مواطن يشيد مركزاً لتمكين الجمهور من استكشاف الفضاء

ساهم المواطن حسن أحمد الحريري في تأسيس أول مركز فلكي أهلي في الدولة والمنطقة، بدبي، لإتاحة الفرصة للجمهور لاستكشاف الفضاء، باستخدام الحواس الخمس، إذ يشاركون في تحديد ومعرفة الأهلة والمواقيت، وحركة الشمس، ويتبع المركز، الذي كلّف إنشاؤه أكثر من 60 مليون درهم، وحمل اسم «الثريا»، جمعية «مجموعة دبي للفلك»، وهي جمعية مرخصة من هيئة تنمية المجتمع في دبي، تهدف إلى نشر الثقافة والوعي الفلكيين.

وأكد الحريري، وهو الرئيس التنفيذي للجمعية، أن المركز هو أول مركز أهلي للفلك على مستوى الدول العربية، مضيفاً أنه سيفتتح، رسمياً، قبل نهاية الشهر الجاري.

وقال الحريري لـ«الإمارات اليوم» إن فكرة إنشاء مركز فلكي يتفاعل معه الجمهور، ويتلقى من خلاله علم الفلك بطرق ممتعة، تعود إلى عام 2004، حين طرح الفكرة على بلدية دبي، إلا أن التنفيذ بدأ عام 2016، وأسهمت البلدية في إنشاء المركز بتخصيص قطعة أرض له، وإقامة المبنى، بكلفة 20 مليون درهم، وتكفلنا بـ40 مليون درهم، فيما استغرق إنشاؤه ثلاث سنوات.

وأضاف: «رسمنا أرضية كاملة للنجوم، في حديقة المركز، ووضعنا داخل كل نجم جهاز (الأسطرلاب) الذي استُخدم قديماً لمعرفة حركة النجوم. كما وضعنا داخل الرسمة مركبة فضائية، أطلقنا عليها اسم (الثريا)، ليعايش الجمهور بيئة تحاكي بيئة الفضاء الخارجي».

وذكر الحريري أن «المركز يسمح لزوّاره بملامسة المعروضات الموجودة فيه، التي تشمل قطعاً من النيازك يتجاوز عمرها الأربعة مليارات سنة».

وشرح أن «الرحلة تبدأ من الطابق الأرضي في المركز، عبر ممر حلزوني ينتهي بمكان المرصد، في الطابق العلوي. وخلال هذه الرحلة يمر الزوار بعدد من الأقسام للتعرف إلى المتجر الفضائي، الذي يتضمن ألعاباً فضائية للطلاب، ثم المقهى الفلكي، والمتحف الفلكي، والمعرض الفلكي، والسينما الفلكية التي تعرض أفلام الخيال العلمي، والمتجر الفلكي، والقبة الفلكية، ومختبر الكتب، الذي يضم أكثر من 1000 كتاب باللغتين العربية والإنجليزية، ثم المرصد الفلكي، الذي يراقب الزوار حركة النجوم والكواكب من خلاله».

ولفت الحريري إلى أن «الطابق الأول من المركز يمثل الأكاديمية الفلكية، إذ يحتوي على مختبرات تكمل لدى الإنسان شغفه العلمي لمعرفة حركة الكون، كما يتعلم كيفية تطوير نفسه، من خلال شغف التساؤل، وحب المعرفة»، منوهاً بأن «المركز يقدم خدماته للجمهور برسوم رمزية».

وقال إن «الهدف الأول للمركز دعم التعليم في الدولة، من خلال تزويد المنظومة التعليمية بأدوات علمية حديثة، ولتحقيق هذا الهدف، تم عقد عدد من الشراكات مع المدارس، وإطلاق مبادرات مشتركة، منها أندية فلكية وأندية علمية مجانية للطلبة. كما نظم مؤتمرات فلكية مع جامعات، مثل جامعة الشارقة والجامعة الأميركية في الشارقة، وجامعة العين، وجامعة الإمارات، وكليات التقنية العليا، ونظم مجموعة من الأنشطة العلمية التي شارك فيها الطلبة بفاعلية».

وأضاف: «يستهدف المركز دعم توجه الحكومة نحو علوم الفضاء، ووضع الإمارات على الخريطة الدولية في مجال علم الفلك والفضاء بطريقة عملية، ولذلك فإن النظر إلى علم الفلك كأداة تطويرية للذات يعتبر هدفنا الأول، والهدف الثاني هو تحقيق التعلم باستخدام علم الفلك، إضافة إلى غرس ثقافة تطوير الذات والتعلم المستمر، والتأمل في خلق الله، وتأثيره في النفس البشرية».

بدأ الحريري نشاطه الفلكي عام 1989، بإنشاء القسم الفلكي في نادي الإمارات العلمي، ثم أسهم في إنشاء جمعية الإمارات للفلك في أبوظبي، ورابطة الرواد الفلكية في أبوظبي. كما أنشأ مجموعة دبي للفلك كمؤسسة، التي تعمل منذ عام 2000 بشكل متكامل بنظام مؤسسي «لا ربحي وربحي»، إذ تقدم خدمات فلكية للشركات، بمقابل مالي، لإنفاقها على الجانب اللاربحي في المركز.

وأوضح أن العضوية في المركز تنقسم إلى نوعين، هما عضوية مجانية، ويبلغ عدد المشتركين فيها 8000 شخص، وأخرى برسوم، إذ يطرح المركز اشتراكات للطلبة بـ200 درهم سنوياً للطالب، واشتراكات للجمهور بـ300 درهم للفرد، لافتاً إلى أن حامل العضوية المجانية يستطيع حضور فعاليات المركز بشكل عام، أما العضوية المدفوعة فتتيح لحاملها أن يدخل دورات فلكية تدريبية وتعليمية وتثقيفية ينظمها المركز.

حدثان فلكيان عالميان

أكد حسن أحمد الحريري، أن عدد الطلبة الذين زاروا مركز الثريا خلال العام الماضي تجاوز الـ10 آلاف طالب، فيما بلغ إجمالي عدد من زاروا المركز في الفترة نفسها 14 ألفاً و532 شخصاً.

وأضاف: «لدينا حدثان فلكيان عالميان أواخر العام الجاري، هما كسوف الشمس بشكل حلقي على الإمارات، وعبور كوكب عطارد على قرص الشمس في شهري نوفمبر وديسمبر المقبلين».

60

مليون درهم كلفة

إنشاء مركز الثريا

لعلوم الفلك.

الأكثر مشاركة