المرشد الأسري

تشكو زوجة انشغال زوجها الدائم بمواقع التواصل الاجتماعي على حساب أسرته.. فماذا تفعل؟

يجيب المستشار الأسري عيسى المسكري:

تعد هذه المشكلة شائعة في عصرنا وزماننا، وليس هناك أسرة بمنأى عنها، وكل بيت يشكو انعدام وغياب التواصل الحقيقي والملموس بين الآباء والأمهات من جهة، والأبناء من جهة أخرى، بسبب التكنولوجيا الحديثة التي أثرت بشكل كبير في الاهتمام برعاية وتربية الأبناء.

وتمثل وسائل التواصل الاجتماعي جاذبية خاصة للكثيرين، ومادة مخدرة، نظراً إلى ما تقدمه من مواد مسموعة ومقروءة ومرئية في شتى المجالات، فيشعر من يستخدمها بسرعة انقضاء الوقت، ويدخل في غيبوبة عن العالم الخارجي، بما فيه محيط أسرته، وينسى المهام التربوية الموكلة إليه تجاه أبنائه، وينشغل كثير من الآباء والأمهات بمتابعة حساباتهما الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، أولاً بأول، ومشاركة الآخرين الرأي والصور والفيديوهات، وقراءة التعليقات والرد عليها، حتى إن الأب أو الأم ينسيان السؤال عن أبنائهما، وتوجيههم في دراستهم، بل إن البعض منهم ينشغل بهاتفه، أثناء الأكل، وخلال فترات المرح مع أبنائه، وأثناء قيادة المركبة، متناسياً دوره التربوي تجاه أبنائه.

وما لم يدرك الأب أو الأم هذه المشكلة على المدى القريب، ستتفاقم على المدى البعيد، وتكون لها تداعيات أسرية خطيرة، فيجب الانتباه، والعمل سوياً لتوعية الأسر من خلال وسائل الإعلام والمدرسة والمؤسسات المعنية، بأهمية التعامل الرشيد مع وسائل التواصل الاجتماعي، وعدم الانشغال عن الأبناء، أو تركهم بلا رقابة أو متابعة أو توجيه.

والطامة الكبرى تحدث عندما تنتقل هذه الآفة إلى الأبناء، فيصبح كل فرد في الأسرة مشغولاً بهاتفه، الأمر الذي يؤدي إلى تفتت العلاقة الأسرية في البيت الواحد.

وعلى الرغم من أن الأب، أو الأم، يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي لأهداف نبيلة، من أجل التواصل مع الآخرين، ونشر الخير والمعلومة المفيدة، أو صلة الأرحام، فإنه يتحول إلى مقصر في حق أبنائه، إذا لم يوازن بين استخدامه لهذه المواقع، وبين مسؤولياته وواجباته تجاه أبنائه.

العلاج يكمن في الحلول الذاتية، على كل فرد، أب أو أم، أن يدرك مسؤولياته تجاه أبنائه، فكل راعٍ مسؤول عن رعيته، ولا يمنع أن تقضي وقتاً مع وسائل التكنولوجيا الحديثة، من أن تؤدي واجباتك ومهمتك التربوية تجاه أسرتك، ومن الأهمية تذكير النفس دائما بهذه الواجبات والمهام، وجعل استخدام هذه الوسائل بمثابة مكافأة بعد قضاء الواجبات الأسرية.

المستشار الأسري

 

الأكثر مشاركة