محمد بن راشد ومحمد بن زايد يبحثان مع الرئيس الصيني العلاقات الاستراتيجية بين البلدين

الإمارات والصين.. إرادة سيــاسية قوية ترسخ مرحلة جديدة من التعاون

صورة

بحث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمس، مع رئيس جمهورية الصين الشعبية الصديقة، شي جين بينغ، علاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، إضافة إلى القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

نائب رئيس الدولة:

«المحادثات الإماراتية الصينية تأتي لتضيف فصلاً جديداً مهماً لسجل تطور الروابط التاريخية بين البلدين».

«العلاقات الإماراتية الصينية وصلت في الوقت الراهن إلى أوج مستويات التعاون السياسي والاقتصادي والمعرفي».

«كنت شاهداً على بداية الروابط التاريخية عندما صاحبت الوالد المؤسس، طيب الله ثراه، في أول رحلة له إلى الصين قبل نحو 28 عاماً».

محمد بن زايد:

«الإمارات شريك استراتيجي للصين بفضل تطابق وجهات النظر والمواقف».

«توافق إماراتي - صيني على إحلال السلام والاستقرار في المنطقة والتصدي لمخاطر الإرهاب ومصادر تمويله ودعمه».

«العلاقات الإماراتية - الصينية التاريخية تتسم بالخصوصية والتطور وتقوم على أسس راسخة».

وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، استقبلا رئيس جمهورية الصين الشعبية الصديقة، في قصر الرئاسة بأبوظبي، وجرت لدى وصوله مراسم استقبال رسمية، حيث حلق فريق «فرسان الإمارات» الفريق الوطني للاستعراضات الجوية في سماء قصر الإمارات، مشكلاً لوحة بعلم الصين الشعبية، فيما رافق الضيف ثلة من الفرسان على الخيول العربية الأصيلة في ساحة القصر، وأطلقت المدفعية 21 طلقة تحية لضيف البلاد.

وصافح الرئيس الصيني مستقبليه من أصحاب السمو الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين في الدولة، فيما صافح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كبار المسؤولين المرافقين للرئيس الصيني.

بعد ذلك توجه الرئيس الصيني وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى المنصة، حيث عزفت الفرقة الموسيقية السلامين الوطنيين لجمهورية الصين الشعبية ولدولة الإمارات العربية المتحدة، بعد ذلك توجها لاستعراض حرس الشرف الذي اصطف تحية لضيف البلاد.

ورحب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في بداية جلسة المحادثات الرسمية الموسعة التي عقدت في قصر الرئاسة، بزيارة رئيس جمهورية الصين الصديقة والوفد المرافق إلى الدولة.

وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن هذه المحادثات تعكس رغبة الجانبين في تطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في ضوء توافر الإرادة السياسية القوية لدى الطرفين، التي تشكل أساساً راسخاً لبدء مرحلة جديدة من التعاون في العديد من المجالات الحيوية، بما يدعم تحقيق طموحات الشعبين الصديقين، ويعزز فرص التكامل الصيني الإماراتي على المديين القريب والبعيد.

ولفت سموه إلى أن المحادثات الإماراتية الصينية تأتي لتضيف فصلاً جديداً مهماً لسجل تطور الروابط التاريخية بين البلدين، والتي وضع أساسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مشيراً سموه إلى أنه كان شاهداً على البدايات الأولى لتلك العلاقات، حيث صاحب سموه الوالد المؤسس، طيب الله ثراه، في أول رحلة له إلى الصين قبل نحو 28 عاماً، ومثلت هذه الزيارة نقطة انطلاق قوية للتطور الكبير الذي شهدته علاقات البلدين على مر السنين، وصولاً إلى أوج مستويات التعاون السياسي والاقتصادي والمعرفي في الوقت الراهن، وهو الأمر الذي يتجلى في العديد من الشواهد التي تبلور هذا الازدهار في أواصر التكامل وصولاً إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، من أبرزها تسيير 100 رحلة جوية أسبوعياً بين البلدين، في الوقت الذي تربط الإمارات جزءاً من تجارة الصين مع العالم عبر 444 مدينة بخطوط مباشرة.

ونوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بالتجربة التنموية الصينية برئاسة شي جين بينغ، التي كان لها عظيم أثرها في ترسيخ مكانة الصين كثاني أكبر اقتصاد على مستوى العالم، واصفاً سموه تجربة الصين في مجال التنمية الشاملة بأنها ملهمة بما تتضمنه من دروس مستفادة عديدة، مع وجود العديد من القواسم المشتركة التي تجمع بين أسلوبي الإدارة في البلدين في ضوء توافق الرؤى واتساق الأهداف الاستراتيجية الرامية إلى تحقيق الريادة في صنع المستقبل.

وأشار سموه إلى أن الأفكار التي تضمنها كتاب الرئيس بينغ حول الحكم والإدارة ودور الحكومة في إسعاد الشعب، وأهمية دور الشباب في النهوض بقدرات المجتمع واستحداث الأفكار المبدعة، وإيمانه بالدور المؤثر للقوة الناعمة في تحفيز الطاقات الإيجابية في مختلف مجالات التطوير، وقيمة الابتكار كعنصر مهم من عناصر منظومة التنمية، وكذلك الاهتمام بالتكنولوجيا وأثرها في تشكيل ملامح المستقبل؛ كلها أفكار تتقارب بصورة كبيرة مع جانب كبير من القيم التي تشكل أساس منظومة التنمية في دولة الإمارات، ما يبرز مدى تطابق وجهات النظر بين القيادتين الإماراتية والصينية حول أساليب وفلسفة البناء والتطوير في مختلف المجالات.

