مناظرة شبابية حول الآثار السلبية والإيجابية لوسائل التواصل الاجتماعي

«أسبوع دبي للمستقبل»: مسرّعة حسابية وروبوت يتعرف إلى المارّة

صورة

تواصلت، أمس، فعاليات «أسبوع دبي للمستقبل»، المقام في منطقة 2071 بأبراج الإمارات، برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، قصص النجاح التي تشهدها دبي في قطاعات الابتكار وريادة الأعمال، حيث شهد اليوم الثالث من الفعاليات مشاركة واسعة من أفراد المجتمع، الذين اختبروا خلالها مجموعة من التجارب المستقبلية.

ويهدف «أسبوع دبي للمستقبل»، الذي تنظمه مؤسسة دبي للمستقبل إلى إلهام الشباب، وإشراك المجتمع في منظومة الابتكار، ودعم المواهب والعقول المبدعة.

ويتناول «أسبوع دبي للمستقبل» ثلاثة محاور رئيسة، هي: تخيل المستقبل، وتصميم المستقبل، وتنفيذ المستقبل.

مسرّعة حسابية

وعرض الباحث الإماراتي المرشّح لنيل شهادة الدكتوراه في الهندسة النووية والقوانين الفيزيائية للمفاعلات الذرية، المبتكر الشاب عبدالله الهاجري، مسرّعة حسابية مبتكرة ونظرية رياضية تجريبية جديدة، تمكّن مصممي المفاعلات النووية مستقبلاً من تحليل المعلومات الكمّية مباشرة، واختصار آلاف ساعات العمل الطويلة، وتوفير الكثير من الجهود المضنية على مهندسي وكوادر المحطات النووية.

ويرى الهاجري أن تكريم المبتكرين في مثل هذه الفعالية يشكّل حافزاً لمواصلة العطاء والإنجاز، كما أنه يشجّع الشباب على الإبداع وإيجاد الحلول للتحديات التي تواجه مجتمعاتهم، مؤكداً أن المشكلات والتحديات اليوم تحتاج إلى حلول ذات رؤى، وتوجهات عالمية، وهذه هي المسؤولية الكبرى التي تقع على عاتق الخبراء وأصحاب العقول، ليلتقوا خلال أسبوع دبي للمستقبل، لتحقيق هذه الرؤى.

وتساعد المسرعة الحسابية، التي ابتكرها الهاجري، في حساب حجم ونتائج التفاعلات الذرية بشكل دقيق واستباقي في المفاعلات النووية المستخدمة لتوليد الطاقة، وتغذية مدن المستقبل باحتياجاتها من الكهرباء، أو تحلية مياه البحر أو غيرها من المهام الحيوية التي تحتاجها التجمعات البشرية، إضافة إلى تغذية محركات المركبات والمحطات الفضائية العاملة بتكنولوجيا الطاقة النووية.

وتتفوق مسرّعة تحليل البيانات التي ابتكرها الهاجري على الطرق التقليدية المستخدمة على مستوى العالم لاحتساب نتائج التفاعلات النووية، وهي طرق اعتمدت لفترة طويلة على مرحلتين أساسيتين، هما المعالجة التي تأخذ معلومات ميكانيكية كمّية خاصة بالتفاعل النووي لاستخلاص بياناته، ومرحلة إدخال البيانات لاستنتاج معدلات التفاعل، وتحديد نتائجها النهائية.

ويعمل الهاجري على طريقة جديدة لتفعيل آليات التخزين السهلة للمعلومات الميكانيكية الكمية، التي تعد أكثر يسراً من تخزين بيانات التفاعل النووي، لتعزيز الذاكرة الحاسوبية للمفاعلات بالمعلومات والبيانات المفيدة والمطلوبة، لينعكس على تسريع استخلاص معدلات التفاعل النووي.

ويراعي الابتكار قوانين الفيزياء الداخلة في حسابات التشتت النووي، وقياس درجات الحرارة المصاحبة لعملياته، كما يزيد من سرعة التحليل، ويقلل تكاليف ذاكرة التخزين المطلوبة في المحطات والمفاعلات النووية، والمراكز المسؤولة عن التحكم بعملياتها.

روبوتات المستقبل

صمم المبتكر اللبناني عبّاس صيداوي، المشارك في «أسبوع دبي للمستقبل»، روبوت «فيليكس» متنقل ذاتي التحكم بالكامل، مخصص للعمل في المواقع الداخلية، ويمتلك خريطة خاصة عن البيئة المحيطة به، يستخدمها للتنقل في المكان، وتجنب العقبات الثابتة والمتحركة، ويمكن للروبوت التعرف إلى المارة، وتوقع أعمارهم، وتحليل ملابسهم، ليعمل بعدها بناء على هذه البيانات على تحليل اهتماماتهم، وعرض إعلانات ومعلومات تهمهم.

وبمجرد اقتراب الطاقة من النفاد في بطارية «فيليكس»، ينطلق الروبوت تلقائياً إلى محطة الشحن المخصصة له، ليعود بعدها لأداء مهامه الاعتيادية.

