يقدم صورة غير تقليدية عن الإسلام تتخطى الجانب العقائدي

مهرجـان «التــعـاون الإسلامي» في أبوظبي: ديننا أسلوب حياة

صورة

يستهدف مهرجان منظمة التعاون الإسلامي، الذي يقام الأربعاء المقبل، في أبوظبي، تحت شعار «أمة واحدة يجمعها التعاون على الخير والعدل والتسامح»، تكريس الجهود الحثيثة التي تبذلها المنظّمة من أجل إرساء أسس التسامح. ويسعى المهرجان، على مدى أيامه الأربعة، إلى تعزيز القيم الإسلامية والإنسانية، التي تدعو إلى التعايش من خلال عرض ما تزخر به الدول الأعضاء في قوالب جاذبة، مع إطلالة على واقع الأقليات المسلمة وأوجه حياتها في الدول غير الإسلامية.

ويشهد المهرجان تنظيم العديد من المحاضرات وورش العمل، التي يقدمها عدد من علماء ومفكري العالم الإسلامي، إضافة إلى أنشطة تبرز جوانب مختلفة من الثقافة الإسلامية، وتقدم صورة غير تقليدية عن الإسلام تتخطى الجانب العقائدي، وترسم لوحة شاملة للإسلام كأسلوب حياة، ومن ذلك، إقامة ورش تعليمية لتدريس أساسيات الخط العربي، وعروض تحكي سيرة النبي محمد، عليه الصلاة والسلام، وجلسات لعدد من مؤلفي أدب الطفل لقص حكاياتهم التقليدية، واستعراض الدول المشاركة في المهرجان لأهم الحلويات التي تشتهر بها.

وتعد المنظمة ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأمم المتحدة، إذ تضم في عضويتها 57 دولة، موزعة على أربع قارات، وتُمثل الصوت الجماعي للعالم الإسلامي، وتسعى لحماية مصالحه والتعبير عنها، دعماً للسلم والانسجام الدوليين، وتعزيزاً للعلاقات بين مختلف شعوب العالم.

ويتضمن برنامج عمل المنظمة 18 مجالاً من المجالات ذات الأولوية، و107 أهداف تشمل قضايا السلم والأمن، وفلسطين والقدس الشريف، والتخفيف من حدة الفقر، ومكافحة الإرهاب، والاستثمار وتمويل المشروعات والأمن الغذائي، والعلوم والتكنولوجيا، وتغير المناخ، والتنمية المستدامة، والوسطية، والثقافة والتناغم بين الأديان، وتمكين المرأة، والعمل الإسلامي المشترك في المجال الإنساني، وحقوق الإنسان، والحكم الرشيد، وغيرها.

وقطعت المنظمة مشواراً طويلاً على طريق ترسيخ قيم التسامح، والتعايش السلمي داخل المجتمعات المسلمة، وعلى مستوى العالم أجمع، منذ تأسيسها في عام 1969، وتواصل ذلك بعقد دورتها الثانية من مهرجانها، المعنيّ بالتسامح.

وجاء إنشاء المنظمة بالأساس لتكون صوتاً لأمة يحفل دينها بالسماحة والرحمة والتواد، وتكريس مبادئ العدل والحرية والاحترام، ونبذ العنصرية واحتقار البشر والتقليل من شأنهم.

وينص ميثاق المنظمة على الحفاظ على القيم الإسلامية النبيلة، المتمثلة في السلام والتراحم والتسامح والمساواة والعدل والكرامة الإنسانية، وتعزيزها، والإسهام في السلم والأمن الدوليين، والتفاهم والحوار بين الحضارات والثقافات والديانات، وعلى دعم القيم الإسلامية المتعلقة بالوسطية والتسامح واحترام التنوع، والحفاظ على الرموز الإسلامية، والتراث المشترك، والدفاع عن عالمية الدين الإسلامي.

ويؤكد برنامج عملها حتى عام 2025 أن الحوار بين الثقافات والديانات يعد من أولوياتها في تطوير ثقافة السلم والوسطية بين الأمم والحضارات، فيما يبقى تعزيز تناغم الديانات في قلب الدبلوماسية، مشيراً إلى أن حوار الثقافات يعد أداةً فعالة لمكافحة التطرف والتعصب، اللذين يحولان دون تنمية ثقافة السلم والتفاهم، مؤكداً ضرورة أن يكون هذا الحوار منظماً، ويصل إلى القاعدة الشعبية في المجتمع، حتى يكون أوسع قبولاً، وأعمق أثراً.

ويشدد البرنامج على ضرورة نشر المعلومات الصحيحة عن الإسلام، باعتباره دين الوسطية والاعتدال والتسامح، ومدّ الجسور بين أصحاب المذاهب المختلفة، لتعزيز الاحترام والاعتراف المتبادل والتسامح والتفاهم، ومنع تنامي الفتن في المجتمعات الإسلامية.

كما تشير خطة عمل المنظمة للنهوض بالمرأة إلى أهمية تبني نهج التسامح في التعامل مع النساء، مؤكدةً اتخاذ التدابير المناسبة لتعزيز الركائز التي تقوم عليها الخلية الأسرية، وترسيخ الاحترام المتبادل بيـن الرجل والمرأة، مـن أجل تعزيز ثقافة عدم التمييز.

تويتر