أكدت أن التوعية بالتسامح تتصدّر آليات مكافحتها

«وطني الإمارات» تعدّ دراسة عن الكراهية وعلاجها

الدكتورة أمل بالهول: «هناك مستويات مختلفة لتحديد أسلوب التعامل مع الكراهية الدينية».

أصدرت مؤسسة «وطني الإمارات» دراسة جديدة حول سبل مكافحة الكراهية، التي تعد العائق الرئيس أمام تعزيز التسامح في المجتمعات، مشيرة إلى أن أهم أساليب التصدي للكراهية في الخطاب الاجتماعي توعية الأفراد بأن يكونوا متسامحين.

وجاءت الدراسة، التي أعدتها مستشارة الشؤون المجتمعية في المؤسسة، الدكتورة أمل بالهول، تحت عنوان «أساليب التصدي لأنماط الكراهية الاجتماعية والدينية.. لوقاية المجتمع من التعصب بين المجموعات والسلوك العدواني»، واستهدفت تشخيص مشاعر الكراهية وعلاجها عند الناشئة والشباب من سن 13 إلى 18 سنة، مع تقديم تعريف يمهد لدراستها، وتوظيفها في الخطاب الديني، والثقافي، والاجتماعي.

وعرّفت الدراسة الكراهية بأنها امتزاج موقف فكري مع حالة نفسية.

وذكرت أن الكثير من الباحثين أعدوا دراسات في موضوع الكراهية، ونتائجها، وأسبابها، لكن هناك دراسات خصصت لتحديد المكونات التي تجسد الكراهية، مثل السلوك العدواني، والتحيز، والتفوق العرقي، والعداء والتعصب بين المجموعات، مشيرة إلى أن للكراهية أنماطاً عدة، منها الاجتماعية والثقافية والدينية، كما أن لها نماذج من الخطاب الديني والثقافي والاجتماعي.

ويدور المحور الأول من الدراسة حول الكراهية الدينية، بوصفه أخطر أنماط الكراهية، التي تبدأ بفكرة وتنتهي بأعمال عنف ضد مختلف مكونات المجتمع.

وبيّنت بالهول في الدراسة أن المقصود بالكراهية الدينية، النمط الذي يتصل بالمجال الديني ويتحدد به، إما من جهة المنطلق أو المعنى والتفسير، أو من جهة الرؤية والموقف، وهي تنشأ متأثرة بالاختلافات التي لها علاقة بالدين.

وأضافت أن هناك ثلاثة أنواع للكراهية الدينية، ناجمة عن الاختلافات بين الأديان، وبين المذاهب الدينية، والاختلاف في إطار المذهب الديني الواحد.

وألقت الدراسة الضوء على الحلول المجربة في التصدي للكراهية الدينية، وأهمها تجديد الخطاب الديني بما يتناسب مع العصر الحالي ومستجداته، ويسهم بشكل إيجابي في اختيار الأسلوب الأمثل، والعبارة الأسهل، والمضمون والطرح الأنسب، وهو يحتاج إلى ركائز، هي: وحدة المصدر والتلقي والالتزام، ومراعاة مقاصد الشريعة، ومراعاة المصالح العليا للوطن، وتأكيد مبدأ الاجتماع والتآلف، وحسن التعامل مع ثقافات الخلاف، والابتعاد عن التعامل مع الخلاف بتشنج وتعصب.

وقالت بالهول إن هناك مستويات مختلفة لتحديد أسلوب التعامل مع الكراهية الدينية، فعلى المستوى التنظيري، يمكن محاربته عبر بدائل ثقافية، وإحاطة نفسية واجتماعية، وتوعية دينية، وإصلاح اقتصادي وتوفير الحرية والكرامة، والعمل والحياة الكريمة. وعلى المستوى التكفيري، يحارب بالقضاء الكامل على أماكن ارتكاز وانتشار الفكر المتطرف، وتوحيد الموقف الإعلامي بحيث يكون واضحاً، وغير حيادي وموالياً للحكم الرشيد، وضبط الأمن الإلكتروني لمواجهة خطر الإرهاب الإلكتروني. وعلى المستوى التفجيري، يأتي دور الاستعلامات والأمن العسكري بقرارات حازمة ومنظومات للتصدي واليقظة والدفاع والردع والاستشراف. وعلى مستوى الخلايا النائمة، فقد حددتها الدراسة بجماعة «الإخوان المتطرفة»، وخلايا إيران، وخلايا المنظمات الحقوقية المشبوهة.

واعتبرت الدراسة أن التعصب القبلي مدخل للكراهية الاجتماعية والانقسامات الداخلية لأن لها بنية اجتماعية وممارسة عاطفية، فالكراهية الاجتماعية تنشأ لأسباب نفسية تنبع من أوضاع سياسية أو اجتماعية، ولإيقافها يجب وضع استراتيجيات وأساليب عملية للتعامل معها من سن بداية النضج 13إلى 18 عاماً، ويستدعي مواجهتها إنفاذ قوانين حقوق الإنسان، وحظر جرائم الحقد والتمييز، إضافة لبذل جهود إضافية لتعليم الأطفال التسامح، مشيرة إلى أن مساعي بناء التسامح عبر التعليم لن تتكلل بالنجاح ما لم تصل إلى مجمل الشرائح العمرية، وتكون في المنزل والمدرسة ومكان العمل.

وأشارت الدراسة إلى أن من أهم أساليب التصدي للكراهية في الخطاب الاجتماعي، توعية الأفراد بأن يكونوا متسامحين، ومبتعدين عن تنميط الأشخاص، إضافة إلى ترسيخ مكونات التسامح، وهي احترام وتقدير تنوع الثقافات، والاعتراف بحقوق الإنسان العالمية، من خلال استخدام منهجيات التعليم التقليدية والمحلية، وتنظيم المعارض العالمية للتعرف إلى سائر الثقافات والمعتقدات وأساليب الحياة.

وأكدت أن استخدام القبلية في الخطاب الاجتماعي مدخل خطير للانقسامات الداخلية، خصوصاً في مجتمع يتطلب دوماً أن يصان من الكراهية، من خلال إغلاق باب التعصب المذموم، الذي يؤدي إلى التناحر وذم كل قبيلة للأخرى، فخطر ذلك كبير وقد يؤدي إلى استغلال أطراف أخرى لمثل هذا التعصب.


11 قاعدة

رأت الدراسة أن نقل المجتمع من القبلية المتعصبة إلى الديمقراطية، يحتاج إلى إرساء 11 قاعدة، هي:

إرساء قواعد الحكم الاتحادي على أسس سليمة.

ممارسة الحراك الاجتماعي بالحوار المستمر.

إنشاء روابط أوثق بين مناطق الدولة.

محاربة الفساد الإداري والمالي.

سد الفجوة بين الجنسين.

الالتزام بمعايير الجودة.

الوصول إلى مكانة دولية أرفع.

التعاون مع الدول الشقيقة.

تحقيق الصحة النفسية والجسدية للشعب.

التحول من القبلية السلبية للقبلية الإيجابية.

التعاون مع الدول الصديقة في منظمة الأمم المتحدة.

3

أنواع للكراهية الدينية ناجمة عن: الاختلافات بين الأديان، وبين المذاهب، والاختلاف في إطار المذهب الواحد.

تويتر