من جانبه، أعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عن سعادته بزيارة الرئيس الصيني للبلاد، وقال سموه «يسعدني جداً أن أرى صديقي القدير بعد مرور أكثر من عامين على آخر لقاء لنا في جمهورية الصين الشعبية، وأود أن أشكره مجدداً على حفاوة الاستقبال خلال تلك الزيارة، كما أود أن أعبّر عن شكري وامتناني على التزامكم تجاه أواصر الصداقة التي تجمعنا على المستويين الشعبي والحكومي، وعلى المستوى الشخصي».

وأضاف سموه: «صديقي الرئيس تتشرف دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم بزيارتكم التاريخية، وأود أن أشدد على ما ذكره أخي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، من أهمية العلاقة الاستراتيجية التي تربط دولة الإمارات والصين على جميع المستويات، والأولوية القصوى التي توليها دولة الإمارات لعلاقاتها الاستراتيجية مع جمهورية الصين، كما أكد أن دولة الإمارات شريك استراتيجي لجمهورية الصين، بفضل تطابق وجهات النظر والمواقف في العديد من القضايا».

وأكد سموه، أن زيارة رئيس جمهورية الصين الشعبية الصديقة، شي جين بينغ، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة تؤذن بمرحلة جديدة، ونقلة نوعية للعلاقات الاستراتيجية بين البلدين، لتحقق أهداف علاقتنا الاستراتيجية الشاملة.

وقال سموه، إن العلاقات الإماراتية - الصينية التاريخية استطاعت أن ترتقي خلال الفترة الماضية، وأصبحت تتسم بالخصوصية والتطور، فيما تقوم على أسس راسخة من التفاهم والانفتاح والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

وأضاف سموه: «دولة الإمارات تعتز بصداقتها الممتدة مع الصين، والمستقبل مشرق بمزيد من الشراكات المثلى، التي تأتي استجابة للمتغيرات ومتطلبات المرحلة الحالية والمستقبل».

ووصف سموه مبادرة «حزام واحد .. طريق واحد» بالمبادرة الاستراتيجية الحضارية الرائدة، لأنها تهدف إلى ربط الدول في قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا بحزام قوي من المشروعات التنموية ذات الطابع الاقتصادي والتجاري والاجتماعي، التي تعمق العلاقات فيما بينها، ما يعزز أسباب السلام والاستقرار العالميين، ويعيد إلى المنطقة دورها الحيوي في هذا المجال.

وأكد سموه أن دولة الإمارات العربية المتحدة تملك من المقومات ما يؤهلها لأن تكون عنصراً محورياً ضمن هذه المبادرة المهمة والحيوية، في ظل موقعها الاستراتيجي المتميز، ودورها المهم في حركة التجارة الدولية وسوق الطاقة العالمي، وما تتسم به من انفتاح واستقرار وبنية تحتية متقدمة وعصرية وأنظمة وتشريعات جاذبة، وعلاقاتها الاقتصادية والتجارية الواسعة مع جمهورية الصين الشعبية، التي تعد من أهم الشركاء التجاريين لها على المستوى العالمي، فضلاً عن أن دولة الإمارات العربية المتحدة عضو مؤسس في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، الذي تقوده جمهورية الصين الشعبية، ويهدف إلى تعزيز التنمية في القارة الآسيوية.

وأشار سموه إلى أن جمهورية الصين الشعبية قوة إقليمية ودولية كبرى، ولها دورها الحيوي في العالم، سواء على المستوى السياسي أو الأمني أو الاقتصادي، كما تعد قوة استقرار مهمة في القارة الآسيوية، مؤكداً سموه التوافق الإماراتي - الصيني على ضرورة العمل من أجل إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، والتصدي لمخاطر الإرهاب ومصادر تمويله ودعمه، وتركيز الجهود من أجل تعزيز التنمية في المنطقة، بما يصب في مصلحة الشعوب وتقدمها ورفاهيتها، وأن دولة الإمارات العربية المتحدة حريصة على التشاور المستمر مع جمهورية الصين الشعبية في التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية.

وأعرب سموه عن اهتمام دولة الإمارات بتوطيد التعاون في عدد من القطاعات الحيوية، ومنها التعاون العسكري والدفاعي، وفي مجال قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة، والنفط، والغاز، وقطاع التكرير والبتروكيماويات، والعلوم التقنية والذكاء الاصطناعي، وتقنيات أشباه الموصلات، وزيادة الاستثمارات في التكنولوجيا الواعدة، والمشاركة في الخطة التنموية في الصين، وأهمية توطيد التبادل الثقافي بين الشعبين في ظل الزيادة الإيجابية في الزوار الصينيين لدولة الإمارات خلال السنوات الماضية، مؤكداً سموه ثقته بقوة ومستقبل الاقتصاد الصيني.

وشدد سموه على استعداد دولة الإمارات لزيادة التعاون مع الصين في دول القارة الإفريقية، بما يخدم مصالح وأهداف البلدين المشتركة. وأثنى على الجهود المبذولة التي أسهمت في تقدم العلاقة وتطورها إلى مستوى العلاقة والشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.

تويتر