الأزهر يطالب عقلاء الغرب والشرق بالإنصاف في فهم الإسلام

أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن هناك أصواتاً منصفة في الغرب، منهم الكاتبة الإنجليزية، كارين أرمسترونغ، تشهد بالحقائق حول الإسلام، وسماحته، وبرهنت على عظم أخلاق نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.

وطالب المرصد، في تقرير نشره أخيراً على موقعه الإلكتروني، كل عقلاء الغرب والشرق بأن يكون الإنصاف منطلقهم في فهم رسالة الإسلام السمحة، وعظم تعاليمه التي جاءت للإنسانية بكل خير، ودفعت عنها كل ما ينتهكها، ويهدد سلامة بنيها وأمنهم.

وأضاف أن تلك الأصوات المنصفة تستمد طاقاتها الإيجابية من الحقائق التاريخية والدراسة الموضوعية لتاريخ الإسلام ونصوصه، وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، لافتاً إلى أن كارين أرمسترونغ تعد من أبرز تلك الأصوات المنصفة التي أكدت عالمية الإسلام وسماحة نبيه صلى الله عليه وسلم، وعكست ذلك في مؤلفاتها.

وأوضح أنها مؤرخة وباحثة في مجال «تاريخ الأديان»، لها مؤلفات ترجمت إلى لغات عدة، شرحت من خلالها بأسلوب سلس المفاهيم والمذاهب الإسلامية التي يصعب على رجل الشارع الغربي فهمها، كما تناولت الحديث عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم، وشاركت في إنتاج ثلاثة أفلام وثائقية عن الإسلام، مشيراً إلى أن ظهورها الإعلامي بدأ بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، إذ حرصت على أن تنقل للعالم «حقيقة الإسلام» بموضوعية وشفافية، مواجهة بذلك القوالب النمطية والأساطير المنتشرة حول الإسلام، ما جعلها تعرف بنظرتها الإيجابية إلى القضايا المتعلقة بالإسلام.

وقال إن أرمسترونغ عبرت في إحدى كتاباتها عن النقلة الحضارية والإنسانية التي ابتدأها الإسلام، وعن مبادئه التي جاء بها، قائلة: «كان محمد رجلاً يواجه وضعاً صعباً للغاية؛ حيث كان الناس يموتون في صراعات لا نهاية لها، ولا أمل فيها، ويغلب عليهم الانتقام الدموي، وسرعان ما يسقطون في دوامة العنف والحرب، وحينما كان هذا المجتمع يتجه نحو الهاوية جاء محمد ليمنحهم الأمل، فظل 23 عاماً ينشر السلام، ويبث آمالاً جديدة في الجزيرة العربية، حتى أضحت منارة جديدة للعالم بأسره».

وأضاف أنها أكدت أن الإسلام دين الرحمة والتراحم، وأن المجتمع الإسلامي كان كالجسد الواحد، فقالت: «جاء محمد لينذر أهل مكة وما حولها، ويدعوهم إلى خلق مجتمع أكثر عدلاً وكرامة، يرحم الناس فيه الفقراء والأيتام والأرامل والمضطهدين، فقد جاء الإسلام للناس برسالة أخلاقية واجتماعية، مفادها أننا جميعاً متساوون أمام الله، وعلينا أن نحسن معاملة الناس ونتعاطف معهم ونعدل بينهم». وأوضح المرصد أن أرمسترونغ تحدثت عن قضية الجهاد في كتاب لها بعنوان «محمد: سيرة النبي»، قائلة: «في الغرب يصفون النبي محمد بأنه قائد عسكري يحمل السيف لفرض الإسلام، لكن الواقع مختلف تماماً، فالمعنى الأصلي لكلمة الجهاد ليس (الحرب المقدسة)، بل هو الجهد الجسدي والأخلاقي والروحي والفكري، وإن اللغة العربية تحتوي على العديد من الكلمات التي تعبر عن الكفاح المسلح مثل كلمات الحرب، والصراع، والمعركة، والقتل، وهو ما كان يمكن أن يستخدمه القرآن إذا كانت الحرب هي الوسيلة الرئيسة لتحقيق الهدف، لكنه بدلاً من ذلك اختار مصطلحاً أكثر عمومية وتعبيراً يتضمن دلالات واسعة، ألا وهو الجهاد، فتصحيح مسمى الجهاد واحد من أهم الشروحات التي يجب أن تقدم للغرب بصورة واضحة لا لبس فيها، بعد أن تحول الجهاد إلى سبة يتهم بها كل مسلم، دون فهم لمعانيه».

وذكر أنها تحدثت عن إنصاف الإسلام للمرأة وأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله معها، فقالت: «كان محمد يقف دائماً إلى جانب حقوق المرأة، وعندما توفيت زوجته الحبيبة (خديجة)، حزن عليها حزناً شديداً، وافتقدها طوال حياته».

اطلاع واسع

اعتبر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن إنصاف الكاتبة الإنجليزية كارين أرمسترونغ للإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم، جاء نتيجة اطلاع واسع أدركت معه ما عجز كثيرون من مفكري الغرب ومثقفيه وكتابه عن إدراكه، كما أنها أدركت الحقيقة الكامنة وراء نصوص الإسلام، وتشريعاته السمحة، وتعاليمه القويمة، ودستوره العادل المنصف، وتاريخ نبيه الكريم، وسيرة الرعيل الأول من الصحابة.

الأكثر مشاركة