علمية وبحثية حول العالم.

وكان المشروع أسهم في تقديم معلومات بحثية منذ بدء العمل عليه، قبل ست سنوات، إذ نشر الفريق العلمي للمسبار أكثر من 87 بحثاً علمياً متخصصاً وورقة عمل، في دراسة الغلاف الجوي للمريخ، أسهمت في تحقيق نقلة نوعية في مجال الفضاء. كما تمكن الفريق من إنجاز أكثر من 41 مشروعاً مشتركاً بين باحثين وطلاب وعلماء في دولة الإمارات والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا.

25

مهندساً ومهندسة يشكلون فريق المشروع الإماراتي لاستكشاف المريخ.

200

مليون دولار الميزانية المرصودة لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ.

الأكثر مشاركة