كما طوّر شخصية رمزية تعرضها شاشات الروبوت فيليكس للتفاعل مع المارة، وجذب انتباههم، وتعكس ابتكارات صيداوي في تصاميمه الطموحة أحدث تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التصميم الروبوتي لبرمجة مهام روبوتية تتخطى مرحلة الذكاء إلى مرحلة الوعي، بحيث تصبح روبوتات المستقبل روبوتات واعية قادرة على اتخاذ القرارات الصائبة، وفق المعايير الأخلاقية.

مناظرة شبابية

ونظمت المؤسسة الاتحادية للشباب خلال مشاركتها في الفعاليات مناظرة شبابية بعنوان «طبيعة وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها السلبي أو الإيجابي في الصحة النفسية».

وتأتي المناظرة في وقت تشير فيه الدراسات إلى أن 39% من سكان المنطقة العربية يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي، 64% منهم من فئة الشباب، حيث تهدف إلى خلق الوعي لدى الشباب بالاستثمار الأمثل لمنصات التواصل الاجتماعي في خدمة المجتمع.

وحضر المناظرة، التي أقيمت في مركز الشباب بدبي، مجموعة كبيرة من الشباب، بالإضافة إلى عدد من خبراء الصحة النفسية، ومجموعة من المؤثرين والمختصين في مجال التواصل الاجتماعي.

وقال مدير قسم المبادرات القائمة في المؤسسة الاتحادية للشباب راشد الشامسي: «يشكل الشباب الفئة الأكثر استخداماً لمواقع التواصل الاجتماعي، والتي باتت مصدراً مهماً لحصولهم على المعرفة والمعلومات والأخبار حول مجمل القضايا في محيطهم، ولذلك تهدف المناظرة للتعرف إلى آرائهم حول أهم الجوانب السلبية والإيجابية لاستخدامها على صحتهم النفسية، ومقترحاتهم حول السبل التي من شأنها مساعدتهم على تحقيق الاستفادة المثلى منها، في إيجاد تواصل أكثر فاعلية، تكون ركيزة أساسية في تعزيز هويتهم الوطنية وقيمهم المجتمعية، وتوجيه طاقاتهم بما يسهم في الارتقاء بواقعهم، وخدمة مسيرة التنمية والتقدم في مجتمعاتهم».

ورأى الفريق المؤيد أن إدمان استخدام هذه المواقع لمدة طويلة يومياً يؤدي إلى حالة من الاكتئاب على المدى الطويل، خصوصاً أن كثرة التعرض لها ينتج عنه تشتت في الأفكار، وبالتالي عدم القدرة على الانتباه والتركيز في العديد من الجوانب الأخرى، وهو ما يتسبب في التأثير سلباً في الصحة النفسية، وسوء الحالة المزاجية، بسبب حالة العزلة التي يصاب بها مستخدم هذه المواقع بكثرة.

ورأى الفريق المعارض أن الاستخدام الأمثل من شأنه الإسهام في إلهام الأفراد، وزيادة معارفهم من خلال التعرف إلى كل القضايا والموضوعات التي تدور في محيطهم، كونها تعد من الوسائل المهمة لحصولهم على المعلومات والأخبار، كما أنها من شأنها الإسهام في تحفيز الأفراد والشباب على الإبداع والابتكار، وذلك من خلال الاستفادة من تجارب الآخرين من مستخدمي هذه المواقع.

وقيمت لجنة تحكيم، تضم نخبة من الخبراء والمختصين، أداء الفريقين في النقاش والحوار، إلى جانب القدرة على الإقناع، من خلال تناول دراسات ذات صلة بالموضوع، حيث ضمت اللجنة في عضويتها كلاً من غيث عبدالرحمن، ومريم المهيري، ويوسف وجدان.

توظيف التقنيات الناشئة

أكد المتحدثون في جلسة «مدن المستقبل»، أهمية توظيف البيانات الضخمة والتقنيات الناشئة في تشكيل ملامح مدن المستقبل، وإيجاد أنماط حياة جديدة تتناسب مع التوجهات المستقبلية للقطاعات الأكثر ارتباطاً بحياة البشر، وإيجاد حلول مبتكرة لمختلف التحديات المستقبلية.

وركزت جلسة «مدن المستقبل»، ضمن فعاليات مؤتمر «إيمتيك مينا» للتقنيات الناشئة، على الاحتياجات المتزايدة للذكاء الاصطناعي كظاهرة جديدة للتفاعلات الاجتماعية في المدن الذكية، وما يتيحه من إمكانية لمتابعة جميع القطاعات، بما يسهم في تعزيز جودة حياة الأفراد، وتلبية تطلعاتهم في الحصول على أفضل الخدمات.

الرياضات المستقبلية

بدأت معالم الرياضات المستقبلية تتضح أمامنا، حيث يبدو أن ما يدعى بالانغماس التفاعلي في التدريبات البدنية اعتماداً على الواقع الافتراضي سيكون أساسياً، إذ سيتمكن العداؤون وراكبو الدراجات الهوائية والفرسان وسائقو السيارات والدراجات النارية، من اختيار مضمار قد يكون في أي مكان بالعالم، أو حتى في الفضاء، أو ربما في عالم تخيلي، وحتى ممارسو الألعاب القتالية قد يغدون قادرين على تحدي أي بطل، افتراضياً على الأقل.

• %39 من سكان المنطقة العربية يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي.

تويتر